الصورة الذاتية

2646

 

كتبته: نهلة نكلس – مشيرة نفسية

 

يعني ايه الصورة الذاتيه؟

هي ازاي احنا شايفين نفسنا .. وهي جزء من شخصيتنا .. ولأنها جزء مننا مش بناخد بالنا قوي أننا نقف عندها ونفحصها.

شايف نفسي ازاي من ناحية شكلي، علاقاتي، دراستي أو عملي .. منظومة الأخلاق اللي بتحكمني ودرجة التزامي .. كمان فيه مشاعر بنحس بيها، ليها علاقة بصورتنا الذاتية ونظرتنا احنا لنفسنا. نذكر منها على سبيل المثال:

– أحيانًا بأحسّ أن أنا قُلَيِّل، وده بيحصل كتير .. والغريب أني ساعات أحس العكس خالص أني أنا أفضل من اللي حواليا … ازاي كده؟

– مش بأقدر أستقبل أي مدح من حد، وكأني ما استاهلش. وده بيخليني أشك في كلام الناس ليا، وأقول أكيد عايزين مني حاجة.

– بأحس أني لازم أكون صح في كل حاجة؛ علشان أحس أني مستحق أني أكون موجود وأستحق أنتمي للي حواليا.

– لو حد شكر في حد قدامي يبقى ترجمتها أني سيء، ويمكن أفكر أني أسوأ واحد في المنطقة، وكلهم أفضل وأجدع مني .. كل دي أفكار سلبية، وبتأثَّر في علاقتنا مع الآخرين، وفي سلوكياتنا عمومًا.

“ألفريد أدلر” بيشوف أن كل إنسان عنده قدر من مشاعر النقص .. أحيانا المشاعر دي تخلينا طول الوقت عايزين نشتغل ونشعر بالإنجاز، وأحيانا بصورة متطرفة علشان أطبطب على حتة أني شاعر أني قليل. أو العكس أني أتجنب الحياة والناس، وما اشتغلش لاعتقادي أني قليل وهافشل.

إحصائية بتقول: أن الناس اللي بتعاني من الدُّوْنيَّة هم تقريبًا 95% من البشر وبنِسَب.

“جون لوك” بيقول إن الناس بتتولد صفحة بيضا والآخرين بيكتبوا فيها .. وده بيخلينا نشوف أن الصور الذاتية مكتسبة مش أصيلة فينا..

لكن الورقة البيضا دي مختلفة في سُمكها، في مَلمَسها. وعلشان كده كل حد فينا هو شخص متفرد واستقباله لخبرات الحياة برضه مختلف.

من أكثر الشخصيات التي لا نعرفها هي نفسنا، والأخطر أن رؤيتي لنفسي تحدد وتشكل الكثير من علاقاتي ومشاعري.

مبدأين أساسيين في رؤيتي لنفسي:

1-   أنت ما تعتقده في نفسك؛ وكأنك تحتضن نبوءة ذاتية التحقيق self-fulfilling prophecy. ومن خلال اعتقادك عن نفسك هيكون حوارك الداخلي مصبوغ بالصبغة دي.

2-   مش مهم ما يعتقده عنك الناس بقدر أهمية ما تعتقده أنت عن نفسك.

 

بيقول “وليم جلاسر” على الصورة الذاتية: إنها الهوية.

والهوية الناجحة هي: التي تدرك الحب بتدِّي حب وتعرف تستقبل حب. التى تدرك القيمة؛ يعني أنا فاهم ومصدق وبأمارس أن ليا قيمة في الحياة.

 

كيف تتكون الصورة الذاتية المشوهة

1-   التنشئة.

2-   خبرات الفشل.

3-   العلاقة بشخصيات صعبة (النرجسي .. الشكَّاك .. الاعتمادي).

4-   قيم المجتمع المريضة.

5-   مفاهيم دينية غير سليمة.

  1. التنشئة

  •   أن احتياجاتنا الأساسية ما تتسددش في الطفولة (إني اتشاف واتقبل، إني أحس بالأمان، المأكل، المسكن، أني اتلمس (حضن وطبطبة).
  •   عدم السماح لينا ومن احنا صغيرين نعبر عن مشاعرنا.
  •   الحماية الزايدة (أنا هاعملهالك أنت متقدرش .. هاجي معاك متروحش لوحدك .. اقعد جنبي متتحركش).
  •   الإساءات (جسدية، لفظية، جنسية، روحية).
  •   المقارنات سلبي أو إيجابي.

 

  1. خبرات الفشل والنجاح

  •  طبعا تكرار النجاح هيدِّي صورة حلوة عن نفسي، لكن تكرار الفشل غالبًا بيدِّي صورة سلبية عن الذات، خاصة في غياب الوعي.
  • تعاملي مع الفشل هنا هيفرق إني أقبل أني فشلت المرة دي، وأوافق أحاول تاني .. ده اتجاه إيجابي ويصب في مصلحة الصورة الذاتية الإيجابية.

 

  1. علاقات مع شخصيات مضطربة

  •  العلاقة مع شخصية صعبة، واحنا صغيرين بتخلينا نشعر أننا معيوبين؛ لأننا أطفال ومعندناش قدرة على التمييز قوي .. خاصة لما يكون أحد الأبوين.
  • الشخصية الشكَّاكة تعيِّشك طول الوقت في حالة الدفاع عن نفسك، أو الاعتمادي. العلاقات الاعتمادية علاقات بتسبب شلل وعدم نضج ونمو. وده بيشوه صورتي عن نفسي.

 

  1. قيم المجتمع المغلوطة

  • الإفراط في المديح والإفراط في اللوم.
  • قيمة المرأة في زوجها وأولادها.
  •  قيمة الرجل في عمله ومكسبه.

 

  1. مفاهيم دينية مغلوطة

  • عدم فهم الفرق بين إنكار الذات والدُّونية.
  • تسليط الضوء على بر الوالدين دون بر الأبناء.

 

 مظاهر للصورة المشوهة عن النفس

1) رفض النفس وهذا يظهر في صورة:

  • الميل لانتقاد النفس واتّهامها.
  • عدم الغفران للنفس عند الخطأ.

2) وضع مقاييس عالية أمام النفس، والفشل في تحقيقها؛ وبالتالي يزداد الشعور بالنقص.

3) الغيرة والتنافس والميل لمقارنة النفس بالآخرين ومطالبة النفس بالتفوق عليهم.

4) الاهتمام المبالغ فيه بالمظهر (وربما التظاهر).

5) الاهتمام المبالغ فيه برضا الآخرين.

6) الميل للشكوى والتذمر.

 7) الميل لانتقاد الآخرين، والدخول في مجادلات وصرعات مع الآخرين خارجية أو داخلية.

8) الانسحاب والابتعاد عن الناس، أو السيطرة عليهم من جانب آخر. win/lose (مكسب / خسارة) وليس win/win (مكسب / مكسب).

9) صعوبة تصديق المدح أو احتمال الانتقاد. وعدم احتمال أن يحصل الآخرون على مديح!

10) عدم الشجاعة في المبادرة والإبداع والشغف بالمعرفة.

11) الخوف من كشف الذات والرغبة في الحياة خلف قناع من الكمال المطلق!

 

  • كيف أستطيع تغيير رؤيتي السلبية عن نفسي وتبني رؤية إيجابية؟

  1. تعرَّفْ على الناقد الداخلي.
  2. تحدَّ الناقد الداخلي بحقائق عن نفسك عكس شكايته عليك.
  3. قُمْ بتقييم موضوعي لنفسك (فيه سلبي وفيه إيجابي).
  4. تحَلَّ بالسكينة لقبول ما لا تستطيع تغييره.
  5. خُذْ مسئولية تطوير نفسك.
  6. اكتُبْ قائمة بأفضل صفاتك ورددها.
  7. ادخُلْ في برامج لتطوير نفسك.

 

  • الصــــورة الذاتيـــة الصحـــــية

1)   رؤية واقعية إيجابية للذات.

واقعية: أقبل أن ليا عيوب ومميزات.

إيجابية: أقدر أشوف الإيجابي اللي فيا، وموافق اشتغل على العيوب.

2) أصدق بقدرتي على حل مشكلات الحياة، ولو بخطوات بسيطة وبطيئة.

3) أصدق أني لمَّا رؤيتي لنفسي الواقعية الإيجابية هتغير في سلوكياتي، ولما سلوكياتي هتتغير واحدة واحدة، هتتغير برضه رؤيتي لنفسي وصورتي الذاتية واحدة واحدة، وهكذا.

 

ازاي أعرف أنا بأشوف نفسي بصورة حقيقية أو أقرب للحقيقية؟

لما يكون اللي بيقوله الناس عني واللي أنا شايفه في نفسي -بيني وبين نفسي- قريب من الواقع تبقى الصورة قريبة من الحقيقة.

 

“المصدر: كتاب الصورة الذاتيه مجموعة 180◦ – د. أوسم وصفي.”

 

مراجعة لغوية: عبد المنعم أديب

المقالة السابقةالله والضحى
المقالة القادمة3 تدريبات للاختلاف دون خلاف
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا