أنا هدخل في الموضوع من غير مقدمات، بما إني بعتبر “نون” أكتر مكان ينفع أتكلم فيه زي ما بتكلم مع أصحابي، فالتدوينة دي حرة ومبعثرة وتشبهني، هتحرر فيها حتى من قيود اللغة المحببة الجميلة.
وبما إن الأساس إني أتكلم عن حاجة جربتها لأول مرة في ٢٠١٨، والحقيقة مش حاجة واحدة اللي جربتها في العام المنقضي السعيد على المستوى الشخصي جدًا، لكن أنا هقول حاجات عملتها لأول مرة في العموم، يمكن متكررتش لكن أسعدتني جدًا.
أول مرة أكتب فيلم
من زمان بحب السينما، وأكتر حاجة بقدر أعملها من طفولتي إني أمسك ورقة وقلم وأكتب أي فكرة على بالي، فاكرة أول قصيدة كتبتها كنت في إعدادي، وأول قصة بسيطة غير محكمة كانت من 8 سطور بس، كنت في ابتدائي، و”أبلة ليلى” أيقونتي الجميلة اتبسطت بيها جدًا وكملتها معايا وخلتني أنا وأصدقائي في الفصل نمثلها.
لما بتفرج على فيلم بشوف نفسي مكان أبطاله زي كل الناس، لكن اكتشفت إن أكتر مكان بكون حابة أبقى فيه هو مكان المؤلف، دايمًا بفكر كتب المشهد ده إزاي وليه، ولو فيه لقطة مبهمة أقف قدامها كتير عشان أحس بشعوره وهو بيكتبها. دايمًا كنت بحلم أكتب أفلام تكون الشخصيات فيها مختلفة، أحس بيهم وأعيش معاهم وأنا بكتبهم، أتكلم معاهم وأنا قاعدة لوحدي وأسأل كل واحد فيهم مالك.. متضايق ليه.. مبسوط ليه.. عايز إيه؟
2018 فتحتلي باب إني أحقق حلمي، بداية من بدء الدراسة في معهد السينما، وتأليف فيلمين قصيرين، وانتهت بعرض مشاركة في كتابة فيلم طويل، غير الأفكار المتدفقة في دماغي واللي أكيد هكتبها كلها، وأحوِّل شخصياتها اللي عايشة في دماغي وروحي للحم ودم ومشاعر.
أول مرة كنت فتاة الـAuto stop
في ٢٠١٠ كنت بشتغل في مؤسسة بتشتغل في أحد مجالات المجتمع المدني، وكنا مسافرين العريش عشان ندرب مجموعات من المعلمين والطلبة على الإدارة والتفاوض وأشياء من هذا القبيل، الفرصة لم تسمح إني أسافر مع الزملاء، واضطريت أسافر لوحدي تاني يوم، أول مرة أروح العريش، معرفش أي حاجة وبتواصل مع زملائي بالتليفون، وركبت من القاهرة للعريش، ولأسباب لا يعلمها إلا الله والسائق بس، يفاجئني السائق قبل المكان اللي هنزل فيه واللي هو أكدلي إنه هيمر عليه، إنه مش هيعدي عليه خلاص، وأضطر أنزل في الطريق إلى العريش التي لم أكن أعرفها بعد. بعد دقائق من التفكير ومن عادتي إني معطلش حد فلم أتصل بزملائي، قررت أشاور للعربيات اللي ماشية في نفس الاتجاه زي ما بشوف في الأفلام، بس هم موقفوش وسألوني زي الأفلام، وده كان شيء محبط جدًا، بس بعد مرور شوية وقت وقفت عربية أجرة وركبت فيها، السائق كان لطيف جدًا مخدش مني فلوس وقالي إنتي نازلة بعد عشر دقايق.
أول مرة شغل في “نون”
حكاية الشغل في “نون” حكاية غريبة، شفت إعلان الشغل في أواخر 2017، وقدمت فيه، وخلصت 2017 مع بداية اكتئاب شديد وعزلة اجتماعية عشت فيها شهور، وفي شهر مايو 2018، تعبت شوية واستأصلت المرارة، وأتفاجئ بإيميل من “نون” تاني يوم العملية إنهم عايزين أشاركهم في الكتابة. ده خبر جميل أولاً لأنه كان بقالي سنتين تقريبًا رافضة الشغل اللي بيتعرض عليَّ في مجال كنت انتهيت منه، وثانيًا لأني كنت مش متوقعة نهائيًا يكلموني بعد الفترة دي كلها، وثالثًا لأني حسيت إني راجعة للحياة تاني، بشغل ودراسة.
رحت الإنترفيو بعد راحة كام يوم من العملية، وكمان قدمت للدراسة في معهد السينما، وده كان مفتتح جميل في 2018.
عمومًا أنا سعيدة جدًا بسنة 2018، حقيقي لقد كان عامًا مليئًا بالإنتاج والقوة والرغبة في الحياة، ونقع ونقوم ونقوم ونقع، كمان تمهيد لحاجات حلوة متأكدة إنها هتحصل في 2019، كما أنه عام كان مليئًا ومتخمًا بالصداقات الجميلة في الشغل والدراسة والحياة عمومًا.
أهدي نفسي وإياكم تلك الأغنية المحببة الرقيقة المبهجة “الجو في قلبي جميل” بصوت حسين الإمام وموسيقى فرقة طيبة.