في طريق عودتي من الغردقة شاهدت تمثالًا “لأسد” جميل متقن النحت.
أعجبت جدًا بالنحت الفني الرائع.. ولكن بعد فترة وجدت نفس النسخة من التمثال.. ثم أخرى بعد عدة كيلومترات.. وهكذا.. وفي كل مرة كان يقل إعجابي وانبهاري بالتمثال.
أصابني التكرار بالملل، وسألت نفسي ما هذا؟ لماذا قل إعجابي بالتمثال رغم انبهاري أولًا؟!
إنه التكرار الممل أضعف من جمال العمل الفني.
قلت لنفسي: فعلًا الواحد لازم يبقى مبدع وغير مكرر للأشياء، حتى لو أن ما يكرره جميلًا!
أتكون حالة الملل التي تصيبني أحيانًا سببها أسلوب حياتي المتكرر؟ وقررت أن أفعل شيئًا مختلفًا.
أن أغير فيما أقرأ وأبحث عن الجديد في الكتب، مجالات لم أكن أقرأ فيها، والجديد في الطعام، وما أطهو لأولادي. فاستخدمت الإنترنت للبحث عن الجديد في الشكل والإضافات التي تعطي طعمًا وفائدة للطعام.
وبحثت عن الجديد لإضافته إلى المنزل ليعطي تغييرًا، وتعجبت لماذا لم أفكر قبلًا أن أضيف الزرع وبعض اللوحات البسيطة.. والقليل من الوسادات الصغيرة (الخُدّادِيّات) ذات الألوان المبهجة.. فقد جعلت البيت جميلًا ومختلفًا.
لماذا لا أشتري لنفسي قطعة حُلي (أكسسوار) مختلفة عما تعودت ارتداءه؟!
لماذا لا أجرب مكانًا جديدًا للتنزّه؟ لماذا لا أزور الأماكن السياحية الأثرية أو المتاحف؟ لماذا لا أتعلم مهارة أو لغة جديدة؟
أشياء كثيرة جميلة لم أكن ألتفت إليها، ورغم بساطتها لكنها تضيف إلى الحياة نوعًا من البهجة.
صحيح تمثال الأسد كان جميلًا.. لكن تكراره أصابني بالملل.
ما تعودنا أن نفعله جميلًا، ولكن بالتأكيد هناك الأجمل والأجمل.. يحتاج فقط بعض الجهد لاكتشافه.
اخرج عما اعتدت أن تفعله!
جدد حياتك كل يوم.. عش يومك جديدًا مختلفًا.. استمتع بنعمة الوقت والحياة التي وهبها لك الله! فالزمن لا يرجع إلى الوراء.
ففي جعبتنا الجميل والأجمل، وعلينا أن نبذل مجهودًا في إخراجه.. يوم جميل مختلف