اعترافات مدرسية متأخرة جداً

398

زمان من ييجي تسع ست سنين كدة لما كنت في المدرسة، أيوة منا لسة مخلصة تعليم قريب – مشيها قريب – كنت مثال للبنت الهادية ومكانش ليا أي مغامرات خالص.

كنت بسمع كلام ماما وكلام المدرسين وكنت بذاكر باجتهاد ومكنتش بعمل مشاكل في الفصل إطلاقاً، كنت نسمة كدة، نسمة.

CUUUUUUUUUUUUUUUUUT  هايل يا فنانة، ندخل عالحقيقة بقى؟؟

في الحقيقة انا كنت هادية فعلاً، لأسباب كتير يعني مش كلها أسباب مفرحة، بس انا كنت هادية إنما عندي جرايم كتير، في المقال دة بقى هنعمل جلسة تطهير نفسي وهعترفلكوا بجرايمي كلها.

يعني مثلاً في كي جي تو لما اشتكيت الولد التخين لميس نعمة انه ضايقني وأخد حاجاتي مني بالعافية، الحاجات دي كانت عبارة عن بالونة، بس لو كنت اعترفت انها بالونة كانت الميس هتسيب الحوار كله وتقولي إيه اللي مخليكي بتلعبي بالبالونة في الحصة، فانا قلت نص الجقيقة بس وطلعته غلطان وانا ملاك بريء مظلوم يا حرام .

عايزة كمان اعترف لماما إني كنت كل يوم بعد ما بشرب اللبن كنت بقوم ارجعه بالعافية، أنا مكنتش بتعب من اللبن ولا حاجة، بس كنت برجعه كل يوم عشان اقنع ماما بكدة يمكن متشربنيش اللبن، بس إيه بقى، ماما كانت بتتبع مبدأ لا يأس مع الحياة وكانت كل يوم بتشربني كوباية تانية.

عايزة كمان اعترفلها اني طول سنين الابتدائي كنت برمي ساندوتشاتي أول ما اوصل المدرسة، كل يوم لمدة خمس سنين، ساندوتشين جبنة تركي (اللي هي الرومي ) وساندوتشين جبنة بيضا، وساعات بيض بالبسطرمة وساعات لانشون حلواني، في الحقيقة أنا مكنتش بفرق، كله كان بيترمي في الزبالة.

تعرفي على: 7 اعترافات خاصة جدًا لأم عزباء

ماما كانت فكراني بقعد اذاكر من أول يوم في المدرسة، بس دة مش حقيقي، أنا كنت أول ما بستلم الكتب بقعد اقرا كتاب القراءة من الجلدة للجلدة، وكتاب القصة وكتاب الدراسات الاجتماعية، خاصة جزء التاريخ.

أما بقى بالنسبة للوليتا اللي ماما كانت منعانا اننا نجيبها عشان مضرة بالصحة، فانا كنت بشتريها من المحل اللي قدام المدرسة الإعدادي، وكنت بجيب الكبيرة كمان مش الصغيرة.

في الثانوي بقى، ماما كانت بتوصيني اركب القطر عشان متنططش في المواصلات وعشان القطر أمان أكتر من الميكروباصات، ودة طبعاً يخلينا نستنتج اني كنت بركب الميكروباصات كل يوم تقريباً ماعدا الأيام اللي كنت ببقى نازلة بدري أوي.

يونيفورم الثانوي كان جيبة كحلي وبلوزة بيضا وإيشارب أبيض، أنا كنت بلبس إيشارب بيج، ولما كانت ماما بتسألني كنت بقولها انهم مش بيشددوا عاللون، بس هما كانوا بيشددوا الحقيقة لكن الطرحة البيضا كانت بتخلي وشي غامق أوي، فانا كنت بعتبرهم مرحبين بإيشاربي البيج عادي.

طول المراحل الدراسية لما كنت بنام عالسرير وامسك الكتاب واذاكر، أنا مكنتش بذاكر، أنا كنت ببقى حاطة عدد من سلسلة ملف المستقبل أو رجل المستحيل جوة الكتاب وبقراه.

في الكلية بقى، أنا كنت بصحى م النوم مخصوص وارجع البيت متأخر جداً عشان طول اليوم محاضرات، بس في الحقيقة أنا مكنتش اعرف أصلاً الدكاترة اللي بيدرسولنا، من بعد سنة أولى وانا بحضر كل محاضراتي على رصيف الكلية، أو عند هريدي بتاع الأكل، كفاية عليا أوي السكاشن يعني، هينهبوا وللا إيه.

لما كنت برجع من الكلية تعبانة من كتر المحاضرات، أنا كنت ببقى تعبانة من كتر المشي، لإني كنت بمشي أنا ورضوى من الشاطبي لحد محطة مصر، كل يوم.

دي مجموعة من جرايمي اللي كنت بعملها على مر العصور ولحد ما خلصت تعليم، للأسف أكيد مش فاكرة كل جرايمي بس دول كفاية أوي، الذاكرة برضو بقت على قدها شوية.

جرايمي كانت كتير، صغيرة ومبتأذيش حد بس كتير، كنت طول الوقت بعمل جرايم، وفي الحقيقة مكنتش بحس بأي تأنيب ضمير من أي نوع، ودي أهم حاجة في الجريمة، إنك تعمليها وانتي مبسوطة وسعيدة، مش وانتي متكدرة.

بس على رأي صاحبتي، المشكلة الوحيدة في الجرايم دي إنها هتقطع السكة على عيالنا، يعني مش هيعرفوا يضحكوا علينا عشان عملناها قبلهم.

ودلوقتي بقى بعد الاعترافات دي، إبعتولنا انتوا كمان وقولولنا جرايمكم في المدرسة كانت إيه، دعونا نفعل الذكريات يا جماعة.

المقالة السابقة7 تطبيقات تعليمية قبل دخول المدارس
المقالة القادمةماذا تفعلين أثناء الرضاعة؟
إنجي إبراهيم
كاتبة وصحفية مصرية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا