كيف تستفيد من موهبتك؟

1561

 

مقال/ دعاء جمال

“عايز تنجح؟ ساعد غيرك إنه ينجح”، تلك هي الكلمات التي قالتها لي شيرين بدر متخصصة تسويق إلكتروني، والتي يرجع الفضل لها بعد الله سبحانه وتعالي، فيما سأقوله لكم بهذا المقال. كل يوم يمُر علينا تزداد نسبة البطالة في مجتمعنا آسفًا، ونجد الشباب والذين من المفترض أنهم هم وقود الحركة ومستقبل الغد، يجلسون على المقاهي ويفترشون الطرقات، بدلاً من أن يجدوا عملاً يساعدهم ويساعدون به غيرهم، متعللين بعدم وجود فرص حقيقة تشجعهم للعمل.

 

وهناك البعض الذي لديه عمل بالفعل، ولكن لا رغبة له بالمضي فيه، سواء لأنه لا يشعر بالراحة أو أن العمل لا يُشبع طموحه. لا ننسي ولا شك المرأة سواء كانت طالبة أو متفرغة لا تجد عملاً مناسبًا حتى الآن، أو حتى إن كانت سيدة منزل لديها أطفال صغار ولا تستطيع تركهم وحدهم لساعات طويلة.

 

ولهذا أقدم لكم هذه الروشتة التي قد تكون سببًا في علاج هذه الظاهرة، وهي أنه يمكنك أن تفكر في العمل الحُر الذي قد لا يحتاج منك تكاليف هائلة كالسابق، حيث أصبح من السهل في هذه الآونة أن تعمل إلكترونيًا بشكل كامل، وما عليك سوى تعلُم القليل من مهارات التسويق التي تضمن لك البقاء في السوق الإلكترونية، بل قد يتطور الأمر يومًا ما ليصبح في الأسواق العادية.

 

قال الكاتب البريطاني سايمن سينك “إن العمل بجِد لشيء لا يهمك، يُسمى ضغطًا نفسيًا، والعمل بجِد لشيء تحبه يُسمي شغفًا”، فالكثير منكم قد يقول:

“ولكنني لا أملك فكرة مشروع في الوقت الحالي، أو إنني لا أعرف كيف أدير مشروعي الخاص، وخصوصًا أنني غير متحمس لعمل مثل هذه المشروعات”، ولهذا يجب أن تبحث عن شغفك، أي موهبتك وهوايتك، تلك التي تستطيع أن تسهر الليالي وتعمل بكد وتعب من أجلها ولا تشعر أبدًا بالتعب أو الإرهاق.

 

خلق الله سبحانه وتعالي كلٍ منا ولديه موهبة يبرع فيها، منا من يحب الرسم أو الغناء أو العزف أو الكتابة أو الطبخ أو لديه مهارات الإقناع، أو يحب التعامل مع الآخرين أو يحب اللغات أو التعلم أو الاختراع، بالطبع لا يمكن أن أحصر المواهب والهوايات، فهي كثيرة ومتنوعة بتعدد البشر، ولهذا فعليك أن تعرف موهبتك أولاً، ثم تفكر في كيفية تحويلها لمشروع أو مصدر دخل خاص بك.

 

من السهل أن تعرف كيف تحدد موهبتك والفرق بينها وبين المهارة من خلال عشرة معايير يمكن تطبيقها عليها فتساعدك في تحديدها:

1- يجب أن تكون فطرية.

2- أن تكون غير طارئة، أي لم تحدث لك فجأة.

3- أن تكون تعشقها ومولعًا بها.

4- عندما تكون مكتئبًا فهي الصديق الوحيد لك الذي يستطيع أن يخرجك من ضيقك.

5- حين تمارسها تكون إنجازاتك بها سابقة لسنك.

6- تستطيع أن تعمل بها إنجازًا كبيرًا بتكاليف قليلة.

7- العلم في الموهبة يأتي بعد الممارسة، ولكن في المهارة تتعلم أولاً ثم تمارس.

8- الموهبة مادة خام تستطيع أن تشكلها، فمثلاً إذا كنت تحب الرسم فأنت تستطيع أن ترسم بالرصاص والزيت والألوان والرسم على أي مادة.

9- الموهبة لا تحتاج عناء لممارستها.

10- الموهبة تنتج المنتج بينما المهارة تنفذ.

 

والآن بعد أن حددت موهبتك أو تأكدت من معرفتك الجيدة بها، عليك أن تفكر الآن في كيفية تحوليها لفكرة مشروع يمكن الاستفادة منه كمصدر دخل.

 

وكما ذكرت سابقًا، فالأمر بات سهلاً من خلال الأسواق الإلكترونية، فعلى سبيل المثال أنت موهبتك الرسم أو فن الأورجامي، لماذا لا تصنع منتجاتك الخاصة وتبدأ في بيعها على الإنترنت، حيث يمكنك مثلاً أن تعمل صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي تنشر من خلالها مشروعك، أو مثلاً أنت موهوب في تصليح الأجهزة الإلكترونية وتعرف كيفية التعامل معها، فما عليك سوى أن تعرض خدماتك للجمهور أيضًا من خلال الإنترنت، أو موهبتك هي التحليل والإحصاء ومعرفة الجديد، فمن الممكن أن تصبح مُسوِّقًا إلكترونيًا متخصصًا في الـSEO.

 

هناك الكثير والكثير من المواهب التي دائمًا ما يمكن بشكل أو آخر أن تحولها لمصدر دخل يمكّنك من أن تجد لنفسك ذلك العمل الذي طالما رغبت فيه، ويمكنك أن تسأل وتستشير من حولك لمساعدتك، كما يمكنني مساعدتك إذا رغبت، ومع القليل من مهارات التسويق يمكنك أن تبدأ في ممارسة مشروعك، ومع الوقت والسعي سيكبر هذا المشروع ويحقق لك مشوارًا مهنيًا يساعدك في تحقيق أحلامك.

 

 

 

المقالة السابقةالوحش الخبيث
المقالة القادمةقلب الأم
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا