الأنثى التي بداخلي

1977

 

بقلم/ شيري حنا شفيق

 

الأنثى التي بداخلي ليست قوية، نعم ليست قوية، حتى إن بدت كذلك للوهلة الأولى. الأنثى التي بداخلي لا تريد أن تلعب دور الرجل، حقًا لا تريد ذلك، بل عمق ما تحتاج هو احتواء رجل.. لكن ليس أي رجل، رجل يختاره القلب ويقتنع به العقل.

 

هل أبدو لك من أول وهلة قوية صامدة شجاعة في مواجهة إحباطات الحياة؟

نعم صدق انطباعك عني، فأنا كذلك، بل وأكثر من ذلك. قسوة الحياة والخذلان الدائم صنع مني شخصًا لا يهاب الصعاب، قادرًا على تحقيق أهدافه، قادرًا أن يسند نفسه بنفسه إن سقط، شخصًا صنع لنفسه عكازًا ذاتيًا، لأنه في أحلك المواقف لم يجد من يسنده ويدعمه.

فأنا لم أخدع الآخرين.. حقًا أنا شخص قوي صامد عنيد ناجح صعب الكسر.

 

ولكن…

 

هناك أنثى تقبع في مكان ما بداخلي، أنثى شديدة الرقة والحنان، تفيض حبًا لكل إنسان. تحتاج أن تشعر بأنوثتها دون أن تُلام أو توصم بالضعف وقلة الحيلة، تريد أن تستمع بضعفها في ظل حماية ورعاية رجل يحتويها بتفهم ونضج. فهي خُلِقَت من ضلع رجل وتحن دائمًا للرجوع لموطنها الأصلي كجزء منه وقطعة من بين ضلوعه.

 

ليس معنى ذلك أن تكون بلا كينونة أو شخصية أو تبدو خانعة مستضعفة، لكن خاضعة بكامل إرادتها وقوة شخصيتها لرجل يستحق الخضوع، رجل يحمل معاني الرجولة من دعم واحتواء وتفهُّم لأنثاه الرقيقة، يرعاها بالحب ويدعمها بكل طاقته، ويرى فى نجاحها وتقدمها جزءًا من نجاحه.

 

فالأنثى التي بداخلي تحتاج رجلاً يكون رجلاً لها، وليس رجلاً عليها. وتشتاق أن ينمو في أحشائها قطعة منه ترعاها بالحب وتضحي لأجلها عن طيب خاطر. فالأنثى التي فى داخلي تجد في مشاعر الأمومة أعظم إحساس على الإطلاق، وإن استطاعت أن تتخلى عن أي شيء فلن تتخلى أبدًا عن اشتياقها الدائم أن ترى قطعة من أحشائها تتحرك أمامها. وأظن الأكثر روعة أن تُمنح هذه القطعة المحببة من رجل أحبته بصدق.

 

الأنثى التي في داخلي تفتقد حقًا دورها الطبيعي في الحياة، تفتقد دور الأم والزوجة التي ترعى أسرتها الصغيرة بالحب. تفتقد جدًا أنوثتها المهدرة تحت أعتاب الانتظار أو مع رجل ينقصه القرار، أوعدم إتاحة الاختيار أصلاً.

 

تحتاج رجلاً لها وليس رجلاً عليها

 

المقالة السابقةالسيدة الصامتة أخبرتني.. لا شيء محض صدفة
المقالة القادمةيوم ختان بنتي: ما معنى الختان للبنات؟ وهل الختان يسبب البرود
كلامنا ألوان
مساحة حرة لمشاركات القراء

2 تعليقات

  1. الحقيقة داءما توضح الأمور ، اعتقد ان الأزمة تاتى من أين كل طرف من الآخر .
    الرضا ياتى من سداد الاحتياجات ، القضية هى ان العلاقة المنصوبة على مسرح الحياة تحت مسمى مساواة .
    المساواة ليست احتياج
    العدل هو الاحتياج
    و العدل ان تاتى المساواة فى حصول كل جنس على ما يحتاجه و هناك فرق شاسع بين احتياجات الطرفين .
    المرأة تحتاج السكينة و السكينة لن تاتى الا بالرضا و الرضا لن ياتى لطلب المساواة

    المرأة تحتاج الضعف لتحيا و الا ستتحول الى نصب تذكاري بيتحرك فى البيت . و الدنيا فى الزبادى
    جردوا الحقائق فرادى ثم اجمعوها فى مكانها الصحيح تقتربون اكثر كل يوم .
    فقط أبداً
    فهل بدأت

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا