امبارح كان عمري 20

360

امبارح كنت بملا استمارة بياناتي ووقفت شوية عند خانة السن، اتخضيت لما اكتشفت إن خلاص مبقاش ينفع أكتب 29، كلها أيام وأبقى 30، فكتبتها بعد شوية محايلة على نفسي، وقعدت أبص عليها.. كنت مستغرباها قوي.

 

صحيت من النوم حاسة بخوف وقلق وخنقة، بصيت في النتيجة لقيت باقي 10 أيام بس وأبقى 30، حاسة إنها خط فاصل في الحياة، زي الـ20 ما كانت خضة بالنسبة لي برضو. قفلت 10 سنين زيادة! وهبطل أكتب 2 في عشرات سني.

 

حاسة إني خايفة قوي يكون فايتني حاجة، أو إني أندم إن فيه حاجة ملحقتهاش أو معملتهاش، حاسة إني هنزل من قطر ومعايا حاجات كتير قوي عايزة ألمها وآخد اللي هحتاجه وأسيب اللي حاساه مش هيلزمني، وخايفة قوي أنسى حاجة مهمة والقطر يمشي. فده مخليني قلقانة ومتوترة وحاسة إني لازم أقوم أعمل حاجة، إيه هي معرفش، بس حاسة إني لازم أقوم أعمل حاجة! حاسة إنها رحلة لعالم جديد مش عارفة هعرف أندمج فيه ولا لأ!

 

فاكرة عيد ميلاد خالي الـ30، كنت تقريبًا عندي 8 سنين. معلق في دماغي قوي إنه في اليوم ده كبر ودخل التلاتينات، ومن يومها وأنا ثبتت في دماغي صورة الـ30 كبيرة، زي ما كنت شايفة خالو ساعتها، ومتضايقة إن لو حد عنده 8 سنين شافني ممكن يشوفني كبيرة زي ما كنت شايفة خالو كده.

 

مش عارفة إزاي عدا 10 سنين كده بالسرعة دي! 2007 كنت في رابعة كلية، حاسة إنه كان من 3-4 سنين مش أكتر، وخايفة قوي إن الـ10 سنين الجايين يجروا بنفس السرعة دي، واللي بعدهم واللي بعدهم وألاقي عمري خلص.

 

مع إني ساعات بحس إن فيه جوايا واحدة 35-40 سنة. عشت حاجات كتير كبرتني وخلتني عايشة من جوايا في مرحلة أكبر. بقلق من حاجات اللي في السن ده هما اللي بيقلقوا منها، بفكر وبشيل مسؤوليات بتاعة السن ده مش مسؤوليات عشريناتي. بنبسط لما أدخل في وسط ناس في السن ده وأحس إني واحدة منهم.. ده جزء مني بحبه وبستمتع بيه جدًا، يمكن اللي بيخليني مقلقش في الوقت ده إن بيبقى عندي خط رجوع، بروح وأرجع منه بمزاجي، يمكن أنا خايفة دلوقتي عشان حاسة إن دلوقتي مفيش رجوع!

 

بقول لنفسي إنتي مش أول واحدة تتم الـ30، عندك أصحاب كتير سبقوكي ولسة شايفاهم شبهك، وإن عمرك مش بالأرقام، عمرك بعمر روحك. فيه ستات عندها 50 و60 سنة وروحهم شباب يمكن أكتر منك، لسة بتهتم بنفسها وبتضحك وترقص وتنبسط وتسافر ومبتسمحش لحاجة توقفها، وإن الست بتبقى في أحلى شكل ليها بين الـ35 والـ40، فأنا لسة قدامي سنين هبقى أحلى فيهم.

 

وساعات بقول لنفسي يعني إنتي النهارده 29 بكرة 30! في اليوم ده إيه هيحصل يعني يكبرك! ده يوم زي أي يوم، كان ممكن متاخديش بالك إنه جه أصلاً! ساعتها مكنتيش هتقلقي، صح؟! كلام منطقي والله! هو إيه اللي هيختلف غير رقم بيتكتب في استمارة بياناتي؟! أنا هي أنا! هيفضل جوايا لسة “رودي” اللي عندها 8 سنين، و”رضوى” اللي حاسة نفسها 38.. بالعكس، دي ممكن تكون فرصة توريني الدنيا بنضارة جديدة.

 

نفسي التلاتينات تساعدني أتصالح مع نفسي ومع الدنيا أكتر، وتساعدني أكون بني آدمة بتعرف تقبل الخسارة والفشل، وأقدر أجازف أكتر وأخرج برة دايرة راحتي وأغلب قلقي وأعيش، وإنها تديني ثقة وشجاعة أكتر ورضا وراحة واستقرار وسعادة، وقطة وشقة قريبة من شغلي. 

 

وأتمنى إن التلاتينات تكون فرصة تخليني أرتب دولاب حياتي من جديد، بثقة أكبر في إني بقيت عارفة إيه اللي أنا محتاجاه دلوقتي فأخليه، وإيه اللي خلاص مش محتاجاه فأرميه، وإن اللي هيضيع مني لو احتاجته في يوم من الأيام هقدر أجيب زيه، ولو معرفتش هقدر أكمل من غيره.

 

المقالة السابقة6 طرق سهلة وسريعة لتزيين حلويات الهالوين
المقالة القادمةإيه هي أسباب الإصابة بالاكتئاب أصلًا؟

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا