بقلم/ كاتي عياد
كلمتين من وحي واقع مريض، لكل متطفلـ/ـة في حياتنا، هحاول أشرحلكم حاجة بسيطة. البنت اللي بتمسكيها
وهاتك يا أسئلة من نوعية “مش هنفرح قريب بقى؟ يا بنتي إنتي في نص العشرينات. يا لهوي إنتي قربتي للثلاثينات.. يا نهار أزرق إنتي كسرتي الثلاثين، إنتي اقبلي أي حد يجيلك. فرصتك قليلة، هو إنتي لاقية؟” أو باصة دي أكيد معيوبة. مين اللي أكد المعلومة معلش؟ إيه اليقين اللي عندك يعني؟!
ولا اللي يمسك شاب و”ها يا ابني مش ناوي تستقر بقى؟ آه طبعًا ما إنت طول ما إنت مسافر برة عمرك ما هتفكر في جواز” وتكلمه بيقين إنه أكيد منحرف، ما هو مسافر ومعاه فلوس ومش عاوز يتجوز وطول بعرض، هيكون إيه مانعه من الجواز يعني غير إنه داير على حل شعره؟!
البنت اللي متجوزة وبقالها سنة ولا اتنين، “ها يا بنتي؟ مفيش حاجة قريبة في السكة؟ مش هنقول مبروك النونو بقى؟ طيب ما تكشفوا، هو العيب من مين طيب؟ اتجدعني دي فلانة اتجوزت بعدك وجابت توأم، شدي حيلك ليتجوز غيرك، يا بنتي العيال نعمة”.
ولا فلان اللي غصب عنه شركته فلست وفضل فترة من غير شغل. “ها؟ جوزك اشتغل ولا لسه؟ يا ابني اللي قدك فاتح بيت، عاجبك قعدتك يعني؟ ها اشتغلت ولا لسه؟” ونظره الصعبانيات والشفقة لو قال لأ أو كلام مضمونه إن إنت شخص فاشل وإزاي مش عارف تلاقي شغل.
“هي فلانة بترجع متأخر ليه؟ هي بتشتغل إيه؟ فين؟ يا بنتي سمعتك وشكلك، ميصحش مواعيدك دي الناس هتاكل وشنا”. ولو سابت الشغل ده، “يا بنتي هو إنتي هتقعدي عالة علينا؟ ما تشتغلي وتكفي نفسك! هو إنتي صغيرة؟”.
الناس اللي بتتدخل في حياة حد بالشكل ده.. بصوا بقى.. بعيدًا عن إن التطفل ده شيء سخيف ومش متحضر وان دي طاقة سلبية أصلاً. تدخلكم ده في أوقات كتير بيجرح اللي قدامكم نفسيًا بجد، لأن مش كل الناس لسانها حاضر وسريع في الرد أو في صدكم.
فيه بنات لما تحس إنِك عداد لعمرها هتكرهِك، هتبقي نجحتي تدخّلي جواها الشعور بالكراهية والنفور. فيه بنات
تاني ثقتها بنفسها ممكن تتهز، بنات تاني بتعيط، ودول أنا أعرفهم، خصوصًا لو كسروا الثلاثين. متخيله إنك بكام جمله بتنكدي على بنت زي الفل وشخصيتها في الأغلب رائعة! ولا هو مطلوب تلبس في أي حد مش مناسب
لمجرد إن إنتي واللي زيك تخرسوا وبعد يوم فرحها هي تبدأ معاناة وإنتي تنسيها أصلاً؟
متخيل إن الشاب اللي بتتهمه بالانحراف ده عنده كم استياء منك عامل إزاي! ولا أصلاً تعرف طموحه إيه
في الوقت اللي هو طافح المر فيه عشان ميحتاجش لحد، ييجي حد زيك يفتكره ماشي منفلت في الغربة!
البنت اللي مستنيه تكون أم دي، إنتي متخيلة كم التجريح النفسي اللي بتعمليهولها؟ متخيلة أصلاً إن الكائن اللي
بيتولد بغريزة أمومة فطرية إحساسه إزاي وهو مستني بشوق طفله الأول؟! متخيلة ممكن تكونى بتتعبيها إزاي! متخيلة؟!
الشاب اللي سواء لوحده أو مسؤول عن أسرة ومش لاقي شغل جديد، متخيل إحساسه إزاي؟! شعوره كراجل وعاجز مخليه من جواه عامل إزاي؟! وإنت بتحشر نفسك بسؤال أو نصايح حاولت تتخيل هو بيستقبلها إزاي؟
اللي عايشة بطولها وبتشتغل وتكفي نفسها دي وقادرة تحافظ على نفسها مع إن محدش رقيب عليها. بدل ما نشجعها ونحاوط عليها بناكلها بنظرتنا وكلامنا، متخيلين هي شعورها إيه؟ وإلى أي مدى فضولكم وتخميناتكم وتعليقاتكم بيحسسوها إنها في مجتمع معوق؟! متخيلين طيب؟
تعرفوا إن أصلاً أصلاً الناس الفضولية الحشرية دي بيبقى في الأغلب عندها نقص وحياتها بايظة وفيها قلق وعدم استقرار في نقط كتير وده بيخليهم يتدخلوا في حياة البعض، مش للاطمئنان لكن سادية منهم! آه سادية وشعور بالرضا بينتابهم لما يحسوا إن فيه ناس تاني حياتها مش مستقره وبتتألم. ويحسوا إن الكل مهموم، أو يقنعوا نفسهم بكده كنوع من التخفيف عن نفسهم. أو بينتشوا بشكل لا شعوري لما يسببوا ضيق للي حواليهم كنوع من العدل في وجهة نظرهم، إن اشمعنى إحنا في ضيق وإنتو لأ.
اتعالجوا، أو على الأقل خلوا عندكم دم ومتتحشروش في حياة حد، لأنكم هتزعلوا أوي لو اللي قدامكم حط إيده على نقطة وجعكم برضو.