بقلم/ سارة العاصي
كلما اقتربت بداية العام تجد أمامك الكثير من المنشورات، الإعلانات، المفكرات، أحاديث الأصدقاء التي تذكرك بموعد الأمنيات الذي ينتظره الجميع ليتذكر ما جناه في عامه المنصرم، ويرتب أفكاره للعام المقبل.
لكن ماذا إن كان هذا الموعد لا يُذكرك إلا بالأمنيات المعلقة التي لم تتحقق، والأحلام المؤجلة، والإخفاقات التي تراكمت في حياتك، حتى أصبح العام كابوسًا تمنيت أن ينتهي وفقط.
لا بأس يا صديقي، هوِّن عليك، حتى وإن تحطمت الأمنيات يومًا، فما زلت أنت حيًا، لم تنزل كلمة النهاية في فيلم حياتك بعد، ما عليك إلا التقبل لما حدث، البحث عن الحكمة، التخلص من الأصوات المحطمة التي تخبرك وتذكرك بفشلك مرة بعد مرة.
لذا ابدأ الآن، اكتب قصة حياتك الجديدة، تخلص من نفسك القديمة، وحدد الملامح التي تريدها لمستقبلك، ومن هنا البداية..
سيمنحك هذا العام بداية جديدة، فنفسيًا الإنسان يرتاح لبدء خططه في بداية السنة، أو حتى بداية الأسبوع، بداية الساعة القادمة. إنه سحر البدايات الذي يدفعنا للتخطيط للعام قبل أول يوم حتى نستقبله مستعدين.
كل ما تحتاجه هو ورقة وقلم وعقل وقلب متفائل لتبدأ، أكتب كل شيء ليكون أمامك وحجة عليك.
ابدأ بما سبق، ذكّر نفسك بما أردت تحقيقه العام الماضي، ودوّن ما حققته بالفعل في سجل إنجازاتك الذي سيذكرك بأن بعض الأمنيات تتحقق.
بعد ذلك أكتب ما تريد الوصول إليه في عامك القادم، ولتكن أهدافًا واضحة، وكلامًا محددًا، اجعل لكل هدف خطة بعد البحث عن سبل الوصول لكل هدف، واستشارة من يمكنه مساعدتك، والوضع في الاعتبار إمكانياتك وقدراتك، لتعرف أين أنت بالضبط وما يجب تغييره وإضافته لتحقيق ما تريد.
استغل سحر البدايات إلى أقصى درجة، وخطط لكل جوانب حياتك، انس خططك الفاشلة، فدائمًا ما يوجد وقت لكل شيء، إن أردت أن ترى الفرص التي أمامك بدلاً من البكاء على الفرص الفائتة.
كل أمنية تفكر فيها هي فرصة، والفرص لا تأتي مرتين، فإما أن تستغلها، وإما تذهب هباءً مثل مصير المئات من الأحلام المكومة تحت التراب، لأن أصحابها لم يريدوا لها الحياة.
الوقت وقتك يا صديقي، والخطة لديك، وأمنيات العام الجديد تنتظرك؛ لا تضيع الوقت، احلم ، ورتب أمنياتك بحرص تحت وسادتك، وابدأ عامك الجديد، فقصتك لن يكتبها غيرك.
هذا الموعد لا يُذكرك إلا بالأمنيات المعلقة