تجربتى مع الإجهاض

1230

 

بقلم/ سيرا يوسف

 

أصعب شعور إنساني ممكن أي بني آدم يحسه هو شعور الفقد، وأكاد أجزم إن فقد الأشخاص هو أصعبهم، ويمكن السبب إنك بتبقى متأكد إنهم مش هيرجعوا تاني، بتصبر نفسك أحيانًا إنهم عند ربنا وفي مكان أحسن من اللي كانوا فيه، أو حتى في حالة أفضل من اللي كانوا عايشين بيها، لكن بتفوق وبتاخد بالك إنهم مش معاك، ويفضل شعور الفقد وكسرة النفس جواك.

 

لكن اللي اكتشفته مؤخرًا إنك ممكن تحس بمصيبة لفقدانك شيء!

عمري ما زعلت على حاجة مهما كانت مهمة في حياتي، فما بالك لو كان حد قالي في يوم من الأيام إني هزعل على حاجة معرفهاش أصلاً، أكيد كنت هقول عليه مجنون.. بس اللي حصل إني خلال مدة تقريبًا أربع شهور سمعت كلمة “ألف مبروك” اللي طلعتني السما، وسمعت “للأسف إحنا مضطرين ننزل البيبي النهارده” اللي خسفت بيَّ الأرض.

 

أنا مكنتش أعرفه/ها بس كنت بتخيله كل يوم هيبقى عامل إزاي، شبهي ولا شبه باباه، شعره طويل؟ يا رب يبقى شعره طويل، وأهم حاجة عينه تبقى واسعة عشان أنا معقدة من العينين الضيقة. هيطلع أبيض وأمور كده، ولا أسمراني وجذاب والبنات تحبه؟

تعرفي على: تجربتي مع الحمل في الشهر الأول

كنت حاسة جدًا إنه ولد، لأني بحب الولاد وبحسهم سند وضهر لمامتهم، بس ممكن تبقى بنوتة؟ يا سلام ده يبقى نهار أبيض، ده أنا هشخلعها من أكسيسورايز وجليتر، يا رب يبقوا أصحابي وأنجح في تربيتهم ويطلعوا مؤدبين وبيسمعوا كلامي، مش مهم يطلعوا هاديين، كل العيال أشقيا ومطلعين عين أهاليهم، أهم حاجة يطلعوا عارفين الفرق بين الصح والغلط والحرام والحلال.

 

شهور من العشم والتوقعات، وجروبات الماميز ومتابعات وفولو لكل ما له علاقة بمستلزمات الأطفال، وحجز سترولر عالي عشان الواطي ده يوجع ضهري، واللبس هحوشله من دلوقتي عشان أجيبه قبل الولادة بشهرين كده، والكار سيت لازم يبقى براند عشان يستحمل معانا. ومشكلتي الأزلية في الحياة إني بعشم نفسي بشكل مش طبيعي، لدرجة التفكير في الرفايع وتفاصيل التفاصيل، لمرحلة يا ترى لو بنت على وقت جوازها كده هيكون لسة شارع عباس هو تريند فستان الفرح، ولا هيبقوا عملوا شارع زيه في العاصمة الإدارية، وتشحططني معاها زي ما أنا عملت في مامتي!

 

بدأت أحسه/ها جزء من يومي، باكل صح عشان لسة بيتكون ولازم غذاؤه يبقى سليم، محافظة على صحتي وباخد الفيتامينات في مواعيدها عشان لو أنا مش هخلي بالي من نفسي مش مهم المهم ميتأذيش معايا، مبتعصبش وبلعب يوجا نص ساعة في اليوم عشان ميطلعش عصبي، بسمع قرآن كتير عشان بيحسسه بالأمان، بشرب لبن بعسل عشان الدنيا تمطر عليه لبن في بطني ويبقى مبسوط زي ما شفت في الإعلان بتاع اللبن.. وحاجات كتير غيرتها للأحسن عشان خايفة على حاجة أنا -حرفيًا- معرفهاش.

 

مكنتش أعرفه آه بس كنت حاسة بيه، وعارفة إنه جوايا وبيحبني، وأنا كمان بحبه ومستنية جدًا أشوفه.

المهم، خلينا نسيب الصعبانيات دي كلها على جنب، وأقولك مجموعة نصايح هتفيدك جدًا لو -بعد الشر- كنتي في موقفي يوم من الأيام:

 

– مرحلة الخطر مش في أول 3 شهور بس، اوعي تستهوني بحاجة، وأي إحساس مريب لازم تتكلمي ومتكتميش جواكي. الدكتور استغرب إني كنت مستحملة الوجع ومبشتكيش، خصوصًا إن البيبي مركون بقاله 3 أسابيع، بس كنت بقول اجمدي كده، كل الستات الحوامل بيحسوا بالوجع ده، وطبعًا ده قمة الغلط، لأن الأذى في الأول وفي الآخر عليكي.

 

– الرضا أهم حاجة، ازعلي وعيطي بشكل هستيري، لكن اوعي تيأسي أو تحسي إن ربنا عمل فيكي حاجة وحشة. احمدي ربنا دايمًا في الضراء قبل السراء.

 

– لما واحدة بتمر بالتجربة دي في وسط ناس بتفهم بيحولوها للعلاج النفسي، وأحيانًا مصحات لتأهيلها نفسيًا. هنا كانوا بييجوا يزوروني ويقولولي ده كله بسبب القطة بتاعتك! اعملي زيي بقى في الحالات دي ومترديش خالص، صدقيني إنتي أصلاً مش هيبقى فيكي حيل تفكري ومعندكيش طاقة لحاجة توجعك أكتر من الوجع اللي إنتي فيه.

 

– جسمك بيكون مرهق، تفكيرك مشوش، مشاعرك بايظة وأدوية الهرمونات صبح وليل بتبهدلك معاها، نصيحة إوعي ترجعي شغل أو تحاولي تخرجي نفسك من المود ده باستخدام أي وسيلة، غير إنك تطلعي اللي جواكي كله الأول، عيطي وصرخي واتكلمي، وروحي لدكتور نفسي لو لزم الأمر، عشان لما ترجعي لحياتك ترجعي بشكل طبيعي.

 

– الصح بعد الموقف ده إنك تاخدي شنطة سفرك وجوزك وتروحي أي مكان تفصلي فيه تمامًا وتريحي دماغك خالص من أي دوشة حصلتلك.

 

– بين كل مرة إجهاض والتانية (لو إجهاضك متكرر) لازم تاخدي وقتك وترتاحي، ومتخليش هاجس إن نفسك في طفل يخليكي تضري نفسك.

 

التجربة قاسية، وواقعها موجع، والحياة بعدها لفترة طويلة بتبقى عبارة عن احتمالات وآراء دكاترة وانتظار ودعاء وخوف.. لكن في النهاية إنتي الأهم، ولازم تؤمني بحكمة ربنا في كل حاجة بتحصلك، حتى لو وحشة. لأن حتى الوحش هو أحسن نصيب ليكي.

نصايح هتفيدك لو كنتي في موقفي يوم من الأيام

 

المقالة السابقةأفضل 10 كتب عن الدعم النفسي تساعدك لتقدم الدعم لنفسك
المقالة القادمةلهذه الأسباب الأهل ليسوا الدائرة الآمنة لأولادهم
كلامنا ألوان
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا