عزة علامة وملهمات أخريات

431

إلى عزة وميريهان.. دُمتم ملهمات.

وكل الشكر لمُسَببّات ومُسَـبَّـبات الإلهام.. عسى الله أن يجعلنا منها لآخرين.

 

“عزة علامة” أو “زوز” كما أحب أن أناديها، ألقبها في مُخيلتي بعلبة الألوان أو قوس قُزح، هي الشخص الوحيد على ظهر هذا الكوكب اللعين الذي ما زال يستطيع إلهامي باستمرار وحماس. حتى أن ذكرى لقائنا الأول والذي مر عليه ما يقرب من سبع سنوات ما زالت طازجة برأسي وأراها طوال الوقت مُدهشة ومُلهمة بشكل لا يُصدق وغير قابل للنسيان.

 

أرسل لعزة قائلة “محتاجة أتكلم معاكي” فقط! تلك الجملة السحرية التي أعرف أنها ستفك أسري مما أنا مغلولة داخله أيًا كان ما هو، أقابلها، أتحدث، وأتحدث، أخبرها بكل شيء، حتى ما أخجل منه من نفسي دون أي خوف من أحكام مسبقة. تسمعني بمنتهى الحماس والتركيز ثم ترفع عن كاهلي بكلمات بسيطة وسحرية كل الأثقال التي أُحمِّلها لنفسي، وأيًا كانت مدة الوقت الذي أقضيه معها فأنا دومًا أتركها وأنا أكثر خفة وحبًا للحياة، لأجدني أتخذ قرارات كثيرة كنت أخالني لا أقوى عليها، لكن كيف لا وهي التي تُلهمني الخطوات فتمنحني صَك الاستمرارية.

 

ملهمات أخرى

الشَجَــن.. نعم لم تُخطئوا قراءة الكلمة، فالشجن قادر على أن يلهمني بمنتهى الهدوء والرقة. الشَجَن في أي شيء وكل شيء، تجربة شخصية، قطعة موسيقية حزينة، عزف منفرد لآلة تبكي وحدتها/ وحدةصاحبها، أغنية تَمس روحي ولو بكلمتين، نظرة عين تقول كل ما لا تنطقه الشفاه، كلمات على لسان أبطال فيلم أو رواية.

 

يقول المعجم إن الشَجَن هو حزن النفس وغَمّها، لكني لا أُعَرِّف الشَجَن بالحزن، ربما يكون الحزن هو أحد أسباب شجون النفس لكنه ليس الشَجَن ذاته. فبعد بعض الوقت من الحزن خصوصًا حين تعجَز النَفس أو تُصاب بالعَجَز تصل الروح إلى حالة من اليأس الــمُر، ثم يليها اليأس الجميل فتَزهَد، تَزهَد دون أي شعور بالنقمة أو الغضب أو الرغبة في الانتقام، رُبما يبدو ذلك شبيهًا ببعض الأجواء الصوفية أو رُبما لا! لا أدري. أيًا كانت تلك هي الحالة التي أقصدها حين أُفكر بالشَجَن الذي يُلهمني.

 

السيناريو والحوار في الأفلام – المسلسلات – الكتب – الحياة، فالحوار هو البطل الرئيسي وأقوى العوامل المؤثرة على استمرارية أي علاقة، ولأني تستهويني العلاقات البشرية والتفاصيل الإنسانية البسيطة بين السطور فكان طبيعيًا جدًا أن يحفر كل/ أي حوار صادق وتلقائي مكانًا له في قلبي وعقلي وحكاياتي.

ليصبح شيئًا هامًا ومصيريًا بالنسبة إليّ، ليس فقط لأنه قد يُلهمنى أفكارًا جديدة أو يفتح لى طُرقًا كنت أخالها من ضرب الخيال، ولكن لأنه كذلك قادر على أن يصيبني بالتَوَحُد مع الأبطال/ الحَدَث/ الكتاب/ العمل الفني، لدرجة عدم القدرة على الانفصال عنه فترة طويلة. وفي الواقع لا يُضايقني ذلك، بل يمنحني الكثير من المتعة والرؤية والبصيرة ما يكون كافيًا أن يمنحني “أوفر دوز” إلهام.

 

البساطة في كل صورها: في التعبير عن المشاعر، إخبار آخرين بالحقيقة، الحديث مع النفس، اختيار أسلوب الحياة، التعامل مع الأزمات، إظهار الـجَمال، وحتى في طريقة اللبس.. كلما زادت البساطة زاد شعوري بمدى تأثير الشيء واختراقه قلبي. ذلك الشيء “السهل الممتنع” الذي نقف أمامه من فَرط بديهيته نشعر بالدهشة والعَجز والإعجاب.

 

ميريهان: مؤخرًا اقتحمت عالمي الفيسبوكي بنت اسمها ميريهان، جميلة الروح والشكل، تحرص طوال الوقت على مشاركتنا صور ملونة تقع في هواها، دون أن تعرف أنها بتلك الصور والألوان تمنحني -أنا على الأقل- جرعة من البهجة والإلهام صرت أنتظرها -يوميًا- بانتظام لأجعل يومي أجمل.

 

ويظل الــمُلهِم الأكبر لي منذ الطفولة وحتى هذه اللحظة، هو البحر، البحر، البحر…

المقالة السابقةليه الست بترضى بالعلاقات المسيئة؟
المقالة القادمةمحاكمة ذات
ياسمين عادل
امرأة ثلاثينية متقلبة المزاج، أعشق الرقص على السطور كتابةً، أُحب الفن بمختلف أنواعه وأعيش عليه. والآن كبرت وصار عليّ أن ألعب في الحياة عشرات الأدوار طوال الوقت، لأستيقظ كل صباح أُعافر حتى أستطيع أن أُحاكي بهلوانات السيرك فأرمي الكُرات المُلونة بالهواء ثم ألتقطها كلها في آنٍ واحد.

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا