أيوة بجد مش هزار، الستات عايزة عفريت أو مارد، جِنّي من بتوع الحكايات الخيالية.
جِنّي ينضف البوتجاز والشفاط اللي فوق البوتجاز ويشيل البطاطين في الصيف ويطلعهم في الشتا، يمسح البلاط وينضف الشيش ويغسل الزجاج، ويشغّل الغسالة وينشر الغسيل ويلمه ويطبقه ويحطه في الدواليب، ويرتب السراير ويغيّر الملايات ويطبخ ويغسل الأطباق ويلم الهدوم من ورا الأولاد ويرتّب الجزامة، ويشتري الخضار ويجهزه ويحطه في الثلاجة.. طبعًا كل اللي يسمع الكلام ده هايقول خيال ومش حقيقي.
لكن المفاجأة إن العفريت موجود.. والجِنّي متوفر بس إحنا مش واخدين بالنا.
هقولك إزاي.. العفريت موجود لما تتعلمي تبقي مديرة بيتك، مديرة فعلاً بحق، يعني تعَلَمي جوزك من بداية الزواج إن شغل البيت ومسؤوليته ده شيء مشترك، يعني مفيش مانع إنه يرتب دولابه، أو يغسل كوبايته، يحط هدومه اللي عاوزة تتغسل في المكان المخصص ليها، إنه ممكن يساعد في إعداد الطعام مثلاً ويتعود إنه ده شيء عادي.
وفيه عفاريت تانية، أولادك لما تدربيهم من صغرهم إنهم يرتبوا أوضتهم وسرايرهم، ويجمعوا لعبهم ويكون ده شيء أصيل في طبعهم، باختصار كل العيلة تكون بتشارك في شغل البيت، يعني العفريت والجني موجودين، لكن لازم يتربوا من بداية الزواج.
سامعة حد بيقول هو الزوج والأولاد همّ العفريت؟ لا طبعًا لكن لو بيقوموا بدورهم الستات مش هيحتاجوا لا جني ولا عفريت.
حسيت بده لما صديقة ليَّ مرضت وسألت عليها قالت إنها تعبانة جدًا جدًا ومش قادرة تعمل شغل البيت، قولتلها فين جوزك؟ قالت ده مبيعرفش يسقي نفسه كوباية مية، والأولاد؟ قالت عمرهم ما دخلوا المطبخ رغم إن سنهم كبير.
حسيت بده جدًا لما صديقة ليَّ جاتلها فرصة لرحلة جميلة مجانية في مكان فخم واعتذرت لأنها مش قادرة تغيب عن البيت، وكان ردها الحزين “مين هيأكل جوزي والأولاد؟” رغم إن أولادها في سن كبيرة.
حسيت بده جدًا لما أختي الكبيرة جاتلها بعثة للدراسة ثلاث شهور في لندن وتركت أولادها مع زوجها وقام هو برعايتهم على أكمل وجه لغاية ما رجعت وهي في قمة السعادة.
الستات عايزين عفريت يساعدهم في شغل البيت؟ لا الستات مش عاوزين عفريت، الستات عاوزين زوج متفهّم وأولاد متعاونين. شغل البيت مسؤولية مشتركة.. لازم الكل يشاركك فيها.
الست لازم تعمل كده وإلا هييجي في يوم تتعب وتقع، وساعتها مش هتلاقي حد يساعدها، الست مسؤولة تربّي العفريت وتكبّره عشان يساعدها، الستات عايزين، رغم إنهم قادرين.