إن مكنتيش تدلعي نفسك مين هيدلعك؟!

1017

لقاء

تم نشرة في 07/13/2017

وقت القراءة : 2 دقيقة

انتهى شهر رمضان الكريم، ولحق به العيد، وانتهى معهما ماراثون أعمال المنزل، الذي نالت كل امرأة نصيبها منه كاملاً، سواء كانت متزوجة يقع على عاتقها مسؤولية بيت وأسرة، أو فتاة تنعم في بيت والدها. في الواقع، كل يوم في حياة المرأة هو بمثابة ماراثون صغير، تحاول خلاله أن تنجز أكبر كم من الأعمال التي لا تنتهي أبدًا، وكأن هذه الأعمال صخرة سيزيف، التي ما إن تصل بها إلى القمة حتى تعود، لتتدحرج للأسفل مرة أخرى. 

 

البيت، الأطفال، أعمال المنزل، المطبخ، العمل خارج المنزل، الدراسة، متطلبات الزوج، متطلبات العائلة… إلخ، أمورٌ تثقل كاهل المرأة حد نسيان نفسها، راحتها، و”دلعها”، فكل ما يتعلق بها قابل للتأجيل، وتظل الأولوية للآخرين. حدّثها عن الدلع، ستحدثك عن الأطفال وحاجتهم إليها، حدثها عن السفر، ستحدثك عن الدراسة التي تنتظر أن تنهي فيها مجلدات، أخبرها أن تشتري فستانًا على سبيل مكافأة النفس، ستخبرك أن مصروف البيت لن يتحمل. هكذا هي المرأة دائمًا، ضميرها يعذبها ولا يترك لها فرصة ولا سبيل لالتقاط الأنفاس، فكيف تقنعها بأن تمنح نفسها القليل من الدلع.

 

عزيزتي المرأة.. “الدلع” ليس ترفًا ولا رفاهية يُمكن الاستغناء عنها، هو أبسط حقوقك في هذه الحياة الطاحنة، هو مكافأتك على عظيم مجهوداتك، هو حق الجسد والروح عليكِ. الدلع هو ساعة راحة تمنحينها لنفسك وسط يومٍ حافل، راحة تحتاجينها لتشحذي هِمَّتك ليومٍ جديد. الدلع هو يوم تسرقينه من شهرك لتجربي شيئًا جديدًا يُذكركِ بأنكِ امرأة، لا آلة خُلقت لتعمل بلا كلل. فليسترح ضميركِ من هذه الناحية، وأخبريه أن بعض الدلع ضروري لتعودي لبيتك/ أسرتك/ أطفالك/ دراستك، بنفسٍ مقبلة على العمل والكفاح.

 

تأنيب الضمير ليس هو المشكلة الوحيدة التي تحول بين المرأة ودلعها، فهناك انتظارها للآخر دائمًا ليقوم بما عليها أن تفعله لنفسها. لسان حال غالبية النساء “الاهتمام/ الدلع مبيتطلبش”، دائمًا هي منتظرة أن يشعر بها الزوج/ الحبيب أو الأب/ الأخ أو حتى صديقة تتفرغ لها لتساعدها في مهمة الترويح عن نفسها. عزيزتي صدقيني، ما حك جلدكِ مثل ظفركِ، فتولي أنتِ أمور تدليلك. لا تنتظري أحدًا، صاحبي نفسك وانطلقي، ربما تكون فرصة للدلع وللتصالح مع ذاتك أكثر.

 

أنا فتاة لم تتزوج بعد، لكن لي نصيبي من أعمال المنزل، أدرس، أعمل، وأعيش في غزة (العيش في غزة جهاد أستحق أن أدلل عليه ما تبقى من العمر) أقول ذلك لأطلعكِ على شيءٍ من مسؤولياتي، وكيف أدلل نفسي لأستطيع أن أستمر. أعرف واجباتي جيدًا، وأعرف حقوقي، وأعرف أن أمام مجهودي الكبير الذي أبذله في حياتي، أحتاج قسطًا من الراحة/ الدلع. ساعة أو اثنتين في اليوم أقضيهما برفقة كتاب وكوبٍ من الشاي، أو فيلم يأخذني داخل حكايته، وزيارة أسبوعية للبحر لأبثه كل همومي. ساعة الراحة تلك “بتغسلني من جوة” على حد قول “فؤاد حامد” في فيلم “كباريه”.

 

أنتِ أيضًا تحتاجين لتلك الساعة، زوري بحرًا أو نهرًا أو أي مسطحٍ مائي في مدينتك، أو حتى اجلسي في حوض الاستحمام ساعة، فللمياه فعل السحر إن كنتِ تراقبينها أو تغتسلين بها. لا تحدثيني عن المصيف الذي أراه اختراعًا فاشلاً، فأنتِ تحملين أطفالك ومنزلك وهمومك لتسافري لمدينة ساحلية تمارسي فيها دور الأم والمراقبة والطباخة. بعض الأنانية تنفع لا تضر، عند الدلع فكري بنفسك فقط لساعة، وبعد هذه الساعة، تأكدي أن مسؤولياتك لن تفارقك، ستجديها بانتظارك فاتحةً ذراعيها، الفرق أنكِ أنتِ من سيُقبِل عليها بعد أن استرحتِ قليلاً، لا العكس.

 

عزيزتي المرأة.. تذكري دائمًا أنكِ تستحقين الراحة والتدليل والدلع. تذكري دائمًا أن هذا حق من حقوقك، وأنكِ بحاجة لمكافأة على ما تبذلينه من جهد. اختاري لنفسك طريقة “التدليع” المناسبة، وفارقي كل همومك مؤقتًا واستمتعي. عليكِ أن تتذكري أيضًا أن تفعلي ذلك في أقرب وقت، قد تتساءلين: لماذا؟ حسنًا، عيد الأضحى يقترب بشدة، ومعه ماراثون التحضيرات المرهِق، لذا خذي هدنة قبل فوات الأوان. 

المقالة السابقةتيجي نحلم بوضع هادي ورقصة لاتنين؟
المقالة القادمة15 نصيحة عشان تدلعي نفسك وقت العِزال

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا