ما تيجي نتغير

732

 

بقلم/ رضوى عبد الحميد

 

كنت مقتنعة زمان زي أي شابة عايشة وسط الأفلام والمسلسلات والروايات والكتب، إن في لحظة في حياتي الحياة فيها هتتغير، هتكون أحسن وكل البايظ هيتصلح، لحد ما صدمني الواقع زي اللي ضرب بعربية سريعة بسلسلة من الأحداث، اتغير فيها ملامح واقع حياتي، واكتشفت خلال الفترة دي إن مفيش لحظة معينة هييجي فيها التغيير ولا هييجي الشخص أو الشخص اللي هيغيرني، وإني كنت عاملة زي اللي ماشي جنبه قطر الحياة مستني اللحظة المهمة الحاسمة عشان يركبه، لكن أنا كنت بتفرج عليه من برة مستنية، بس عمري ما ركبته.

 

كنت بتفرج على فيلم to the bone  الدكتور في لحظة معينة قال للبطلة stop waiting for someone to save you  ، الجملة دي في اللحظة دي كأنها كانت متوجهة ليَّ، كنت ساعتها مشيت مسافة وافتكرت لما أخدت القرار وبدأت الرحلة واكتشفت إن تغيير أي حاجة في إيدينا الأول، لما يكون عندنا مستقبلات التغيير هتلاقيه بيجيلك زي المغناطيس، واكتشفت إنه معافرة، مراحل، هتقوم وتقع كتير هتعدي بمطب وألم وإحباط أحيانًا كمان، وممكن تخبط في لوح إزاز بس تقوم بعدها تاني، وتحاول أحيانًا، هيبقي نفسك تستسلم، بس افتكر المسافة اللي مشيتها، أرجع أكمل هتقدم خطوتين وأرجع واحدة لورا.

 

دور الناس في المهمة الصعبة ده مهم يكون في اللي بيطبطب وبيساعد وبيهتم وبيسمع، وناس ترشدك، وناس تانية تكون ماشية نفس السكة تونسك في الطريق والرحلة، هتعدي لحظات الصعوبة ويصبح كل شخص بتقابله معلم ورفيق جديد ليك في مدرسة التغيير، بس الأساس هو كان الشعلة اللي كانت جوة.

 

حكمة سمعتها في سن 13 واستوعبتها في سن 23:

عندما كنت صغيرًا وطليقًا لم يكن لخيالي حدود

حلمت بتغيير العالم والوجود

وعندما تقدمت في السن والمعرفة

أدركت أن العالم لن يتغير

وقررت أن أقصر نظرتي إلى حد ما وأغير بلدي فحسب

ولكنها أيضًا بدت غير قابله للتغيير.

وعندما بدأت سنوات كهولتي في محاول يائسة

سعيت إلى تغيير عائلتي فقط، هؤلاء المقربين من نفسي

ولكن وا أسفاه! ما كانوا أيضًا ليتغيروا

وها أنا الآن أرقد على فراش الموت مدركًا (ربما للمرة الأولى) أنه لو فقط كنت غيرت نفسي أولاً لربما كنت غيرت عائلتي بكوني نموذجًا يحتذون به، وبتشجيعهم ودعمهم لي، ربما كان أمكنني تحسين بلادي، ومن يدري، ربما كان أمكنني تغيير العالم بأسره.

 

وعرفت إن التغيير من جوة لبرة. وعرفت إن اللي يقدر على نفسه يقدر على كل حاجة. وأخيرًا ركبت القطر.. وابتديت رحلة التغيير.

اللي يقدر على نفسه يقدر على كل حاجة

 

المقالة السابقةكلٌ هائمٌ على وجهه
المقالة القادمةاهزم مخاوفك وانطلق
كلامنا ألوان
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا