Lamyaa Mozahim
أيوة العنوان صح زي ما هو مكتوب كده حضرتك، مفيش غلط ولا حاجة.
رغم إني معترضة على لفظ عانس في حد ذاته، ورافضاه كمدلول لوصف البنت اللي فاتها -بالتعبير الشائع- “قطر الجواز” سواء بإرادتها أو رغمًا عنها.
سامعاك يا اللي بتقول متّوهيناش. عانس إحنا عارفينها.. وإحنا مش في موضوع رفضها أو قبولها دلوقتي!
السؤال هو: إيه عانس بشرطة دي.. إنتي هتخترعي؟!
هقول لحضرتك.
عانس بشرطة أقصد بيها واحدة متجوزة مع وقف التنفيذ.. إممممممممممم!
- لأ مش اللي في بال حضرتك خالص.
- أومال إيه.. إنتي هتشتغلينا ولا إيه؟!
- لأ.. مش اشتغالة ولا حاجة، دي حقيقة وواقع.. أنا مقصدش عنوسة الجسد.
- أومال تقصدى إيه؟
- أقصد عنوسة الروح.
- ودي تبقى إزاي يعني؟!
- طيب خليك معايا حضرتك.
- معاكي.. أما نشوف أخرتها.
- هو لما واحدة حضرتك تتجوز مُكرهة أو تحت ضغط معين، من الضغوط الكتير اللي مالية مجتمعنا، واحدة بتتجوز هروبًا من الوحدة أو الفراغ. وتانية بتهرب من تسلط الأب أو الأخ.. وتالتة من سخافة جوز الأم.. ورابعة من جبروت مراة الأب.. وغيرها بتتجوز عشان تهرب من نظرات الناس ومصمصة الشفايف والأسئلة في الرايحة والجاية، وكأنها موبوءة أو مريضة.
وغيرها.. وغيرها.. وغيرها.. أسباب وأسباب نتيجة مستنقع من العادات والتقاليد الغبية والمتخلفة اللي مش بتسمح للبنت بممارسة حقها في الحرية والاستقلالية زيها زى الولد.
كل ده بيخلي كتير من البنات يضطروا للرضوخ وقبول أي واحد جاهز وكويس بمقاييس الأسرة والمجتمع، ويتحولوا لاتنين مش بيجمع بينهم غير ورقة كتبها مأذون ومضى عليها اتنين شهود أو إكليل في كنيسة بمباركة القس أو البابا.
موجودين تحت سقف واحد وبس.. مفيش أي لغة مشتركة بينهم.
العانس مش اللي فاتها قطر الجواز وبس.. فيه متجوزة عانس.
لأن العنوسة مش بتنتهي بعقد وزفة وبيت وعفش وولاد.
بتنتهي لما تكون مع شخص بتكمّله ويكمّلك.. شخص بتدوب في تفاصيله ويدوب في تفاصيلك.. مش بتغرقوا فيها!
تحسوا كل لحظة بتمر عليكم سعيدة أو حزينة مش مهم.. شخص بيوصل بينك وبينه شريان واحد بيمدكم بالحياة، لو اتقطع جايز مش هيموت حد فيكم، لكن هيعيش عنده قصور ونقص.
أرواحنا بتفضل منقوصة في احتياج لمن يكملها دون الاعتماد على أي بُعد جغرافي أو ديني أو حتى قوانين واقع.
هي في انتظار من يملك بصمة العبور.. ذلك القادر على محو لفظ “عانس” وليس من يصبح مجرد شرطة تُضاف للفظ.
