ما هو جواز الصالونات؟ وما خطواته وعيوبه، هل يعتبر من الأشكال الناجحة للزواج

14196

 

بقلم/ أريج أسامة سرور

الحب لغز أسطوري، ومحور تعددت حوله الآراء والقصص، من منا لا يريد أن يتذوق الحب؟! ليس بمقدور أحد أن ينكر أهمية الحب في الحياة، ولكن فيما يتعلق بالحب بين الجنسين، نجد أن لكل منا شروطه المختلفة، أو ربما مبادئه التي تسمو فوق رغباته، فتضعها في إطارها الصحيح وعلى النحو الذي يرضاه ضميره وتقره مبادئه.

 

ودائمًا ما كان هناك خلاف حول قضية الحب والزواج في مجتمعاتنا الشرقية والإسلامية، حيث إن السائد فيها هو أن الحب بين طرفين يجب أن يكون في إطار رسمي لا يخالف الشريعة والقانون، ومن ثم أيضًا كانت المحاولات دائمة لتجنب الحب حفاظًا على تلك المبادئ وخوفًا من أن يؤدي لطريق غير مقبول دينيًا وأخلاقيًا واجتماعيًا.

 

هل حقًا الحب يخالف الشريعة والمبادئ السامية التي تربينا عليها؟ هل الزواج التقليدي أو المسمى بزواج الصالونات هو الأفضل والأنجح؟

هناك سؤال شائع جدًا قد يُوجَّه لمعظم المرتبطين، وهو: هل تزوجتما عن حب أم زواج صالونات؟

فلنتعرض قليلاً لفكرة زواج الصالونات وبعض الآراء فيه:

بشكل عام زواج الصالونات يعني أن هناك شابًا مقبلاً على الزواج، وعن طريق الأهل أو الأصدقاء أو أيًّا كان تم ترشيح إحدى الفتيات، ربما يكون قد سمع عنها بعض الصفات التي تروقه فيمن يريد أن يرتبط بها، وربما حتى لا.

هذا من طرف الشباب. وبالرغم من الانفتاح الحضاري والاجتماعي الذي يشهده عصرنا الآن لا زال الكثير يفضل تلك الطريقة في الزواج.

أما على الجانب الآخر، أي الفتيات، فمنقسمات حول هذا الأمر، منهن من تقبل هذه الطريقة، بل وتُفَضِّلها وتجد أنها أفضل لها، فهي لا تود أن تدخل بنفسها في حالة عاطفية أو أن تضع نفسها في محل قد لا يحفظ لها كرامتها أو لأسباب أخلاقية… إلخ.

وهناك من تقبل هذه الطريقة حتى لا يفوتها قطار الزواج، ولكي لا تشمت بها الأخريات، أو هروبًا من علاقة فاشلة سابقة، ولكنها في حقيقة الأمر ليست مقتنعة بهذه الطريقة للزواج.

 

ونأتي للرأي المخالف تمامًا للآراء السابقة، وهو رأي الفتيات اللواتي يعتقدن أن زواج الصالونات طريقة فاشلة ولا تناسب هذا العصر، وربما يرين فيها إهانة لهن، فهن يصبحن مثل السلعة التي يأتي من يشاهدها لكي يقرر إن كان يشتريها أم لا، ويعتقدن أن الزواج الناجح يجب أن يقوم على حب وعاطفة قوية بين الطرفين ودون تدخل لرأي أحد سواء الأهل أو الأصدقاء.

 

أيًّا كان.. فلنفكر قليلاً بالمنطق، هل يوجد تعارض بين الحب وزواج الصالونات؟ هل كل علاقة حب بين طرفين تعني أنها خارج نطاق المسموح؟

 

الزواج هو سنة الله في خلقه، من أجل استمرار الحياة على هذا الكوكب إلى أن يشاء الله بقيام الساعة، والحب هو مشاعر سامية وهبنا الله إياها لكي تعطي للحياة معنى ومذاقًا خاصًا، فالحب نعمة، وكأي نعمة يمكن لكل شخص أن يستخدمها بشكل جيد أو يسيء استخدامها ويضعها في غير محلها.

وأما غير ذلك فهو غير جائز بأي شكل من الأشكال، وفيه انتهاك لحرمة المجتمعات والعلاقات الاجتماعية.

وأما عن زواج الصالونات، فليس له حكم مطلق.

ما المانع في أن يتقدم شاب لخطبة فتاة ويحدث بينهما تآلف وتوافق عقلي ويسمحا لمشاعرهما بأن تأخذ وضعها في إطار الحدود المسموح بها في تلك المرحلة؟!

ما المانع في ألا يحدث توافق أو “نصيب” وينتهي الموضوع بشكل لطيف دون سرد قائمة من العيوب والمساوئ في كل طرف؟! فقط مبرر مناسب للرفض وينتهي الأمر!

فمما لا شك فيه أن لكل شخص الحق الكامل في اختيار شريك حياته دون فرض أو تدخل من أحد، وهو حق يكفله الدين لكلا الطرفين، أيًّا كانت الطريقة، ما دامت لا تنافي المبادئ والسلوكيات والأخلاقيات التي حثنا عليها ديننا ونشأنا عليها في مجتمعنا، فما المانع؟

هل يتعارض زواج الصالونات مع الحب؟

المقالة السابقةالله يسُكننا
المقالة القادمة“سابع جار”.. أُلفةُ العادي
كلامنا ألوان
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا