الدليل الشِعبي لتجنب الوكسة في 2017

429

ندى

 

تنويه واجب:

هذا المقال ليس للمخطِطات، ولا الناجحات، ولا الناهضات عن السرير مع أول رنّة للمنبه، ولا الفتيات الحالمات اللاتي يستيقظن على أقواس قزح تتراقص في غرفهن.

هذا المقال للكسولات، المتأخرات، للشقيانات خلف أحلام عصيّة، هذا المقال لمن لم تحضر يومًا اجتماعًا في موعده، ولم تعد لبيتها يومًا بحذاء نظيف، لمن تكمل نصف ارتداء ملابسها بيد واحدة والهاتف في الأخرى تخبر أصدقاءها أنها في الطريق، هذا المقال للمسوّفات أمثالي.

 

لكل ناجية خرجت تزحف على ركبتيها من 2016، ولم تستوعب حتى الآن أن ذلك العام بكل كوارثه قد انتهى، لكل منهكة تمامًا من الخيبات المتكررة إلى مرحلة يصعب معها ليس فقط تحديد أهداف للعام الجديد، بل إيجاد طاقة تكفي للخروج من تحت البطّانيّة.

 

لكل من لا تفتح كتاب المادة إلا ليلة الامتحان، للراكضات دائمًا خلف موعد التقديم النهائي بدقائق، أهديكِ الدليل الشِعبي لكي لا تمسحي بورقة أهداف العام الجديد زجاج النوافذ في ديسمبر القادم (مشيها زجاج النوافذ).

 

الخطوة الأولى: إنتي مسوّفة.. وهذا ابتلاؤك

تشبه هذه الخطوة التعريف الذي يقوم به المدمن في بداية جلسة العلاج الجماعي، اعترفي لنفسك أنك مسوّفة، وتحتاجين لخطة من نوع خاص لتتخلصي من قردك وتحققي أحلامك.

والتسويف يا عزيزتي حالة معروفة عالميًا، أصل تسميتها من كلمة “سوف”، وهو “الرمي لبعدين”، أتتذكرين إرشادات كتاب القراءة في المرحلة الابتدائية؟ ما أنتِ عليه هو النتيجة الطبيعية لعدم العمل بالحكمة الأولى في ظهر الكتاب: “لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد”.

 

أما عن القرد السابق ذكره، فهو شبح تضييع الوقت الشرير (ومشيها تضييع الوقت برضك)، ذلك الدافع المجهول في عقلك للهو واللعب والذي يقفز في أي وقت ويسرق منك ساعات وساعات دون أن تلاحظي، فقد تبدأ جلستك الدراسية بك تبحثين عن معنى كلمة على جوجل، وينتهي بك تشاهدين آخر فيديو نشرته فيفي عبده من صالون بيتها.

*فكرة القرد مأخوذة عن حديث ملهم في تيد بعنوان Inside the mind of a master procrastinator.

 

الخطوة الثانية: النظرية الموزية لتنفيذ الأهداف السنوية

اعترفنا بالقرد؟ لننشر له الموز إذًا! وهذا يعني أن عليكِ فتح شهية نفسك للإنجاز (خلونا نتكلم كفنيين) لا أحد خرج من 2016 بجنيه طاقة يكفي أن يحفز به نفسه، لذا فأنتِ بحاجة لنجاح سريع يعطيكِ دفعة للأمام.

 

– الأهداف التافهة:

لا تتقمصي روح هدى شعراوي أوي كده، وخذي الأمور ببساطة، امزجي أهدافك بين خطط تطوير المستقبل، وخطط تطوير شعرك، أو مهارات رسم عينك مثلاً، عمل الكب كيك.. اختاري الهواية التافهة الأقرب لشخصيتك، وضعي هدفك الأول والثاني أن تتعملي صناعة شيء جديد في المجال التافه المفضل لك، وجود هدف سهل وممتع ومحبب للنفس سيساعدك على بدء العمل، والنتيجة المبهجة ستجعلك تعودين للمزيد.

اقتراحي الشخصي: غيري في ديكور غرفتك، أضيفي بعض الألوان لشيء تنظرين إليه كل يوم، ابحثي عن أرخص وأسهل فكرة متاحة ونفذيها، بهجة وإنجاز مضمونين.

 

– علّقي الجزرة:

سيكون من الغباء بعد أن اعترفتِ بأنك مسوّفة أن أنصحك بعدم التسوّيف، بل سوّفي أكثر.

سوّفي لنفسك بعضًا من المتعة المتوقعة، وضعي حدوثها شرطًا لإنهاء مهمة سخيفة، حضري وجبة أو فيلمًا أو مكالمة هامة، على أن تفعليها بمجرد إنهاء المهمة السخيفة، ضعي الهدف أمام عينيكِ (الوجبة طبعًا) لتكون هي الجزرة التي ستحركك للأمام.

 

الخطوة الثالثة: أنا مش كريم أنا كرم

تأكدي أن أهدافك ليست أمنيات، والأمنيات هي أحلام وردية عالية وواسعة ولا توجد طريقة عملية وفعلية لتنفيذها، كأن تعمري الأرض أو تلوني بالحب حياة الناس، أو تخرجي من شارع فيصل في 10 دقائق، كما لا تضعي أهدافًا يعتمد تحقيقها على طرف آخر أو تغيُّر وضع قائم، مثل انخفاض سعر الذهب، هي أهداف من الظاهر فقط، وفي باطنها أماني.

 

الخطوة الرابعة: عزيزي الديدلاين

أعرف أن هذه الكلمة تصيب برعشة خفيفة في أطراف كل مسوّف، إلا أن علينا أن نعترف، لا شيء يُخرِج منا أي إنتاج حقيقي إلا المواعيد النهائية للتسليم ونفاد الوقت والتهزيء المحتمل، ومشكلتنا الأساسية أن أحلامنا ليس لها موعد تسليم نهائي، لذا يركض العام خلف الآخر وهي مجرد أحلام.

 

– عيِّني مديرًا:

اختاري شخصًا مقرّبًا منك، وعينيه مراقبًا على تطور أدائك، وليكن سخيفًا وزنانًا وطويل البال، حتى يعوّض غياب الديدلاين في حياتك، ويُنصَح بأن يكون شابًا، لتخجلي أن تعتذري منه كثيرًا، أو تظهري وجهك المسوّف أمامه.

 

المقالة السابقةموضة خريف 2017 لأناقتك بالحجاب في الجامعة
المقالة القادمةهل الأحلام تتحقق في الواقع؟ وكيف يمكن تحقيقها
ندى محسن
كاتبة وصحفية مصرية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا