بقلم/ غدير أحمد
ست البيت هي كل بنت بتعرف تطبخ، تكنس، تغسل، وجنب كل ده تاخد بالها كويس من عيالها لو هي متجوزة.
“بقيتي ست بيت”.
كلمة كلنا بنسمعها لما نعمل حاجة كويس من الحاجات اللي فوق، بالذات الطبخ، وده معناه إن كل واحدة مننا بقت جاهزة تتجوز خلاص وألف مبروك.
على النقيض لو بنت مبتعرفش تطبخ أو تغسل أو تنضف، وغالبًا بتكون كل الحاجات دي سوا، بتاخد لقب “دلوعة” وعايزة حد يخدمها، ومبتتجوزش فعلًا قبل ما تكون اتعلمت الحاجات دي، وده بيحصل بكورس طبخ مكثف جدًا قبل جوازها بشهور، عند مامتها أو واحدة من قريباتها المشهورة بالنَفَس الحلو ف الطبيخ.
لحد هنا ماشي.
نيجي بقى للبنات اللي بتشتغل، محدش بيقولها “بقيتي بتشتغلي” زي ما بيقولوا “بقيتي ست بيت”.
والمهم إنها مهما نجحت في شغلها برضو بتتسأل: بتعرفي تطبخي؟ ولو الإجابة لأ، هنلاقي دايمًا جملة عفوية: أومال يا بنتي هتتجوزي إزاي؟
وكل ما عليتي في وظيفتك كل ما اتجه الحديث عن هل كونك ست بيت شاطرة زي ما إنتي موظفة شاطرة كده؟
ولو آه، يبقى بيتضرب بيكي المثل: ناجحة في شغلك وواخدة بالك من بيتك وعارفة توفقي بين الاتنين!
مه إن ده عادي جداً! ومع إن ده مفروض كل إنسان يعمله بغض النظر بقى هو راجل ولا ست.
حوار تخيلي:
مجهول بيسأل مدير شركة: حضرتك زوج شاطر زي ما إنت مدير ناجح؟!
حضرتك ولادك طالعين من الأوائل، ممكن تقولنا إزاي كنت بتجيب وقت تذاكرلهم؟
ممكن تقولنا إزاي قادر توفق بين واجباتك كزوج ومهامك كموظف؟
هاهاها! مجرد تخيل حوار زي ده بيضحكني من كتر ما هو فعلًا خيالي!
نفس الشخص المجهول بيسأل مديرة نفس الشركة نفس الأسئلة، ومش هيكون تخيلي لأنه بيحصل تقريبًا لكل واحدة بتعمل حاجات كتير في نفس الوقت زي الدراسة والشغل، أو الدراسة والشغل والجواز، أو الدراسة والشغل والبيت والأولاد والعمل العام أو العمل السياسي.
“موظفة ناجحة وست بيت فاشلة”.
ليه مكتبتش “بس” بدل “و”؟
خدناها كده في المدرسة: الواو تثير العطف، قصدي تفيد العطف.
وده معناه إن عادي نجمع بين الحالتين، وإن مش شرط تكوني موظفة ناجحة إنك تكوني ست بيت شاطرة!
ليه؟ لأنك إنسانة.
عادي تكوني مبتعرفيش تعملي حاجة معينة، أو حتى مش حابة تكوني بتعمليها، من غير ما حد يقول إزاي مبتعمليهاش ويتّهمك بالفشل، أو يصقفلك لو عملتيها ويمدح قدراتك ومهاراتك، كأنك اخترعتي اختراع.
محدش بيستنى من الزوج يوفق بين شغله وبيته، لكن شرط أساسي إن الزوجة تشتغل هو إنها توفق بين ما يسمى بواجباتها المنزلية وشغلها، بالرغم من إن واجبات المنزل في عالم موازي متقسّمة على الاتنين اللي عايشين جوة البيت ده، الاتنين بيشتغلوا والاتنين بيراعوا بيتهم وأسرتهم، والاتنين بيربوا الأطفال، وبالتالي مبيبقاش غريب إنهم يعملوا حاجات كتير في نفس الوقت، ومبيتسألوش إزاي قادرين يوفقوا بين شغلهم وحياتهم الزوجية.
الخلاصة:
الموظفة الناجحة مش لازم تكون ست بيت شاطرة، مش لازم تكون ست بيت خالص.