لا تقبلوا بالقُبحِ مكافأةً على الصبرِ الجميل

735

 

بقلم/ نرمين عباس

ظللت أمشي لساعات وحدي، أتأمل اللا شيء، أفكر في أشياء ليست مهمة على الإطلاق، أتساءل: لماذا كانت تخفي صديقتي ابتسامتها في كل مرة بكلتي يديها؟ هل كانت تريد أن تخفي أسنانها لأن شخصًا ما أخبرها ذات يوم أن أسنانها ليست جميلة عندما تبتسم؟ لكني كنت أراها تملك أجمل ابتسامة رأيتها يومًا، فأخبرتها بذلك، فظنت أني أُجاملها فقط لأدعمها، لكنها كانت بالفعل جميله جدًا.

 

ما زلت حتى الآن أتذكر منذ عامين عندما كنت أدرس مادة صعبة جدًا أثناء دراستي، وحان موعد امتحانها وكنت في ذلك الوقت أمر بأصعب فترات حياتي، فجلست وأنا مرتبكة وأشعر أنني نسيت كل شيء متعلق بها، لأن الارتباك دائمًا ما يصيبني بالنسيان. تسلمت ورقة الامتحان ثم تركتها جانبًا دون أن أنظر إليها، مضت دقائق من التشتت والارتباك.

 

ثم وجدت شخصًا ما يضع بجواري قطعة من الشوكولاتة، نظرت سريعًا لوجهه فوجدته أستاذي في الجامعة، فقد كنت وما زلت أعتبره أبًا لي، وألجأ إليه في كل خطوات حياتي، نظر لي ومر يبتسم ابتسامة هادئة لا زلت أتذكرها حتى الآن. بعد ثوانٍ معدودة شعرت أنني تذكرت كل شيء يتعلق بتلك المادة، وتفاجأت بعد ظهور النتائج أنني حصلت على امتياز في تلك المادة، وظل الفضل لتلك القطعة الصغيرة من الشوكولاتة.

 

كانت لي صديقة تملك ندبة على جبينها تجعلها تتجنب دومًا النظر للمرآة، لأن ذات يوم صديقة لها أخبرتها أن وجهها بدونها كان سيصبح أجمل، لكني كنت أراها تزيدها جمالاً، فأنا أحب تلك التفاصيل الصغيرة العالقة بالوجوه الجميلة، التي تكسر مثالية الجمال فتزيده جمالاً ودفئًا.

 

أتساءل: لماذا لا نملك القدرة على تجاوز الكلمات والأشخاص بسهولة؟ لماذا قد يلقي شخصًا ما كلمة يظنها عادية جدًا فتظل جرحًا عالقًا بالذاكرة يقاوم النسيان؟ لماذا قد نخفي الكثير من حقيقتنا خلف كومة من الخيبات، خشية انكسار آخر، ما زلت أؤمن أنه يُمكن الحصولُ على قَلب أي شخص في الدنيا بعِبارةٍ بَليغةٍ تمنحه الدفء.

 

لا يزال عالقًا بقلبي حديثنا العابر جدًا، أتذكر ابتسامتك بوضوح في الجانب المضيء من روحي، بساطة دفء حضورك لا زالت تغمر قلبي بالحنين، لا زالت كلمة بسيطة منك تُنبِتُ في قلبِي الوَردَ، فأتشبث بها كلما عبرت شارعًا في مدينتنا.

“أُدرِّبُ قلبي على الحب كي يَسَعَ الورد والشوكَ..”.

 

لماذا لا نملك القدرة على تجاوز الكلمات والأشخاص بسهولة؟

 

المقالة السابقةاقبل مشاعرك
المقالة القادمةحب الاباء للأبناء وسحر العلاقة بينهما وسر الخرف على الأبناء
كلامنا ألوان
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا