بقلم/ دينا خالد
التدوينة دي فكرتها الأساسية في دماغي من أسبوع تقريبًا.. من أول ما بدأت أعراض البرد تظهر عليَّ في فترة كان الجو فيه كله مطر ومش عارفة أستمتع بيه، لأني مش قادرة أمشي تحت المطر ولا أخرج حتى أقف في البلكونة وأبص للسما وأدعي، زي ما بحب أعمل دايمًا لحد آخر جزء فيَّ. الجو بقى مشمس ودافي وأعراض البرد كمان كانت اختفت تقريبًا.
1) أول أعراض البرد
اليوم ابتدا بإني صحيت بدري بعد ليلة كلها أرق، حضرت الفطار بسرعة لأن فيه أدوية لازم آخدها الصبح، ونزلت جري على الشغل. اشتغلت بكل طاقتي، والصداع بيدق في دماغي بكل طاقته، ومنفعتش كل المشروبات اللي حاولت أتحايل بيها عليه إنه يخف بس شوية، خصوصًا وأنا ممنوعة من المسكنات. رجعت البيت حاسة بالوجع زايد بس كان لازم أحضر الغدا. كنت بعمل كل ده وبفكر في الناس اللي عاشوا عمر بطوله محسسيني إني متدلعة ولا يُعتمد عليَّ في حاجة.
سرحت في كلام الناس وإزاي ناس قريبة منك ممكن تتسبب في إنها تدمر ثقتك بنفسك، مع إن مش دايمًا كلامهم بيكون صح. وفكرت إن أكتر أذى ممكن نسببه لولادنا حتى من غير ما نقصد إننا نبقى جزء من ذكرياتهم السيئة.
ملعون الكلام السلبي اللى بيتقال أيًّا كان الغرض والسبب.
2) ذروة أعراض البرد
خلاص تاني يوم كنت اتأكدت إنه دور برد جامد.. صداع مانعني من إني أحرك جفوني حتى، ووجع العضم بقى أشد ورجلي مش شايلاني.
كنت بشتغل وببحث عن موضوع على النت، ولقيت لينكات لكتب فتحت ودخلت لقيت “أجاثا كريستي” في طريقي بالصدفة. أخدت القرار إني هأقرأ كتبها الفترة الجاية، ودخلت أدور على معلومات عنها في محاولة لإشباع واحدة من هواياتي، وهي معرفة الناس اللي بقرأ ليهم.
بتحكي “أجاثا” إن أمها كانت ست عظيمة وكانت بتحسس ولادها دايمًا إن عندهم قدرة على إنجاز أي حاجة يحبوا يعملوها، وبتقول إنها في مرة جالها دور برد شديد ألزمها الفراش فمامتها معملتش حاجة غير إنها جابتلها ورق وأقلام وقالتلها حاولي تستغلي الوقت في إنك تألفي قصة، ودي كانت بداية حبها للتأليف.
افتكرت معلومة كنت قريتها عن “إليف شافاك” الكاتبة التركية المحببة جدًا لقلبي، لما كانت بتحكي عن إنها كانت طفلة منعزلة اجتماعيًا لدرجة إنها كانت بتألف قصص وهي صغيرة وتحكيها لأصحابها الخياليين، ولما أمها راقبت ده مقالتش عليها مجنونة ولا حاولت تسكتها ولا حاجة، بس اشترتلها نوتة ملونة وقالتلها اكتبي فيها.
لما قريت المعلومة دي مجاش في بالي وقتها غير البنت قريبتي اللي أمها ضربتها علقة محترمة، عشان كنا مجتمعين في يوم والبنت سرحت مع نفسها وقعدت تلعب إنها مذيعة مع شخصيات خيالية، ووصمتها بإنها مجنونة وإنها هتفضحها.. وطبعًا البنت كبرت وبقت أكبر مأساة بالنسبة ليها هي الكلام.
3) انسحاب أعراض البرد
تزامنًا مع نهاية التدوين تبدأ نهاية أعراض “آخر دور برد في السنة دي”، لأن 1/ 12 هيكون عيد ميلادي الـ29.. هبدأ سنة جديدة من حياتي وبفكر في اللي عملته وأنجزته السنة اللي فاتت.. بسرح في الأيام الحلوة اللي عشتها السنة دي، من أول ما قررنا أنا و”سامح” إننا هنجيب ضروريات الجواز بس، لحد فترة تحضيرات الفرح المرهقة جدًا، والإنجاز اللي ختمت بيه السنة، وهو إني رجعت أكتب تاني، واللحظات المرهقة اللي عدت، وتجارب الفقد اللي حصلت، وكنت حاسة إننا أصغر بكتير من إننا نمر بيها.
بفكر في السنة الجديدة وأنا متفائلة وبحلم بحاجات كتير لسة نفسي أحققها، وبطلب من ربنا يديني القوة والقدرة على إنجازها، ممتنة لكل لحظة عدت، وحتى لدور البرد اللي خلاني أكتشف خطأ كل كلمة سلبية اتقالتي ومنحني الإلهام للكتابة والقوة في عز الضعف.
ملعون الكلام السلبي اللى بيتقال أيًّا كان الغرض والسبب