من الثانوية للكلية

321

أستعيد ذكريات نجاحي في المرحلة الثانوية مع التحاق ابنتي الكبرى بالجامعة هذا العام، وأود أن أضع بعض كلماتىي في قلبها الواعي وقلب كل من يستعد لبدء سنة دراسية جديدة، لعلها تمد يد العون حبيبتي لك بما تحتاجيه، وتجنّبك ولو قدرًا قليلاً من التيه وضياع الفرص والوقت وأحيانًا كثيرة قلة وسوء المزاج.

اجتزتِ مرحلة من المراحل الصعبة في حياتك بنجاح؛ هنيئًا لك، ورأيتِ أبواب الجامعات تفتح ذراعيها لاستقبالك. أحلامك باتت على مقربة من تحقيقها. تشعرين بالفرح الممزوج بالقلق لبداية جديدة. متوجسة من اختلاف طبيعة المرحلة؟ تتوقى للاستقلالية وتخشيها؟ تنتابك الكثير من الأسئلة وترتبكين أمامها؟

لا تنزعجي؛ أنتِ على أعتاب مرحلة نضج انتقالية إحدى سماتها الحيرة والشغف بكل جديد. مشاعرك مشروعة وطبيعية، كل ما عليك مراعاة المتغيرات الجديدة لتصلي إلى أفضل النتائج التي ترجيها، لذا أضع بعض المقترحات ولك حرية التجربة، فأنا أثق في مقدرتك على تناول وتقييم الأمور.

1- سيشكل اختلاف النظام الدراسي -ربما- ضغط نفسي في بداية الأمر عليكِ، وقد يؤثر على مقدار تحصيلك، فبعدما كنتِ محاصرة بالمدرسين والاختبارات الشهرية لمراقبة استيعابك لمختلف المواد ستجدين نفسك أمام كتب ومراجع ومحاضرات عليكِ التعامل معها بمفردك.

لذا اتبعي نظامًا من اليوم الأول في جامعتك يحثك على الالتزام، ليس فقط بحضور محاضراتك لكن بالاجتهاد في تنوع طرق تحصيلك والاعتماد على الفهم والمناقشة، وبالاستفادة من خبرة الأقدم منك في المواد المقررة عليك.

لا أحد سيهتم بما أغفلتِه من مواد دراسية غيرك، وقد تواجهين عقبات في فهمك لتخصصك الجديد، فاسألي دائمًا عن الملخصات الضرورية التي تحتاجين إليها لتيسر عليك الأمر، واحترسي من ضياع الفصل الدراسي الأول في التأجيل.

2- بالطبع ستتسع دائرة أصدقائك الجدد وستمضي معظم أوقاتك المرحة برفقتهم، وستشكل ذكرياتك فيما بعد، لذا اختاريهم بعناية، لا تتعجلي إطلاق مسمى الصداقة على شخص للتو عرفته، واحرصي ألا تبتلعك الحياة الجديدة بمغريات الحرية، فاجعلي اختياراتك مسؤولة كما اعتدت منك.

3- استمري في بساطة مظهرك باختيار ملابس عملية ومريحة، اجعلي مظهرك لائقًا مع مكانة جامعتك العلمية، لا تبالغي في وضع مساحيق التجميل نهارًا، يكفي وضع لمسات بسيطة، فأنتِ في حقيقتك جميلة، لا تزحمي خزانة ملابسك بالكثير من المشتروات في بداية العام، اجعلي مساحة خالية تحسبًا لتغيير الذوق أو المقاس.

4- أنتِ مقبلة على انفتاح في شكل علاقاتك الاجتماعية. لا بأس لكن لا تتورطي في علاقات عاطفية مع الجنس الآخر سريعًا، فالجامعة ليست المكان ولا التوقيت المناسب لاختيار شريك الحياة، “والجامعة مش لازم نطلع منها بعريس كفاية الشهادة”.
ستتغير نظرتك للأمور فيما بعد، وستطرأ تغييرات عميقة في مفاهيمك عن الحب والزواج، فلا تتعجلي واستمتعي بعلاقات صداقة تدوم طويلاً.

5- احرصي على فتح قنوات جديدة من خلال التنوع الثقافي والأنشطة الجامعية، واجعليه عاملاً مساعدًا على استرخائك النفسي وإضافة لخبراتك الحياتية، ستفيدك كثيرًا في حياتك العملية بعد التخرج.

ابنتي الغالية.. ضعي ثقتك في الله واعلمي أن كل عقبة درجة في سلم صعودك للأمام، أديري ظهرك للخيبات وأفسحي مجالاً دائمًا لابتسامة تلوح في أفق يومك، فقد تحملك إلى غايتك المنشودة.

أهديكِ كلمات الفيلسوف الصيني لاوتسو:

“راقب أفكارك
لأنها ستصبح كلمات
راقب كلماتك
لأنها ستصبح أفعال
راقب أفعالك لأنها ستتحول إلى عادات
راقب عاداتك لأنها تكوّن شخصيتك
راقب شخصيتك
لأنها ستحدد مصيرك”.

المقالة السابقةمبحبش المدرسة
المقالة القادمةمعايير اختيار الحضانة: كيفية اختيار الحضانة المناسبة للطفل
كاتبات

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا