غنوة وحدوتة.. نحكيها وتوتة توتة

385

من مدة اكتشفت نسخة من أغنية hey jude بتاعت البيتلز بيغنيها بول مكارتني (تاني عضو مهم في البيتلز بعد جون لينون) في حفلة في الهايد بارك سنة 2010.. وبرغم جمال الأغنية، إلا إن النسخة دي منها تحديدًا ملهمة ومؤثرة بشكل غريب.

الأغنية بتقول فيما معناه: “يا جود، بلاش حزن.. خدي أغنيتك الحزينة وازرعي لها بهجة بطريقتك.. افتكري إنك لو دخّلتي الأغنية جوة قلبك فعلا، ساعتها هتبدأ كل حاجة تتحسن، يا جود، ماتخافيش.. ده انتي مخلوقة مخصوص عشان تنطلقي وتخطفي نجاحاتك.. ولما تضايقي، احكي.. ماتشيليش الدنيا على كتافك في صمت، اللي بيحاول يقنعك إن النجاح في إنك تكوني باردة، إنك ماتغرقيش بكل كيانك في كل تفصيلة.. هو اللي فكسان!”.

الحضور في الحفلة اللي بيتغني فيها النسخة دي من الأغنية مهول.. بول بيغنيها وقت الغروب، وكمية مهولة من البشر بتغني الكلمات دي وراه بانفعال مع بعض في نفس النَفَس، المشهد فيه إحساس روحانية وقداسة كده.. وبعد ما كان تفاعلهم مع الأغنية عظيم جدا، سكت بول وبدأ يوجه الجمهور عشان هو اللي يغني، خلى الرجالة يغنوا لوحدهم، وبعدين الستات يردوا عليهم.. وبعدين يعملوا كورال سوا، وكلهم بيكلموا جود من قلبهم وبيندهوا عليها في الهواء الطلق، وبيقولوا لها بغناها إنهم  حاسين بيها ومعاها…

في وسط الحضور الغفير الكاميرا كانت بتركز على بنات شايلهم حد على الكتاف، وأنا بسرح وبفكر.. يا ترى مين بيحب حد لدرجة إنه يضحي بوجوده في حفلة لبول مكارتني ممكن ماتتكررش تاني، ويقرر يقضي الحفلة متفطس وشايل على كتافه واحدة.. لمجرد إنها تتبسط وتشوف كويس وتعرف تغني وتنطلق.. كنت بفكر في إحساسها وهي أعلى من الجميع.. وفاردة دراعاتها وبتغني وسط الحشد ده.. وحاسة إنها متشالة من على الأرض شيل.

كنت بفكر قد إيه نفسي أحضر حفلة زي دي.. يكون فيها الشغف ده كله وينوبي منه جانب.. أختفي وسط الجمع وأغني من قلبي بصوت عالي، من غير ما أفكر في إزاي وليه والاحتمالات.. مجرد غرق تام في اللحظة اللي مش هتتكرر، أشارك فيه كل الناس اللي مشاركاني نفس الإحساس بالظبط..

كنت بفكر في بول مكارتني، قد إيه الراجل ده مبهر، لو حد دوّر له على صوره القديمة وشاف صوره الجديدة.. هيلاقي نفس الشخص، نفسه بالظبط.. بس وشه بقى مطيول شوية وفيه شوية تجاعيد.. لكن مكبرش أبدا، ده لس بيتنطط وبيحضن الجيتار، وبيصفر وهو طالع ونازل على السلالم بسرعة.. كئنه لسه ابن العشرين.. مش راجل عنده 73 سنة.

كنت بفكر في راجل عجوز شفته وسط الجمهور، الراجل دة أكيد عاصر البيتلز في أحلى أيامهم، وفضل معاهم لحد ما بقى هو وبول مكارتني فوق الستين والسبعين، بفكر في كمية النوستالجيا والذكريات اللي هفت عليه وهو واقف بيغني مع ولاد وبنات من دور أحفاده.. يمكن تكون رحلة حياته كلها مرت قدام عينيه، وأغنية واحدة تصلح تكون ساوند تراك لكل المشاهد، أغنية عاشت وفضلت رفيق حقيقي ليه طول الرحلة.

فكرت كمان إن الجمهور كله شباب صغير، مع إن البيتلز من الستينيات.. ومع إن حضور حفلة لجاستن بيبر أسهل بكتير من حضور حفلة لبول مكارتني…

فكرت واتمنيت، وكنت واقفة في وسطهم فعلا بمد إيدي لبول عشان أشرح له بوشي وعينيا المدمعين قد إيه أنا ممتنة لك، بس لقيت نفسي على كنبة بيتنا، براقب بنتي بتحبي بخطى واثقة ناحية البلاعة بعد ما عملت لي باي باي!

نطيت من مكاني عشان ألحقها، وبعد ما شلتها قعدت أغني لها أغنية من الأغاني اللي بألفها لها كل شوية:

” بطة وبطة بطتين.. بطة وقطة رايحين فين..
رايحين يسمعوا غنوتين
غنوة مع حدوتة.. نحكيها وتوتة توتة..
هننام لنا شوية.. يا أجمل مارية…”

اتفرجوا على hey jude هنا:

وشوفوا بول مكارتني وهو بيصغر مش بيكبر هنا:

 

المقالة السابقةالاعتراف سَيد الأدلة
المقالة القادمةفكرت تنتحر قبل كده؟

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا