الأمومة وتهمها الجاهزة فى جراب الحاوى

605

 

بقلم/دينا خالد

 

بقيت أم ماريا. فى 4 مارس اللى فات دخلت فى وجع متواصل لمدة 16 ساعة تقريباً وبعدها جت ماريا الدنيا فى 5 مارس وهو الحقيقة اليوم اللى كان نفسى أولد فيه لأن فى أولاد ناس صحابى بحب شخصياتهم جدا مولودين فيه .

 

جت ماريا عشان تعرفنى كتير عن نفسى وعنها وعن اللى حوالينا كمان. من أول يوم وانا اللى بأخد بالى من ماريا لوحدى وكانت سلسلة من التعب والاكتشافات والعياط والزن والإرهاق والفرهدة وقلة الحيلة أنا نفسى مكنتش اعرف إنها موجودة غير لما حصلت معايا.

 

من أكتر الإحباطات اللى مرت عليا هى ردود الناس على أفعالك وانتقاضهم ليك وأحياناً كتير تانية التسفيه والتقليل من اللى بأعمله مع إنى بأكون بذلت مجهود حقيقى عشان اعمل الحاجة اللى بيقولولى عليها عادية أو كمان يطلعوني غلطانة فيها.

 

بعد ولادة ماريا ب 3 أيام الحفاضة بتاعها سربت ، وقفت اغيرلها وأنا ضهرى متنى وفيا أوجاع لسه مش قادرة أتعافى منها وطبعاً كنت لسه بتعامل بحذر كبير جدا مع الشبر ونص اللى جمبى ده المهم كان فى وجود واحدة المفروض إنها جاية تباركلى، الست دى قالتلى نصا “انتى ايدك تقيلة وهتبقى السبب فى إن البنت دى تتعب”  مكنتش عارفة المفروض أرد عليها بإيه لكن اللى عارفاه إنى دى كانت أول مرة أحس بوجع فى قلبى تجاه ماريا.

 

مجتمعنا بيقدس نظرية “على  عليهم” كل واحد بيحقق إنجازه الشخصى عن طريق إنه يركبك أنت الغلط والتقصير، الست اللى فوق دى أم وعارفة اد إيه الولادة متعبة والإهتمام بطفل خصوصاً فى الأول لبخة وتعب.

 

ماريا  بقت فى الشهر التالت وبدأت تكتشف ايديها وبقت تحطها فى بوقها لما قريت ودورت عرفت إنى دى ظاهرة طبيعية جداً وإنه كمان شوية ممكن تحط رجلها فى بوقها كمان لكن المجتمع كالعادة جهزلى تهمة جديدة من جراب الحاوى اللى مليان تهم للأمهات وهى إن البنت اكيد مش بتشبع وبتحط إيديها فى بوقها عشان جعانة وإنى مقصرة فى اكلى عشان كده البنت ضعيفة.

 

أما عياط الطفل فانتى كده كده هتاخدى نصيبك من الملامة عليه، يعنى لو عيط هتلاقى اللى يقولك “سكتيه” وكأن فيه ريموت هتتغطى عليه فالطفل يبطل زن ، ولو شيلتيه هيقولولك “هيتعود ع الشيل وهيتعبك” سبيه يعيط ولما يتعب هيسكت.

 

المجتمع اللى مجهز تهم وفرهدة للأمهات نسى حاجة مهمة وهو الإحساس بالتقصير اللى الأم أصلا بتبقى ماشية شيلاه على ضهرها طول ماهى بتتعامل مع الطفل خصوصاً لو أم لأول مرة.

 

الإحساس الخفى اللى بينط فى قلب الأم كل ما العيل يعيط ” يمكن انا مقصرة فى حاجة؟” “ياترى كان فيه حاجة المفروض تعمل وانا معملتهاش؟”

 

انا فاكرة أول مرة فشلت فيها إنى أحط أقماع شرجية لماريا قعدت أعيط بعدها اكتر من ساعة وكل مرة معرفتش اديها الدوا بتاعها مضبوط كنت بأحس بوخزة فى قلبى إنى وانا داخلة على التلاتين مش عارفة أهتم بطفلة عمرها أيام.

 

اللبخة فى أى قرار مهما كان بسيط يعنى هى مثلا قعدت تزن ساعتين عشان عاوزة تنام وبالفعل نامت فى النهاية بس بعد نص ساعة ميعاد الدوا بتاعها ياترى اصحيها ولا أسيبها نايمة؟ أيا كان القرار اللى الأم هده فى النهاية هتحس بالتقصير.

 

“فليقل خيراً أو ليصمت” دى النصيحة الجوهرية اللى ممكن يعمل بيها أى حد بيتعامل مع أم جديدة لإن هى اصلا جواها من رواسب التعب وقلة الحيلة اللى مكفيها.

المقالة السابقةبالأمس فقدت دائرة أمان
المقالة القادمةطلعت روحي.. دليلك لتحديد نوع علاقتك
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا