بقلم/ بيكي شيريك هاركس
ترجمة/ رزان محمود
حينما تصطدم سيدة بالطلاق (حتى لو كان في صورة نعمة متخفية)، فإن أغلب أصدقائها وعائلتها لن يعرفوا على وجه الدقة ماذا يقولون لها. لا يهم مدى شيوع تجارب إنهاء الزواج، لأن الأمر لا يصبح سهلاً لدى اختيار الكلمات الصحيحة لتوجيهها للزوجات أثناء تجربة الطلاق.
من الصعب بوصفك صديقة لمَن ستصبح مطلقة حديثًا أن تشعري وكأنك تمشين على قشور البيض، وأنكِ تحاولين ألا تجعلي الأمور أكثر سوءًا. ولمّا كنت في منتصف تجربة طلاق أنا نفسي، وجدت أن مَن لا يقولون شيئًا على الإطلاق هم من سأتذكرهم دائمًا. لذلك، أعرض عليكِ الآن بعض الأشياء التي يمكنكِ توجيهها لصديقتكِ أثناء تلك التجربة، لتشعر أنكِ تهتمين لأمرها فعلاً.
1- “هل يمكنني أن أصبح اختيارك الأول فيمن ستصحبين إلى (ضعي اسم الحدث الاجتماعي هنا)؟”.
للكثيرات منّا، مَن كان لديهن اختيار أول دائم، يصحبنه في كل المناسبات الاجتماعية على مدار السنوات السابقة، فإن احتمالات أن تذهبي لحفل زفاف أو مأتم وحيدة احتمالات مرعبة، إن لم تكن مستحيلة.
اقرئي أيضًا: قصة فيلم ولا عزاء للسيدات قصة كل مطلقة في عيون السينما
2- “أحبكِ”.
ففي النهاية، لا يهم كثيرًا مَن كان المخطئ في تجربة الطلاق، إذا كان هناك مخطئ أصلاً. إن المرور بتلك التجربة يجعل المرء يشكك في كل شيء يعرفه، بما في ذلك إذا كان محبوبًا أم لا.
3- “تعلمين أنني أحمي ظهرك”.
واحد من أكثر الأشياء أهمية التي يمكنكِ فعلها لصديقتكِ المطلقة طمأنتها أنكِ ستظلين إلى جوارها مهما حدث.
4- “لستِ شخصًا سيئًا، إنما هذا فقط موقف عصيب”.
يبدو الهواء نفسه مشبعًا باللوم حينما يأتي الأمر للطلاق، ومعظمه موجّه من صديقتكِ تجاه نفسها. وفي بعض الأحيان فإن هذه الطمأنة الرقيقة هي كل ما تحتاجه صديقتكِ لتمضية اليوم بسلام.
5- “الأمر كله مقرف”.
في بعض الأحيان ننسى مدى صعوبة أن تصبح حياتك منقلبة رأسًا على عقب، ورؤية أن هناك شخصًا آخر يفهم مدى سوء الوضع بالنسبة لكِ (في الفترة الحالية) يمكن أن يترك أثرًا إيجابيًا.
6- “فلنعمل على أن نرتب أحوالك”.
خصوصًا إذا كانت المطلقة جديدة على مسائل الفواتير والأمور المادية وإنشاء الميزانيات، وبقية مهام إدارة المنزل. إن وجود شخص يرشدها خلال تلك العملية يمكن أن ينقذ حياتها.
7- “دعيني أساعدك بإهدائك (بعض الطعام، بطاقة سبا مجانية… إلخ)”.
عادة في الأيام الأولى لتجربة الطلاق، من الصعب تذكر القيام بأبسط الأشياء، مثل الطبخ/ الأكل أو الاعتناء بالنفس. هنا وقت تدخلك المطلوب.
8- “خذي خطوة واحدة في المرة”.
في الغالب ستكون صديقتك مطمورة أسفل مواعيد المحكمة والاهتمام بالأطفال والانتقال من المنزل، لدرجة أنها ممزقة في كل جانب. ذكّريها أن الطريقة الوحيدة لأداء المهمة هي أن تتخذ خطوة صغيرة في المرة الواحدة.
9- “ماذا تريدين؟”.
يمكن أن تأتي الإجابة بأي شيء، بدءًا من التفكير في المعاملات الورقية للطلاق أو المساعدة في الوثائق التي يحتاجها المحامي، وصولاً إلى إعداد قائمة البقالة مع صديقتكِ.
10- “لستِ وحدكِ”.
بعد أن كنتِ طرفًا في علاقة زواج لمدة سنوات، يمكن للطلاق أن يترك آثارًا عميقة على نفسيتك، ولهذا يصبح تذكيرك بأنكِ لستِ وحدك كليًا أمرًا على جانب عظيم من المعاونة والأثر الجميل.
11- “قد يتطلب الأمر وقتًا طويلاً للمعافاة، وهذا لا بأس به”.
اعتقدت “جولي” ذات الخمسين ربيعًا أن باستطاعتها تدبر أمور طلاقها. تقول:” أعتبر نفسي امرأة قوية لأني أملك عملي الخاص، كما أنني متحدثة محترفة”، لكنها تعترف بعدم قدرتها على المواصلة لعام كامل بعد الانفصال. ومع ذلك، فقد ساعدتها دروس المعافاة من تجربة الطلاق على إدراك أن الجميع يختبرون انتكاسة حياتية في أي وقت ممكن. وتقترح المعالجة النفسية باندورا ماكلين هوفر -المطلقة أيضًا- أن إمكانية العثور على معالج يعرف بالتجربة كيف تشعرين، يساعد كثيرًا على تخطي تلك الخبرة. وتكمل فيما يتعلق بالمعافاة سريعًا: “عادة ما يخلق المعالجون الذين لم يمروا بالطلاق أملاً زائفًا. من المهم التمتع بدعم علاجي يدرك ما مررت به بالضبط”.
12- “حددي نفقاتك المعيشية المستقبلية بأسرع ما يمكن”.
تقول روزماري فرانك، خبيرة اقتصاديات الطلاق، إنكِ يجب أن تعتبري الرخاء المادي أولويتك الكبرى. وتحذركِ: “ستندمل المشاعر الخام، وتكتمل المعاملات القانونية، لكن التأثير المالي للقرارات المتسرعة أو الخاطئة الناتجة عن قلة فهم للأمور، سيستمر معكِ عمرًا كاملاً… الخطوة الأولى حددي بدقة تكاليف معيشتك الحالية قبل أن تبدأ إجراءات الطلاق”. وتكمل: “إذا لم تعرفي ما الذي ستحتاجينه في المستقبل، فلن تستطيعي طلبه وبالتأكيد لن تحصلي عليه”.
13- “لا يعني أن تصبحي مطلقة أنكِ فاشلة أو لستِ كفئًا أو غير مرغوبة”.
تقول مؤسسة جمعية “الآباء يعلّمون الأطفال” جينيفر ليتل، الحاصلة على الدكتوراه والمطلقة مرتين: “كان الطلاق شيئًا لم يعتد الناس فعله، بل اعتبر الكثير أن المطلقات جالبات للفضيحة ومنحلات أخلاقيًا”، وتضيف إن بعضًا من تلك الوصمات باقية حتى الآن، لذا تذكري أن الطلاق لا يعرّف هويتك، كما أن “الطلاق يعني أن العلاقة بينكما لم تنجح. لم يتم رفضك كامرأة أو إنسان، كما أن هذا لا يعني أنكِ غير كفء في أدوار الزوجة وشريكة الحياة والحبيبة والصديقة”.
14- “لن يخبركِ أطفالكِ بما يشعرون حقيقةً حيال الطلاق، لكن سلوكياتهم ستنبئكِ”.
تقول مؤلفة كتاب “المخطط التفصيلي لزواج دائم”، والمعالجة المختصة بشؤون الزواج والأسرة ليزلي م. دواريس: “يشعر الأطفال بإحساس من المسؤولية ناحية الانفصال، بغض النظر عن مدى ما يقول لهم الوالدان إنه لم يكن خطأهم”، لذا، لاحظي تصرفات أطفالك لتفهمي كيف يتعاملون مع الأمر. راقبي سلوكيات الأصغر منهم، إذا كانوا ينكصون في تعاملاتهم، يتصرفون بطريقة أصغر منهم عمرًا، مثل أن يريدوا النوم إلى جواركِ في الفراش، أو يظهرون غضبًا تجاه الإخوة والأقران. أما المراهقون فيميلون للتعبير عن غضبهم بشرب الكحول أو تفويت أيام دراسية أو عدم الالتزام بحدود الوقت المتاح لهم. ومن أجل تصويب مجريات الأمور، تقترح دواريس معالجة المشكلات معًا كأسرة، حيث يتاح لكل الأفراد الحديث عن التغيرات معًا. إضافة لذلك، أخبري معلمي طفلكِ بالوضع الجديد، لكن لا تعرضي طفلكِ مباشرة لعملية العلاج النفسي. وتضيف: “فذلك قد يجعله يشعر بالوصمة الاجتماعية، أو يعزز من معتقده أن الطلاق خطؤه”.”وذلك رغم أن العلاج خيار جيد إذا كانت التغيرات السلوكية قوية.
15- “يمكن للطلاق أن يحرركِ، والتجربة كلها تستحق الخوض”.
تقول آني من بوسطن، ذات الأربعة وسبعين عامًا، إنها شعرت بعدم امتلاكها لأي مهارات، عدا الاعتناء بأطفالها، وذلك قبل طلاقها في العام 2007. تملك الآن مدونة عنوانهاPlentyPerfect.com، وتفكر في اتجاهات جديدة يمكن لحياتها أن تتخذها. وتستطرد: “قد يصبح الطلاق بداية فصل جديد تالٍ، حتى لو لم تعرفي كيف سينتهي الكتاب. ربما لا تعرفين ما الخيارات المطروحة، لكنها موجودة بالفعل، ويمكنكِ أن تختاري من بينها”.