أول خطوة بتخطيها في عالم الأنوثة لما يخرطك خراط البنات، وجع ودم ومحاذير كتير، أهلاً بيكي في نادي البالغات، ويا ريت تحفظي التاريخ ده كويس عشان هيتكرر كل شهر، مبروك إنتي جاتلك البريود.
البريود هم بالليل ومذلة بالنهار، أسوأ خمس أيام في الشهر لكل بنت وست، خاصة لو مصرية، الأيام اللي ممكن جدًا تعيطي فيها عشان النسكافيه برد، أو عشان نسيتي تطلعي الفرخة من الفريزر، أو عشان الساعة سبعة صباحًا والصيدلية بتفتح تسعة، الأيام اللي بتعدي علينا حرفيًا، بتدهسنا رايح جاي، كل شهر في نفس المعاد، واللي ممكن جدًا بشوية ذكاء وتكتكة تخليهم يومين حلوين، أو على أقل تقدير تعديهم بأقل الخساير الممكنة.
البريود كده كده مكتوبة علينا، مفيش مفر يعني، فنساع بعضينا ونحاول نتفاهم ونتعايش تعايش سِلمي عشان نطلع منها كسبانين، عشان صدقيني مهما كرهتيها وكرهتي نفسك وكرهتي تاريخها هتفضل تيجي، وهتفضلي تعاني منها، وعشان كده فيه شوية حاجات ممكن نعملها فنتجنب الصراع ده، ممكن نسميها معاهدة، معاهدة سلام.
وبنود المعاهدة دي كالتالي:
أولاً: ليلاتي في المعاد ده في معاد عمري اللي عدى
هو مش ليلاتي طبعًا، ده الأغنية هي اللي بتقول كده. بصي يا ستي، البريود بتيجي كل شهر، تمام؟ تمام، عارفة معادها وحافظاه؟ مممممممم متقلقيش مش لوحدك، كتير من البنات بينسوا معاد دورتهم الشهرية، وساعات بتبقى عارفة التاريخ بس مش عارفة إن التاريخ ده يوافق النهارده، فكل كام شهر كده يحصلها موقف سخيف لما تنسى المعاد وتتفاجئ في الكلية أو الشغل أو الشارع، حتى لو متفاجئتش بنزول الدم أحيانًا بتتفاجئ بالوجع اللي مكانتش عاملة حسابها إنه هيهاجمها النهارده.
الحل بسيط، إحنا في زمن التكنولوجيا، وكل موبايلاتنا دلوقتي موبايلات ذكية، هتدخلي على البلاي ستور وتدوري على أبلكيشن اسمه my calendar أو pink diary أو أي أبلكيشن تاني معني بتنظيم الجزئية دي، الأبلكيشن ده هيساعدك متتفاجئيش؛ قبل البريود بكذا يوم هيبعتلك يقولك فاضلك تلات أيام، فاضلك يومين.. وهكذا، من أول رسالة تجيلك من الأبلكيشن هتحطي في شنطتك كل الأسلحة اللي بتستخدميها عشان تواجهي وحش البريود، مش هنتفاجئ تاني يا منى.
الجميل كمان في الأبلكيشن ده إنك ببساطة ممكن تلاحظي لو عندك أي اضطرابات في المواعيد أو الأعراض، لأنك بتسجلي ملحوظاتك أول بأول فيه، وكمان لو متزوجة الأبلكيشن هيساعدك تعرفي امتى أيام التبويض وامتى أيام الأمان وكل حاجة متعلقة بالبريود وبنشاطك الهرموني بشكل عام.
ثانيًا: وكفاية بقى تعذيب وشقا
أنا عارفة إنك سمعتي كتييييييييير جملة “بلاش مسكن، جسمك هيتعود، هتضري الكبد والكلى وكل العفشة اللي جوة، استحملي ما كل البنات بيجيلها البريود وبطلي دلع، المسكنات غلط، المسكنات حرام، المسكنات رجس من عمل الشيطان، بكرة كل الوجع ده يروح بعد الجواز، اشربي حاجات سخنة بس وإنتي تبقي زي الفل، متفكريش في المغص وهتلاقيه راح…”، يااااااااااه! ممكن أقعد أرصلك كلام للصبح بتسمعيه من كل الناس عشان متاخديش حباية مسكن تسكتي بيها الوجع الأسطوري اللي بتكوني حاسة بيه.
بصي يا ست الكل، أولاً سيبك منهم، ثانيًا الوجع الشديد ده له سبب من اتنين، إما عندك تكيسات ع المبايض ودي بتاخديلها علاج، أو على أسوأ الفروض بتعملي عملية لإزالتها، خاصة إن علاجها مش رفاهية ولا تجنبًا للوجع بس، إنما الموضوع له علاقة بفرص الإنجاب، أو مفيش مشكلة عضوية إنما البويضة بتتشبث جامد ببطانة الرحم فبتكون عملية تنضيفه (النزيف الشهري) مؤلمة عندك شوية، في الحالة الأولى هتتعالجي وفي الحالة التانية هتستعيني بالمسكنات، اللي هي مش غلط خالص بالمناسبة.
المسكنات اللي بتاخديها يومين في الشهر عشان تساعدك تصلبي طولك مش خطر، جسمك مش هيتعود ولا حاجة، خاصة لو استشرتي دكتور الأول وعرفتي إن معندكيش مشكلة عضوية، متسمعيش كلام حد وتتعذبي ع الفاضي، ربنا خلى الإنسان يتطور ويتعلم ويخترع مسكنات عشان نستخدمها، مش عشان نتجنبها كأننا في العصور الوسطى، خاصة لو بنستخدمها بعقل من غير إفراط وبعد استشارة الدكتور.
ثالثًا: لو مكنتش إنت تدلعني مين هيدلعني؟!
طبعًا البريود مش شوية نزيف وشوية مغص وشوية إرهاق عام وشوية ضغط واطي، البريود أكبر من كده بكتير، البريود مزاج معتل وهرمونات ملخبطة ورغبة بتتجدد كل شهر في تقطيع البطاقة وقتل أي حد يستفزك، بس خلينا متفقين على حاجة، محدش حاسس بيكي.
أيوة محدش، لا الناس اللي ماشية في الشارع ولا سواقين الميكروباصات ولا زمايلك في الشغل ولا جوزك وولادك، مهما كان القريبين منك داعمين ومتفهمين إنك تعبانة إلا إنه حدث متكرر ومش مرض عضال يعني ولا حاجة، فالقريبين منك حاسين إن إنتي تعبانة بس محدش حاسس بالفعل باللي إنتي بتعاني منه، خاصة أول يوم واللي هو أصعب يوم، فنصيحة أخوية ريحي نفسك على قد ما تقدري.
لو إنتي لسة بنت فماما هتقوم بالواجب مفيش مشكلة، لو إنتي بنت وبتشتغلي خدي تاكسي اليوم ده وإنتي رايحة الشغل، خليكي هادية، خلي في شنطتك مسكن، متستخسريش في نفسك يوم أجازة لو تعبانة قوي، لو إنتي ست متجوزة فده اليوم المثالي للتونة، كلوا تونة اليوم ده، أو جبنة وبيض، مش لازم تغسلي وتنشري أول يوم، ويا ريت تكوني منضفة البيت من قبلها عشان تقعدي مرتاحة من غير أحاسيس ذنب، وكمان تبقى نفسيتك مرتاحة وإنتي قاعدة في النضافة والروقان.
لو سمحتي أول يوم متضغطيش على نفسك، إنتي أكتر شخص هيخاف عليكي، دلعي نفسك اليوم ده وحاولي بقدر المستطاع تخليه مختلف، خليه هادي ومفيهوش أحداث كتير، إنتي الكسبانة.
رابعًا: كلام في سرك
فيه شوية ملحوظات كده كلنا عارفينها عن أهمية نوع الفوط الصحية ومدى جودتها، وعن أهمية نضافة المنطقة المعنية، وإن تغيير الفوطة الصحية لازم كل ست سبع ساعات، وإن الاستحمام مستحب أثناء الدورة الشهرية، ونزول الماء الفاتر على جسمك بيساعدك في بسط العضلات وتخفيف الألم، كل دي معلومات متداولة وتقريبًا كلنا عارفينها، اللي محدش بيتكلم فيه هو العلاقة الجنسية أثناء البريود.
قبل بس ما ترفعي عليّ السلاح وتقيمي عليّ الحد، أنا مبقولش جماع كامل أثناء الدورة الشهرية، فيه حاجات كتير ممكن تتعمل غير الجماع الكامل، واللي هو محرم طبعًا، إنما ممارسة الجنس عمومًا بتخلي المخ يفرز دوبامين، واللي هو مسؤول عن تخفيف التوتر ومنح السعادة، يعني مسكن طبيعي، يعني ممكن الزوجين يتفقوا على شكل العلاقة أثناء البريود بحيث ميكونش فيه حرمان كامل طول أيام البريود، وفي نفس الوقت تستفيد الست بالدوبامين اللي هيساعدها تخفف توترها وألمها، ده غير إن تقبل الزوج ليها وإقباله عليها في الوقت الحرج ده مفعوله النفسي كبير إيجابًا.
بس ده طبعًا مش قانون، إنتي ممكن تكوني مبتقبليش أي نوع من التلامس الجنسي أيام البريود وده حقك الكامل، أهم حاجة تتفقوا سوا، وتتكلموا في الأنسب واللي يحققلك أكبر قدر من الراحة النفسية في الفترة دي.
خامسًا: اللي ييجي منها أحسن منها
عارفة المثل الشعبي ده؟ ممكن تتعاملي بنفس المنطق مع البريود؟ أصل هي كده كده هتفضل تيجي، فإنتي خليكي أنصح منها حاولي تلاقيلها نص كوباية مليان، وعلى فكرة لو فكرتي في إيجابياتها ممكن احتمال -سامحني يا رب- تحبيها.
البريود -خاصة المنتظمة- معناها إن هرموناتك كويسة، جسمنا على فكرة بيعاني جدًا من نقص الهرمونات، واسألي مامتك بعد ما دورتها الشهرية اتقطعت ده أثر عليها قد إيه، حاولي تستمتعي بصحة جسمك طول ما إنتي لسة هرموناتك موجودة، فكري في إنك لسة عندك فرصة تكوني أم، فكري في إنك أنثى لازم تتعب شوية عشان أنوثتها دي، أنا عارفة إن الجملة الأخرانية دي تنمية بشرية خالص، بصي، انسي إني قلتها وفكري بس في الهرمونات المهمة.
البريود مؤلمة وصعبة بس رفيقة سنين طويلة من الحياة، لازم نتعلم نعيش مع بعض، وننتصر ع الوحش الشرير ونروضه، عشان إحنا ستات بطلات وطول الوقت بنعمل معجزات، مش هتقف قدامنا حتة بريود لا راحت ولا جت، ده إحنا موتنا موتات أحلى من دي بكتير.