يبدأ يومي في الأفول.
لحظات باهتة غامقة تحيط بي. كثيرًا ما يسبب لي مغيب الشمس حالةً من الشجن والضيق.. كل ما حولي فجأةً يشير إلى أنني لا أفعل شيئًا مفيدًا في حياتي.
“إيه يعني شغل بيت وعيال وترجمة صفحتين؟!”.. رأسي تقول.
يقول زوجي: “دماغك فيها زي فولدرات، كل ما تفكري ف فكرة كأنك بتنقري على فولدر معين، يقوم الفولدر يطلع بكل حاجة شبيهة”.
معنى ذلك أنني أسترجع كل الضيق إذ ذاك.
وحين أبتسم أتذكر لحظاتي الحلوة الشبيهة كذلك.
الغروب -ولا أدري لِمَ- يُشعرني بأنني لم أنجز شيئًا. يخيفني أن اليوم على وشك الانتهاء.
وكأن آخر اليوم.. هو آخر كل يوم !
أحاول حينها أن أنقر على فولدر الإنجازات.. أتباطأ مرهقة بفِعل فولدر الإحباط.. أتجاسر قليلًا.. أحاول على الأقل.
تنفتح فولدرات فرعية عديدة تدهش!
ماذا فعلتُ اليوم إذن؟!
قمت بإعداد غداء رائعٍ ومرهق.. أعجب ابني الصغير كثيرًا.
رعيتُ ابنيّ.. بدّلتُ ملابسهما ومشطتُ شعريهما.. وأطعمتهما عدةَ مرات.. أصلحتُ عدةَ أخطاءٍ بشكل نصف تربوي.. أخطأتُ عدة مرات بالطبع، لكنني بشر أليس كذلك؟!
إنني أقوم طوال اليوم وكل يوم بوظيفةٍ أكثر من دوام الناس العاديين بكثير.. فهي تستمر سبعة أيامٍ في الأسبوع، 24 ساعة يوميًا.
لا توجد شيفتات في وظيفتي، والتي بالمناسبة لا أتقاضى عنها مرتبًا.
لكن كلمة ماما هي كل ما أتوق إليه إلى جانب سعادتهما.
إلى جانب ذلك، قمتُ بعملٍ جزئي من الترجمة.. بسيطٌ لكنّه لذيذ.
نظفت حجرةً من حجرات البيت.
قرأتُ صفحةً واحدة من رواية.
وحادثتُ أمي على الهاتف.
وإذن.
أمامي الآن.. فولدر الضيق، وفولدر الإنجاز.
أيهما سأختار لينتهي يومي به؟
قراري نقرةٌ رقيقة.
أعرف نتيجة نقر فولدر الضيق جيدًا، جربته في مراتٍ سابقة.