كلام كتير بيتقال على إنه حقيقة علمية موجودة في الأبحاث والمراجع التاريخية عن البنات، رغم إن الكلام ده مبيكونش حقيقي، أو كان حقيقي في زمن من الأزمنة وبعدين خلاص بالتطور الطبيعي للبني آدمين الكلام ده عمليًا انتهى، بس للأسف الكلام ده لأنه بتتوارثه الأجيال فبيتزرع في العقول وبيتم بناء تصرفات واستنتاجات كتيرة على أساسه، واللي طبعًا بتطلع غلط. النهارده بنحاول نوضّح أكتر “حقائق مش حقيقية” بتتقال في حق الستات، وبتضايقهم من كتر ما هي غلط..
1- البنات مبتعرفش تسوق
أعتقد إن العبقري اللي اخترع الجملة دي اخترعها في الأساس عشان يخوّف الستات والبنات من السواقة، عن نفسي مبعرفش أسوق، بس كل البنات اللي ركبت معاهم عربيات كانوا بيسوقوا كويس عادي زي أي حد، ضيف على كده إن نسبة كبيرة جدًا من الحوادث بتكون بين 2 رجالة، حوادث الستات قليلة جدًا بالنسبة لحوادث الرجالة.
2- البنات مخلوقات ضعيفة
الجملة دي بتتقال عن البنات كحقيقة مُسلّم بها، مش معنى إنها بتتسند على الرجالة اللي في حياتها في شوية حاجات إنها بقت مخلوق ضعيف، على العكس تمامًا، البنات والستات بيستحملوا آلام نفسية وجسمانية ميقدرش أي ولد يستحملها. أبسط دليل، الحمل والولادة، واستحمال التحرش في الشارع، وعايشين ومستحملين، اللي فعلًا مفيش أي ولد يستحمله.
3- البنات لما بتتزوق وتشوف نفسها يبقى بتصطاد عريس
والجملة سابقة الذكر بيزيد ذكرها تحديدًا في المناسبات والأفراح والليالي الملاح، أوبشن إن البنت بتلبس حلو وتظبط ماكياجها وترش برفان عشان نفسها مش عشان تصطاد أي ذكر معدّي من جنبها، خالص يعني.. سيادة الذكر مش في دماغها، حاولوا تصدقوا كده معلش.
4- البنات المؤدبة مبتتكلمش عن الجنس قبل الجواز
إحنا في القرن الواحد وعشرين، دي حقيقة علمية وتاريخية، بيترتب عليها إن البنات عادي بتتكلم في الجنس قبل الجواز مع صحابها، وبيكونوا عارفين كل حاجة عادي. نظام القطة المغمضة بتاع القرون الوسطى انتهى الحمد لله، وملحوظة، كده أحسن لطرفي العلاقة.
5- البنات فطرتها بتفرض عليها حب الأطفال
وده كلام الهلس الرسمي، فيه بنات بتحب الأطفال ودي حريتهم الشخصية، بس فيه جزء كبير من البنات بيحملوا شعار “الأطفال أحباب الله، عشان هو بس اللي بيحبهم”، حكاية إن ربنا فطر الإناث على حب الأطفال والخلفة ده ملوش أي أساس من الصحة، فرجاءً بلاش تتعاملوا مع البنات على إنهم كائنات كل غرضهم من الحياة إنهم يبقوا أمهات، فيه جزء كبير جدًا منهم بيختاروا يأجلوا الخلفة لسنين أو حتى ميخلفوش خالص، حرية شخصية. الكلام ده على كل الأحوال لا يتعارض مع حب نفس البنت لابنها (لو حصل وخلفت)، لأن مشاعر الأمومة بتتولد مع ولادة الطفل، زيها زي مشاعر الأبوّة عند الرجال.
6- البنات بتحب الطبخ والأعمال اليدوية
آيات كاتبة المقال بتحب الطبخ وبتحب الأعمال اليدوية، بس ده لا يترتب عليه أبدًا إن باقي البنات بيحبوها، بل على العكس، الكلام ده بيتفرض على البنات بالعافية، فبيكرهوه ويبعدوا عنه بأقصى ما يقدروا، حقهم الطبيعي في الحياة على فكرة، بس ساعات المجتمع والأهل بيفرضوا على البنت إنهم لازم يتعلموا الحاجات دي ويمارسوها باعتبار إن ده دورهم في الحياة، رضوخ بعض البنات لكده مش بيعني أبدًا إنهم بيحبوها.
7- البنات مبتعرفش تتصرف ولا تشيل المسؤولية
دي من الجمل اللي فشلت حقيقة في تفسيرها، أغلب البيوت المصرية اللي قايم على إدارتها هم ستاتها، هم اللي بيحددوا إيه هيتصرف فين وامتى، بياخدوا قرارات ويتحملوا مسؤوليتها، بيعرفوا المعطيات ويدرسوها وياخدوا قرار ويشيلوا نتايجه على دماغهم، والمجتمع سبب أساسي في الخِصلة دي، لأنه في حالة فشل البنت محدش بيسيبها في حالها، وبتنهال عليها السكاكين أول ما تغلط.
8- البنات معدتهم رقيقة مبياكلوش غير أكل رقيق
ودي مش مجرد حقيقة مغلوطة، دي معكوسة تمامًا، لأن الصديق الحقيقي للبنت هو الأكل، سواء كان بيتزا أو محشي أو شوكولاتة أو رنجة أو مارشميلو. فيه اندهاش مريب عند الولاد لما بيعرفوا إن البنوتة الرقيقة اللي قدامهم غذاؤها الرئيسي مش سلمون وفطارها كرواسون بالتوت البري، وإنما عادي بتفطر فول حار وتتغدى ممبار ولحمة راس وفسيخ وبتحبس بشاي تقيل، معدة البنات بتقبل كده عادي والله. الاختلافات بتكون فردية، حد بيحب حاجة التاني مش بيطيق اسمها، حد معدته فعلاً ضعيفة أو حد عنده حساسية، عادي مخلوقات ربنا زيهم زي الولاد، بياكلوا ويشربوا ما يحلو لهم.
9- البنات رغايين
إحم .. أنا مش هنكر إن البنات رغاية، بس الغلط هنا إنه بيتم اختصاص البنات بس بيها، بينما برضو الولاد رغايين، كل الفرق إن غالبًا لما البنات بتتكلم الولاد مبيكونوش مهتمين أوي بالحوار الدائر، بينما قعدة الولاد اللي بتكون حاجة شبه يومية ع القهوة، مبيكونش فيها 5 دقايق صمت. ودي حاجة طبيعية على فكرة، يعني الناس المفروض تتقابل عشان تتكلم، مش دعونا نخرج في صمت.
10- البنات مش جدعة مع بعضها
أسطورة تانية أحب أهدمها النهارده، البنات جدعة جدًا مع بعضها، 90% من اللي نصفوني في يوم كانوا بنات، و90% من اللي خذلوني كانوا ولاد. كل واحد كده يعد هو يعرف كام بنت كانت في ورطة ومين اللي ساعدها تخرج من الورطة دي. فيه بنات شريرة، ده حقيقي وواقع، بس زي ما فيه ولاد شريرة، دي حاجة راجعة لطبيعة الشخص مش لنوعه.
بالمرة أضيف إن حكاية البنات بتنفسن على بعضها، أو لو بنت مصاحبة واحدة أحلى منها فتأسفنها، حاجات مش حقيقية تمامًا، ارجعوا لحكايات البنات في حملة “كل البنات حلوين” وإنتو تعرفوا الحقيقة، ده لو عايزين تعرفوها.
11- البنات ملهاش في الصيانة المنزلية
في الحقيقة بضحك على الجملة دي كل ما أفتكر شكلي وأنا بفك الدواليب لما كنا بننقل من الشقة، أو شعلقتي ع السلم وأنا بغيّر اللمبة أو بدق مسمار في الحيطة. بنات كتيرة مش بتحب تقول إنها ممكن عادي تعمل الصيانة بتاعة البيت، لأنها بتبقى عايزة تسيب ولو حاجة واحدة السيد الأستاذ جوزها يعملها، بس لو فيه تعاون بجد في البيت، يبقى كل واحد هيشارك في اللي يقدر يعمله. بالمناسبة، أعرف مجموعات كبيرة من البنات عايزة تاخد كورسات نجارة عشان الأعمال المنزلية البسيطة، بس للأسف دي حاجة مش متوفرة في مصر.
12- البنات نكدية
الكدبة الكبيرة اللي قامت بسببها حروب كبرى لسه آثارها مستمرة، ياما اتقال في الجملة دي حكايات وقصص ونكت من نوعية “بكرة النكد بكرة” وكلنا بنضحك عليها رجالة وستات. ببساطة محتاجين في الأول نعرّف إيه هو مفهوم النكد. هو الزعل اللي ملوش أساس، مش كده؟ الزعل والخناق بدون سبب، صح؟ متفقين، طيب أحب أقول إن 99% من البنات عمرهم ما بيزعلوا من غير سبب، دايمًا بيبقى فيه سبب، بس للأسف الشخص اللي واقف قدام البنت الزعلانة دي مبيكونش فاهمه، سواء كان هو سبب الزعل ده، سواء حد مغلس عليها، أو سواء الهرمونات بتلعب نط الحبل معاها. لكن غالبًا مفيش حد بيزعل من غير سبب، ممكن ميكونش السبب ده حصل النهارده الصبح وإنما بتكون تراكمات لحاجات كتيرة أوي، لأن الطبيعي إن لو الشخص مفرّغش شحنة الغضب والحزن اللي جواه أول بأول يبقى هتجيله نقطة انفجار ممكن يفضل حزين بعدها لفترة طويلة جدًا، والكلام ده معرّض له البنات والولاد، بس البنت بيقولوا عليها نكدية والولد بيقولوا عليه مكتئب.
كل الأقاويل اللي فاتت وأكتر منها بتتقال كتعميم على البنات، يمكن كانت صح في يوم من الأيام ويمكن هي من الأصل غلط، بس في كل الأحوال دلوقتي ده تعميم خاطئ تمامًا، وكتر تكرار الأقاويل والاقتناع بيها بيؤدي غالبًا لنتائج مش كويسة. مش معنى كده إن مفيش بنت بتسوق وحش وكل ما تركب العربية تعمل حادثة، وإن مفيش ست هوايتها المحببة التنكيد على جوزها وعيالها، بس دول مش أغلبية .. خالص.