لكل حامل فاكرة نفسها أتخن واحدة في الدنيا وبتقول معقول فيه أتخن!
آه فيه.
(مع الاعتذار لفيروز).
مين فينا مكانتش وما زالت بتعاني من تنميط الجمال والأفكار المجحفة المحطوطة لتكدير الستات وتصعيب عيشتهم أكتر ما هي صعبة؟
المجتمع والناس ماسكينلك مازورة بيقيسوا بيها كل سم في جسمك! تخنتي شوية، خسيتي بزيادة، سمرا أوي، بيضا لدرجة البهتان، قصيرة قزعة، طويلة وهبلة… إلخ. هو مين أصلاً اللي حط المقاييس دي؟ يطلع ابن مين يعني؟!
لو الجمال له مقاييس ثابتة مكانتش كل واحدة هتلاقي حد يحبها ويشوفها أجمل بنت في الدنيا زي ما هي كده، لولا اختلاف الأذواق لكانت البنات بارت، والأولاد كمان!
ده لو هنتكلم من منطلق أنا وحشة فمحدش هيحبني، ولو إني من أنصار نظرية اللي ميحبكيش زي ما إنتي ارميه ورا ضهرك وبدون تردد.
كنت كتبت مقال قبل كده بعنوان أنا حلوة وعارفة إن أنا حلوة اتكلمت فيه عن إن جسمنا ملكية خاصة، وإن صورتنا عن نفسنا من جوة ومن برة لازم تبقى ناتجة عن قناعتنا الشخصية، مش نتيجة لآراء اللي حوالينا.
النهارده هكلمكم عن حاجة في نفس السكة دي، بالتحديد عن جمال الستات الحوامل.
زمان مكانش عندي أي مشاعر سلبية أو إيجابية تجاه الست الحامل بشكلها وحجمها وكل التغيرات اللي بتحصلها، بس كنت بشوف “بعض” صديقاتي وقريباتي متضايقين من جسمهم وبيتعاملوا معاه على إنه تُهمة
خصوصًا لو أزواجهم بينفروا منهم عشان تخنوا ومناخيرهم نفشت ورجليهم ورمت.. وما إلى ذلك. وده شيء في غاية السخافة وقلة الذوق، لأن دي مرحلة الست مش مختارة أوبشناتها بمزاجها، دي بتنزل باكيدج حضرتك!
تجربتي مع الحمل
خليني أحكيلكم عن تجربتي مع الحمل كمثال للي عايزة أوصله:
أنا واحدة طول عمري رفيعة، وفي مرحلة كنت رفيعة بزيادة، لدرجة إن الناس كانوا بيفتكروني في إعدادي أو ثانوي وبيطلبوا مني أتخن شوية، وفضلت أول سنتين جواز بَخِس لدرجة إني وصلت 52 كيلو، وده أقل كمان من وزني المثالي!
بسبب الحمل ولظروف صحية معينة مصاحبة تخنت جدًا، جدًا، على آخر الحمل كنت بقيت 3 في بعض، وصلت لـ89 كيلو، مع العلم إني ولدت بدري شهرين، يعني كان ممكن أتخن أكتر بس ربنا ستر!
تقدروا تقولوا وبمنتهى الإنصاف إني كنت بقرة متحركة، أو مش متحركة أوي، لأني كنت بمشي سلو موشن بسبب وزني. ولأني قصيرة فكنت مدكوكة كما الكورة، وكان نفسي يخترعوا الحركة بالدحرجة، لأن مجرد النزول من ع السرير كان بيبقى مشكلة بالنسبة ليّ ونهجان وصعبانيات، لدرجة إني ساعات لو وقع مني حاجة وأنا لوحدي حتى لو في الشارع بقعد أفكر إزاي حياتي تمشي من غيرها لو سبتها لصاحب نصيبها، بدل ما أوطي وأجيبها في عملية انتحارية محفوفة بالمخاطر.
طبعًا وزني كان مسببلي مشاكل لأني مش متعودة ع الوزن ده، وكان أغلب الناس بيفتكروني حامل في عدة توائم (بنتي اتولدت 1700 جرام بس بالمناسبة)، وكنت بسمع ملحوظات من عينة “شكلك صعب أوي”، “عمرنا ما شوفنا واحدة حامل كده”، “بمنظرك ده يبقى حامل في ولد”.. وهلّم جرّا.
تعرفي على: أهم 10 نصائح للحامل: نصائح طبية للحامل لأول مرة في الشهور الأولي
كل البنات حلوين
بدون مبالغة أنا عمري ما حسيت إني جميلة أد ما حسيت ده أثناء الحمل، كان عندي شعور بقمة الأنوثة، آه والله.. وإني بَشِّع طاقة جمال ونور رهيبة بتخليني مبتسمة رغم تفاصيل حملي المأساوي.
كنت حاباني وحابّة شكلي، ومش بفكر إني هخس كل ده تاني إزاي، أو هل مناخيري هترجع زي الأول، أو يا ترى جوزي لسه مالية عينه ولا لأ! كنت مصدقة إني جميلة وقتها -وما زلت- فبتصرف من المنطلق ده، ورغم وزني الأوفر كانت كل حاجة مدياني شعور بالخفة.
وعشان أكون صادقة معاكم، لما ببص دلوقتي لصوري أثناء الحمل خصوصًا في الأواخر، بستغرب إزاي كنت شايفاني جميلة، شكلي مرهق جدًا، تخينة فعلاً بشكل لا يصدكه عكل، ومناخيري كبيرة أوي!
لكن ما زلت ببتسم كل ما أفتكر المرحلة دي، ونفسي أحس تاني نفس شعوري بجمالي وقتها. وحاليًا بقيت لما أشوف أي ست حامل ببصلها بابتسامة من قلبي وأنا شايفة -فعلاً- الهالة اللي حواليها، وبيكون نفسي أروح أقولها “الله! إنتي حلوة أوي على فكرة”.
اقرئي أيضًا: من حق الحامل تتدلع
الجمال الحقيقي ينبع من الداخل
إن جمالنا فعلاً بينبع من جوانا، صدقيني، لو حاسة إنك جميلة متستنيش تاخدي تأكيد على ده من حد، مش لازم نبقى سوبر “مزز” وكل الناس شايفانا آية في الجمال عشان نقتنع إننا حلوين أو نحس بأنوثتنا. مش بقولك اتخني أو سيبي نفسك أو حتى متحاوليش تحسني من صورتك، بس اللي أقصده إن اعملي ده لو إنتي فعلاً شايفة إنك محتاجاه، متعمليهوش عشان تعجبي سين من الناس. ومتخليش ثقتك بنفسك معتمدة على رأى الآخرين فيكي، لأن يوم ما رأيهم هيتغير لأي سبب ساعتها هتخسري، آه رأي اللي حوالينا مهم، لكنه مش الأهم، هو جزء من اللوحة، مجرد جزء، إنتي لوحدك اللي عندك باقي المفاتيح عشان الصورة تكمل.
اقرئي أيضًا: الحمل والصيف: دليلك لإجازة آمنة وممتعة
متسيبيش نفسك للرسايل الخارجية هي اللي تحدد صورتك بالظبط المفروض تكون إزاي، إحنا مش باترونات ولا اصطمبات، متصدقيش أبدًا إن فيه قوالب ثابتة ومقاييس مجمدة لأي حاجة في الدنيا، مش بس الشكل والجمال. وخليكي متأكدة إن كل حاجة ليها حلاوتها، عوّدي عينك تلقط التفاصيل والجمال فيكي وفي اللي حواليكي، ساعتها بس هتقدري تشوفي نفسك وكل البنات حلوين، وتحطي صباعك في عين أتخن تخين يقول غير كده.. حتى لو كان جوزك.