أنا أخطر ست قابلتها، ممكن أهد ثقتي بنفسي بنظرة واحدة للمراية الصبح فيها بصة مش ولا بد، بصة بتفصص صورتي وتصطاد مليون عيب مفيش عين غير عيني بتشوفهم.
أنا أخطر ست قابلتها، عشر دقايق مع نفسي قبل ما أنام كفيلة بإنها تهد سلامي النفسي تمامًا، بسترجع تفاصيل اليوم كلها وأعيد ترتيب أحداثه وأكتشف مليون سيناريو كانوا ممكن يخلوه يوم أفضل، بقعدني زي التلميذ الخايب وألومني على كل غلطة حصلت، حتى غلطات الناس التانيين.
خطورتي بتبان أكتر لما بنجح، بستخبى لنفسي في الركن، وأول ما ألاقيني خلاص بيني وبين النجاح خطوة، هوب بظهر فجأة عشان أقول لنفسي إن اللي عملته حاجة عبيطة وعادية ومتستاهلش الفرحة ولا الفخر، ولو الموضوع كبير ومينفعش أقول كده بقولها إنها ببساطة متستحقش النجاح ده.
كل مرة حد مدحني كنت ببتسم بلطف وأشكره، وبمجرد ما أقعد مع نفسي أكتشف إنها بتصنف الشخص ده إنه إما أهبل أو كداب.
ومع ذلك عندي قدرة غير طبيعية على تصديق كل الانتقادات والتعليقات السلبية وتخزينها بالسنين جوايا، عشان كل ما أشم نَفَسي أفتكرها وأرجع تاني أغطس في دوامة المشاعر السلبية.
أنا شخص خطير جدًا، مخبية في جيبي فقاعة، كل ما بتواجهني مشكلة مبحاولش أقف قصادها، بقولي إني أكيد مش هقدر أحلها، وبستسهل أخرّج فقاعتي من جيبي، وأستخبي فيها وأفضل أصغر أصغر أصغر لحد ما أختفي.
أنا بخاف أوي أقابل ناس معرفهاش ﻷني دايمًا باخد معايا واحدة قاعدة فوق كتافي بتزن في وداني من غير ما حد يسمعها ولا يشوفها غيري، إني أقل من كل الموجودين، وقبل ما أفتح بقي بكلمة بتراجع كلامي وتقولي إنه كلام عبيط وميستحقش التقدير وتحشره في زوري قبل ما يخرج.
كل مرة حد غلط في حقي كانت بتقف قصادي، كأنها مش أنا، كأنها غريب، بتحمر عينيها وتخوفني، وبدل ما أهاجم اللي غلط في حقي بتحول لموقف الدفاع عن غلط معملتوش.
أنا ممكن أعترف دلوقتي إن أغلب المرات اللي اتعرضت فيها لإيذاء في الشارع كنت بلاقيني ناطة بيني وبين الشخص اللي أذاني بحميه مني وبتخانق معايا، وبقولي إن أكيد المشكلة فيّ، في لبسي أو شكلي أوحتى صوت خطوتي.
أنا أخطر ست قابلتها، كل ما بعمل حاجة عيني بتدور ع الحتة اللي ناقصة وتشاور عليها وتكبرها وتطلعلي لسانها.
أنا أخطر ست قابلتها، بصطاد كل الكلام السلبي اللي بسمعه من الناس وأغزل منه لعنة وأعلّقها في رقبتي عشان مخطيش خطوة.
أنا أخطر ست قابلتها ومش عارفة أتخلص منها.
