مش هنفرح بيكي؟!

1259

 

بقلم/ ميرا فؤاد

وإحنا صغيرين كنا بنستنى الوقت اللي هنكبر فيه ونحقق أحلامنا، زي ما يكون الوقت هو البنورة السحرية اللي هتحقق كل توقعاتنا وأهدافنا.. بس يا ترى كانت إيه أحلامنا اللي نفسنا نحققها لما نكبر؟

 

الكُبار فهمونا إن أول وأهم أحلامنا لما نكبر هو الجواز. أفتكر مرة وأنا صغيرة طِلع ترتيب العشرة الأوائل وطلعت الأولى ع المدرسة، ودي كانت حاجة كبيرة ليَّ ومفرحاني جدًا، اليوم ده رحنا زيارة لناس قرايبنا وكان معايا النيشان الأحمر اللي محدش بياخده غير الأول، وكلنا كنا بنتنافس عليه.. منساش رد طنط قريبتنا يوميها وهي بتقولي “مبروك يا حبيبتي.. عقبال ما تكبرى وتبقى عروسة ونفرح بيكي عشان هو ده الأهم”.

 

بغض النظر إن مش هو ده الأهم ولا حاجة، وإن مفيش حاجة أهم من التانية، إحنا دلوقتي بقينا كبار، والغريب إن أول أحلامنا مبقيتش الجواز ولا حاجة زي ما كانوا بيفهمونا، مبنجريش وراه لكن بنجري ورا طموحنا.

 

وطبعًا كل ما نكبر بيزيد السعي “لتجويزنا”.. مثلاً لو إنتي بنت في مرحلتك الجامعية أو مرحلة ما بعد التخرج، وشاءت الأقدار تروحي مناسبة اجتماعية صادفتي فيها مقابلتك مع قرايبك ومعارفك، يبقى لازم تتوقعي سماع السؤال الأكثر تكرارًا في المرحلة دي من حياتك: “ها؟ مش هنفرح بيكي بقى؟”، تختلف طرق ردودنا ع السؤال، بس غالبًا معظمنا بيشترك في طريقة الرد اللطيفة التي لا تخلو من الابتسام وتؤدي في النهاية لنفس المعنى، “إن شاء الله وألف ألف مبروك”.

 

إحنا متفقين إن اللي بيسأل نيته حلوة، مفيش مشكلة معاه ولا مع السؤال، وماله؟ ما الارتباط حاجة حلوة وبتفرح الكل وكلنا بنفرح لبعض! لكن المشكلة تكمُن في حصر الفرحة لأي بنت ع الارتباط والجواز، وإنها تكون مُقتصرة بس على وجود راجل في حياتها أو لأ.

 

إن البنت تفضل في عيون المجتمع كيان ناقص غير مُكتمل لحد ما يشرّف العريس اللي هيكملها، وساعتها الناس تبطل نغمة مش هنفرح بيكي بقى، وتبدأ في نغمة “ها؟ مفيش حاجة جاية في السكة؟”.

 

إن إحنا نرسخ جواها من صغرها فكرة إنها غير مكتملة وإن أيًا كان طموحها الجواز هو الأهم.. مهما وصلت أو حققت تفضل غير مكتملة وتفضل “لسة”.. هي آه ناجحة وشاطرة بس لسة، لسة موصلتش لصورة الكمال اللي هما عايزينها، الصورة الكاملة في عينيهم إنهم يشوفوها مع العريس.. اللي هو الهدف المُنتظَر والحدث الأهم.. أهم من كل أحلامك وطموحاتك وأهم منك إنتي شخصيًا.

 

– ها مش هنفرح بيكي بقى؟

يا ريت تفرحوا. افرحوا بينا لأننا بنحقق أهدافنا ومبسوطين وبالنا مرتاح وإحنا لوحدنا، مش مستنين فارس مغوار ييجي على حصانه ويطلّع مصباحه السحري فيغير حياتنا. فخورين بوجودنا ككيان كامل مؤثر وفعّال، ولو حصل وأخدنا قرار الارتباط يبقى شيء عظيم، ولو محصلش يبقى هنكمل وإحنا مبسوطين، ونحاول نحقق أكبر قدر من أهدافنا وطموحاتنا.

 

– ها مش هنفرح بيكي بقى؟

– أيوة صحيح، مش ناويين تفرحوا بي بقى؟

وماله؟ ما الارتباط حاجة حلوة وبتفرح الكل

 

المقالة السابقةذاكرة المشاعر 1.. “دهشة”
المقالة القادمةالوعي يُغيرنا.. يُغيرنا تمامًا
كلامنا ألوان
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا