بقلم/ رنا حسين
وأنا صغيرة كنت بتأثر بنوعية أفلام غريبة الحقيقة بالنسبة لطفلة يعني، كان منها فيلم لنور الشريف ونجلاء فتحي اسمه المرايا، الفيلم كله بيتكلم عن بنت جميلة شايفة إن جمالها ممكن يسهل لها أي حاجة في الدنيا، وبالتالي مكملتش تعليمها ورفضت الولد اللي كانت بتحبه وبيحبها لأنها شافت إن جمالها ممكن يوفر لها فرصة جواز من شخص أحسن منه.
طبعا الفيلم انتهى لما البنت فهمت إن اعتمادها على جمالها لوحده كان قرار فاشل وإنها خسرت مستقبلها والولد اللي بيحبها وإن حتى جمالها مقدرش يخليها تتجوز النموذج اللي كانت بتحلم بيه، وكانت النتيجة إنها فهمت الدرس ولمت شعرها اللي كان بطول ضهرها وراحت على جامعتها وهي حاضنة الكتب.
وكأي طفلة بريئة أنا اتأثرت جدا بالفيلم، وفهمت إن الجمال وشكلي في المرايا مش أهم حاجة في الحياة مش مهم خالص أصلا ده في الآخر الولد اللي بيحبها مشي وسابها o_o فقررت إني هنفذ الفيلم من آخره .
يعني مش مهم انا شكلي إيه ومش مهم ابقى حلوة المهم إن روحي حلوة وإن عقلي شغال وكده أنا هبقى زي الفل.
بس ده مكنش بيمنع إني برغم من تمتعي بكل السالف ذكره من حلاوة روح ورزانة عقل وتواضع 😀 إني كنت بغير شوية لما كنت الاقي بنوتة حلوة وواخدة بالها من نفسها ولابسة فستان ألوانه جميلة..
لما كبرت شوية اكتشفت إنه طبيعي إني كنت أغير.. أصل أنا بنت والبنت لازم تبقى حلوة.. البنات أصلا حلوة.. بس هما -معرفش مين هما- كانوا دايما بيوصلوا لنا بشكل غير مباشر إن البنت اللي بتهتم بنفسها اللي بتبرد ضوافرها وتحط مانيكير لايق على لون
التوكة، دي بالضرورة بنت فاشلة وتافهة.
الغريب بقى إني قابلت بنات كتير بتحط مانيكير لون الكوتشي وفي نفس الوقت طلعوا بنات عميقة ومثقفة وفيه منهم دكاترة أه والله العظيم.
وبعدين لما ركزت شوية شوفت الموقف كالتالي:
مشهد 1
بنت ماشية لابسة نضارة وحاضنة الكتب ولامة شعرها ولابسة أي حاجة
الناس: مالها البنت دي مبهدلة كده ليه دي شكلها معقدة
مشهد 2
بنت ماشية سايبة شعرها وحاطة توكة فيها وردة ولابسة فستان منقط
الناس: مالها البنت دي واخدة بالها من روحها كده ليه دي شكلها مايصة
مشهد 3
بنت ماشية مش شايلة كتب ومش لابسة فستان منقط
الناس: مالها البنت دي مش عاملة حاجة كده ليه دي شكلها معندهاش أي اهتمامات
الخلاصة اللي وصلت لها يعني إن الناس مبيعجبهاش العجب، فقررت ابص في مرايتي واختار ملامحي اللي أنا بحبها واللي الناس بالضرورة هتحبني بيها لأني بحبها ولايقة عليّ.
اختارت ابقى البنت اللي أنا عاوزة أكونها بفستان أو ببنطلون جينز، بكتاب لنجيب محفوظ أو بكتاب أبلة نظيرة.
في وقت هبقى محتاجة ابص في المرايا اشوف مقاتلة لابسة الدرع ونازلة تواجه الحياة، ووقت تاني هحتاج اشوف أميرة من أميرات ديزني طايرة فوق سحابة الأحلام.
يعني مش لازم طول الوقت انعكاسي في المرايا يبقى شكل وطعم واحد لأنه في النهاية مش هيعجب الكل.