عين الحسود فيها عود ..وكمنجة

1490

كام مرة قابلتي واحدة صاحبتك مشوفتيهاش من فترة طويلة، وأول ما شافتك قعدت تشتكيلك من خطيبها أو جوزها مر الشكوى، وكل ما تسأليها عن حاجة تتنهد وتقولك بلا نيلة؟

 

كام مرة صاحبتك خرجت مع خطيبها أو جوزها ورجعت من الخروجة كلمتك وقالتلك دي كانت خروجة منيلة ونكّد عليّ واتخانقنا مرتين وربع؟

 

كام مرة خطيب أو جوز صاحبتك اشترالها هدية حلوة ولما شفتيها معاها قالتلك إنه جايبها عشان كانوا متخانقين خناقة زي الزفت وإنه مبيفهمش في الذوق وفاكر إن الهدية هتنسيها الزعل؟

 

كام مرة صاحبتك فاجئتك بخبر خطوبتها أو جوازها بعد ما قعدت تمهدلك شهور إنهم احتمال يسيبوا بعض لأنها “خلاص مش طايقاه ولا عارفة أعيش معاه”؟

 

النموذج ده من الستات والبنات موجودين كتير أوي حوالينا، شخصية البنت اللي تقعد تشتكيلك من شريكها وتحسسك إنها عايشة حياة صعبة أوي أحسن لو قالتلك إنها مبسوطة إنتي ممكن تحسديها وتفقعيها العين التمام تجيبيها الأرض.

 

المشكلة لما ده يحصل من المقربات، والأسوأ على الإطلاق إنهم بيتبعوا الأسلوب ده خاصة مع اللي لسه متجوزوش ولا اتخطبوا، يعني تلاقي الواحدة من دول لو شافت صاحبتها ولا قريبتها اللي لسه سينجل تخبي عنها أخبارها الحلوة، ولو اضطرت تقول حاجات عن حياتها العاطفية تلاقيها بتقلب الحقايق خوفًا من الحسد.

 

مش هتكلم في الدين، عشان الموضوع مش محتاج فتاكة عشان نقول إن مفيش دين في الدنيا بينكر إن كل شيء بإيد ربنا، وإن حتى لو الحسد موجود فربنا موجود، وهو أكبر وأقوى، ولا حتى هتكلم في الإنسانيات وإنه عيب أوي نجرح بعض بالعمايل السودا دي، أنا هتكلم في حاجة تانية خاااااااالص.

 

أنا عايزة أوجه كلامي لكل واحدة فاكرة إنها لما تقولي أخبارها الوحشة وأد إيه هي مش مبسوطة مع خطيبها أو جوزها هتحمي نفسها من عيني الوحشة، ولكل واحدة بتخبي أخبارها العاطفية عن كل واحدة سينجل.

 

عايزة أقولك -يا قرشانة- إنتي كده وحيدة أوي، قوليلي إيه لازمة حياتك اللي بيحصل فيها حاجات حلوة أو حاجات وحشة وإنتي مش بتشاركيها مع حد؟

 

مبسوطة وإنتي لوحدك؟ خايفة من كل الناس أحسن تحسدك ومخبية أخبارك عنهم وطول الوقت بتشتكي؟ بتبقي مبسوطة لما خطيبك أو جوزك يجيبلك هدية حلوة أوي وتبصي حواليكي متلاقيش حد تشاركيه الفرحة دي ولا تحكي قد إيه خطيبك أو جوزك بيحبك أوي؟

 

إنتي كده مبسوطة؟

 

طب لو جوزك سمع أد إيه إانتي بتتكلمي وحش عن تجربة الجواز، هيحس إنه فخور بيكي؟ هيفرح إنك مخلية صورته قدام الناس إنه راجل مش ناجح ومش قادر يسعد مراته؟

 

وإنتو يا بنات، يا اللي بتقابلوا ناس أول لما تشوفوهم تشتغل ف دماغكو أغنية “متحسبوش يا بنات إن الجواز راحة”، عايزاكو أول ما تلاقوا الواحدة من دول داخلة عليكو بالأسطوانة المشروخة تجرّوا الأغنية في دماغكو وتشغلوا الحتة بتاعة “قولولنا يا نصاح مين في الحياة مرتاح حتى الحمام اللي طاير عنده تعب ف الجناح”.

 

كل ما واحدة تكلمك عن مشاكلها في جوازها، بصيلها وارفعي عينيكي للسما وابتدي دندني، هتبصلك باستغراب وتقولك إنتي بتقولي إيه؟ قوليلها بغني، بلاش أغني؟ 

 

كل ما واحدة من إياهم تبتدي تشغل أسطوانتها المشروخة، بصيلها بمنتهى التأثر واسأليها “مكملة معاه ليه؟ يا حراااااااام! إنتي ضعيفة أوي وصعبتي عليّ” وسيبيها وامشي.

 

كل ما واحدة من دول تبتدي تكلمك عن أد إيه العلاقات العاطفية سيئة وتبقي متأكدة إنها بتخزي العين عنها، شوّحي بإيدك في وشها وقوليلها “مجتمع ذكوري متعفن وإنتي وأمثالك من المقهورات مهيضات الجناح اللي مخلية الرجالة يستغلونا”.

 

يعني من الآخر، استهبلي، كل ما واحدة من مهووسي الحسد تمسك دماغك وتبتدي تلعبلك فيها، سوقيلها الهبل ع الشيطنة، الاستهبال حلو في الحالات اللي زي دي.

 

وخليكي متأكدة إن أي ست مبتتكلمش عن سعادتها وبتحاول تخبيها خوفًا من الحسد، هي في الحقيقة مش خايفة من الحسد أد ما هي خايفة أحسن تكون مش سعيدة في الحقيقة ولا حاجة.

 

وخليكي فاكرة إن الست اللي سعيدة في حياتها وفي علاقتها بس مبتحبش تتكلم كتير، عمرها ما هتكرهك في الجواز والعلاقات، دي آخرها تبتسملك وتقولك “ومهما نتعب نقوووووووول..تعب الحبيب رااااااااااحة”.

المقالة السابقةمن إنسان إلى نمرة.. هنا ولد الإبداع
المقالة القادمةالمجموع وحده لا يكفي
إنجي إبراهيم
كاتبة وصحفية مصرية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا