إني خيرتك فاختاري

720

 

بقلم/ أريج أسامة سرور

“إني خيرتك فاختاري.. ما بين العيش في ظلي وخيالي.. أو بين طموحك منفردة لا بجواري”

كتير جدًا بنقابل ناس في حياتنا عاوزين يلغونا.. عاوزينا أتباع بس لطموحهم وغرورهم وقراراتهم، ونحس إننا عشان منخسرهمش مضطرين نتنازل عن جزء كبير من شخصيتنا، أو عن شخصيتنا نفسها.

ناس بتكون شايفة نفسها ودماغها وحقوقها وأحلامها بس، وعاوزين يطوعونا ويمشونا في طريق أحلامهم ومخططاتهم بدون أي اكتراث لحقنا في طموحات أو شخصية مخالفة لشخصيتهم. الموضوع مش مقتصر بس على علاقة بعض الرجال بالنساء، لأ الأهل أحيانًا ممكن يمارسوا الدور ده مع أولادهم، بدافع الخوف الزيادة أو الحب المهلك أو حتى بدافع الهيمنة والإحساس بالامتلاك أحيانًا، فنلاقي بعض الأهل مصمم إنه يبرمج ولاده على شخصيته.. ويرسملهم طريق حياتهم من غير حتى ما يشركهم في اختيار الطريق ده.

 

طاعة الأهل والبر بيهم واجب ديني وأخلاقي واجتماعي لا نقاش فيه، بس ده ميمنعش أبدًا إن يكون للأولاد دور إيجابي في التخطيط لحياتهم ولأحلامهم، وإنهم ميستهينوش بخبرة أهلهم وأحلامهم ليهم لكن يوازنوا بين الأمرين. والأهل لازم يبقى عندهم وعي إن أولادهم أمانة عندهم مش ممتلكات شخصية.

 

الأصحاب كمان ممكن تلاقي منهم اللي بيحاول يفرد عضلاته وشخصيته على التاني، ويخليه تحت جناحه، ويحبط أي محاولات نجاح مختلفة لصاحبه هتخليه يبقى صاحب قراره، وميبقاش محتاجله.

الأزواج كمان كتير بيقعوا في العقدة دي، أحيانًا بتكون الست هي اللي بتمارس الدور ده على فكرة، بس الغالب وبنشوفه كتير إن الراجل هو اللي بيقوم بالدور ده، والمجتمع بيساعده، فيلغي طموحها وشخصيتها نهائي، (وأحيانًا ده بيكون بمزاجها) ويبدأ ينفذ أحلامه وطموحاته هو، وهي تكون تابع مش أكتر.

للأسف العلاقات دي بشعة جدًا وبتمارس جريمة أخلاقية، أيوة جريمة كبيرة جدًا، ليه بقى؟ لأن ربنا خلقنا كلنا كل واحد بعقله ومهاراته وطريقة تفكيره المختلفة، عشان نكمل بعض مش عشان نلغي بعض، لما بتحول حد لنسخة منك أو تدخله على برنامج طموحاتك وتقفله البرنامج بتاعه، إنت حرمت البشرية من بصمة جديدة ومن تجربة مختلفة، ومن دور كان المفروض يقدم شيء مختلف.

 

بلاش تطمس حد عشان تطفو إنت، خليكوا شرفاء ونبلاء، وساعدوا اللي حواليكم إنهم يكتشفوا نفسهم ويبقوا نفسهم ويطلعوا أقصى ما عندهم للحياة، وكله بالمعروف، باللي يعود بالخير ع الناس وعلى اللي حواليهم، ساعدوا ولادكم وأصحابكم وشركاء حياتكم وكل الناس حواليكم، إنهم يفهموا هدف ربنا من خلقنا، عبادته وعمارة أرضه.. عمَّروا سوا واستفيدوا من قدرات بعض.. دمتم إيجابيين.
بلاش تطمس حد عشان تطفو إنت

 

المقالة السابقةانتصري على عفاريت الأمومة العشرة
المقالة القادمةالأم الهليكوبتر vs الأم الغواصة
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا