بقلم/ آية إبرهيم
أكتب إليك مجددًا.. لم تنتهِ رسائلي بعد.
ربما سنحتاج هدنة أخرى، قد تستغرق سبع أو ثماني سنوات، لننسى ما حدث في الماضي، ثم نبدأ معًا من جديد، حينها ستكون ملامحي تبدلت قليلًا، قد أصير أكثر جمالاً وقوة، وقد ينكسر غروري الذي كنت تُعانيه، وقلبي هو الآخر قد يتخلى عن شعوره الدائم بالخوف، الخوف الذي أفسد عليَّ أشياء كثيرة، كان من الممكن أن تُسعدني أو حتى تعطيني درسًا جيدًا.
لطالما أرهقني الخوف، الخوف من أن يتكرر ما حدث في الماضي مرة أخرى في المستقبل، وكما ترى يضيع الكثير من حاضري في ذلك الشعور.
لكنك وحدك يا عزيزي تدرك معنى أن قلبي لا يزال قلب طفلة، لم يُنتشل الخوف منه بعد.
أتذكر كنت تناديني صغيرتي حتى اللحظة الأخيرة.
تراني ما زلت صغيرتك؟
لا أظن.. أعترف أنني لم أعد تلك الطفلة التي أحببتها.. أشياء كثيرة تغيرت. السنوات الماضية لم تتركني على حالي الذي تركتني أنت عليه، علمتني أشياء كثيرة في غيابك، أهمها أن لا شيء يعود كما السابق، وحتى قلوبنا لن تعود أبدًا كما كانت قبل أول جُرح، هذا شعور سأفتقده للأبد، لكن لا بأس، هناك أمور كثيرة جيدة.
أصبحت أكثر عقلانية في الحكم على الأمور، لا أخشى أن يتركني أحدهم مُجددًا، اعتدت الوحدة ولم أعد أسميها وحدة مطلقًا، أصبحت أسميها أوقاتي الحلوة، تعلمت كيف يمكن أن أسعد نفسي بنفسي، وألا أخذلها أبدًا كما فعلت أنت.
القهوة أصبحت مشروبي المفضل ورفيقة أوقاتي بدلاً من قطع الشوكولاتة التي كنت تحضرها لي، لم أعد أحب الشوكولاتة من الأساس.
صحيح نضجت وتغيرت أفكاري كثيرًا، لكن أشياء سخيفة بداخلي لم تتغير بعد، خوفي المُفرط.. غروري.. عصبيتي الدائمة وحتى بكائي الهستيري حين كانت تُزعجني أفعالك لا يزالا جزءًا من شخصيتي.
لا عليك بأشياء كثيرة تعرفها جيدًا كانت تُزعجك مني.. اطمئن، لا شيء منها تغير.
اذهب يا عزيزي ولاقيني بعد عدة سنوات، قد نكون تغيرنا أنا وأنت، ولا نعرف بعضنا، قد ننسى ما حدث، أو قد تُنسيك السنوات أمري، وربما أيضًا تتعثر في امرأة أخرى جميلة لا تخشى الماضي ولا تهاب الفراق. اذهب لعلك في منتصف الطريق تدرك أن لا جدوى من الانتظار ولا فائدة مني.
قلبي لا يزال قلب طفلة لم يُنتشل الخوف منه