فكرت تنتحر قبل كده؟

1021

آلاء عبدالرحمن

اليوم الـ(مافيش).. ماحصلش حاجة تزعلك ولا تفرحك، يمكن لأن اللي بيزعلك قوي حصل خلاص.. دي مشكلة اليوم إنه بقى عادي زي إمبارح وبكرة هايبقى زيهم، وده اللي بيخلي الأيام سيئة إنك مش قادر توصفها أو تحددها حياة ثابتة زي خط الرسم البياني البعيد عن المنحنيات صعب تفرقها بين بعضها.

في ناس محظوظة جدا بتقدر توصف اللي جواها صح وعندها الشجاعة الكافي ه؟ة إنها تستغيث وتقول حاوطوني.. ماتسيبونيش.. من غير خوف من الشفقة.. أو خوف حتى من إنه يتصدموا في اللي متعشمين فيهم من جواب الرفض، إنه أنا اللي فيا مكفيني ومش قادر أكون جنبك..

المصيبة إن العقل البشري غريب مهما كنت تعرف اللي قدامك، ومعاه مش هاتعرف تكسر دماغه وتستشف هو بيضحك بجد فعلا قدامك ولا بيكابر؟! بيضحك.. وهو بيفكر في إيه لحظتها.. أو بيخبي إيه بالضحكة الصفرا السمجة دي.

بنقابل ناس بتدعي على نفسها بالموت في وقت الغضب أو الحزن لكن مش شرط يكون قاصدينها قوي، التلفظ بيها بيكون نوع من السخط على الوضع الحالي مش أكتر..
لكن في بني آدمين بيدعوا بصدق خالص إنهم مايصحوش الصبح، واللي بيبصوا للشباك كام مرة في اليوم.. ويقولوا ياااه لو نطيت حالا هاتشل ولا هاموت على طول.. الناس اللي ممكن تكون أنت أو أنا بنخاف نعترف قصاد نفسنا وقدام الناس إنه خطر على بالي أموت قبل كده وسيناريوهات موتي وصورتي اللي بتضحك اللي هاتملى الفيس بوك.. ده حد أعرفه كان بيملى الدنيا بالحب والحنية ومالقوهوش، كام حد فينا كان عاوز يموت ويرجع تاني علشان يحس إنه كان فارق ويسمع كلمتين حلوين..

وعلشان يخلص من الخوف بتاع بكرة والنهارده اللي بيملى جوانا بالسواد.. وكل مشاكل الحياة اللي بتتكلكع بزيادة بكل نفس بياخده.. كل وجع بيتضاعف مع دقات قلبه وبيحاول يلاقي الراحة والسلام اللي بيدور عليهم.. يمكن الحياة كانت هاتختلف لو الاعتراف بكل حاجة خطرت على بالنا سهل بس في وسط مجتمع قاسي مابيسامحش الأفعال وبيحكم على الأفكار فده شيء متوقع..

الأسر اللي بتخبي أن أحد افرادها مريض نفسي.. والأشخاص اللي بينكروا موت محبيهم منتحرين أو محاولاتهم للانتحار.. فالمشاكل النفسية صعب حلها في مجتمع بيخبي مشاعره والحقايق اللي حصلت له حتى في group therapy.

أغلب المنتحرين كانوا بهجة وجمال للدنيا.. شخصيات مرحة ومنطلقة، زي: روبين ويليانز، مارلين مونرو، وداليدا ماحدش خطر على باله إن الاكتئاب اللي هو فيه هايوصله لكده، وإن الكلام اللي كان بيقوله بجد مش كلام عادي يتقاله معلش، يمكن صدمة الناس دي إنهم استنزفوا كل طاقتهم ناحية اللي حواليهم، ومافضلش باقي لنفسهم حاجة لما احتاجوا حد مالقوش.

أغلب الحاجات المبهجة في الحياة وحيدة، البالونة اللي بتفرحك طايرة في السما لوحدها بس بتخليك سعيد فجأة هاتفرقع وتنتهي.

لكل اللي فكر قبل كده إنه يروح لدكتور نفسي.. مش عيب تطلب مساعدة من مختص ومش كارثة إنك تقول انا زعلان خليك هنا…أنا مقهور اسمعني كل شيء ليه نهاية.. اللي قاوموا كانوا زيك.. في حد في العالم بيدور عليك.. ونفسه يعيش يبص على وشك وأنت نايم.. يمكن بكرة تكون سعيد.. اعرف إنك مش وحيد.. مليون واحد في الثانية دي حاسس باللي أنت حاسس بيه.

يمكن هبة الحياة في بلاويها.. هانستفيد إيه بعد مانعيش وكانت حياتنا مظبوطة، في الحياة الأبدية هاتقابل ناس “بغض النظر إن كل الناس عندها بلاوي ومستخبية في هدومها”، هاتلاقيهم فرافير جدا.. عدى عليهم إيه ولا عملوا إيه أخدوا إيه من الحياة؟ أعتقد فخر إنك رافع راسك وقتها وبتاخد جنة بالصبر شيء ممكن يهون عليك.. أهو كسبنا في حاجة.

المنحة في الطريق.. من غير مصايب.. الحياة هاتكون سخيفة.. دي ميزتنا كبني آدمين.. المشاعر..الحزن والوجع.. خطر على بالك مرة إن ممكن ملاك يتنازل عن جناحه علشان يجرب طعم الدموع.. الجوع بعد الشبع.. ووجع الرجلين بعد المشي.. طول أول ليلة بعد دفن اللي بتحبه.. ممكن إنساينتنا تكون بتتعاش بمقدار اختبارها بالمشاكل.. فخد الحياة باكدج كامل.. بلحظات السعادة الصغيرة.. بالفكة اللي بتلاقيها تكمل أجرة التاكسي فتروح مرتاح وفي ضحكة طفل ليك من شباك عربية..

في جرس إنذار هاتحس بيه ماتتجاهلوش اللي قدامك نفسه مايكونش موجود.. ويمكن مجرد الكلام ليه مش هايجيب نتيجة.. ده حد حواليه بلور وتلج.. فقاعة كبيرة هوا جواها محتاج زقة وحاجة كبيرة تطلعه بره.. اسأل مختص إزاي تساعده وتطرد من دماغه الأفكار اللي مابيعترفش بيها قدامك.. وماتحكمش على أي حد اختار يروح دول كانوا مستنيين.. الفرح.. المحبة.. والسلام… خدوا بالكوا من المستنيين.

المقالة السابقةغنوة وحدوتة.. نحكيها وتوتة توتة
المقالة القادمةإزاي أصاحب الألم؟ عن الاكتئاب والقلق
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا