يُحكى أن بنت جميلة وذكية حبسها وحش منظره مرعب، طباعه صعبة، حاولت تهرب منه فهاجمتها الذئاب، غامر بحياته وأنقذها، فرجعت معاه قلعته لحد ما استرد صحته، كانت حاسة بالامتنان له لأنه أنقذ حياتها. لما كانت بتبص في عينيه كانت بتشوف طيبة وحنان غير اللي باين على شكله وتصرفاته، حَبها، فاداها حريتها، بالرغم من أنها كانت فرصته الوحيدة إنه يتخلص من اللعنة التي حوِّلته لوحش، حبته هي كمان فرجعتله تاني واتكسرت اللعنة، واتحول لأمير طيب وعاشوا في تبات ونبات.
كتير مننا اتأثر جدًا بالقصة دي، وبقى يتغاضى عن تشوهات كتير بيكون شايفها كويس في شخص ما عشان شايف حاجة حلوة في جوهره، على أمل إنه ينجح في تحويل الوحش لأمير زي أمير “بيل” في قصة “الجميلة والوحش”. بس مش دايمًا بتبقى دي نهاية الحدوتة لو معرفناش نتعامل مع التشوهات دي.
الوحش بتاعك مش شرط يكون عنده تشوهات في شكله، ممكن يكون عنده تشوهات في نفسيته، شخصيته أو طباعه. ممكن يكون عنده مشاكل في الثقة، مُسيطِر أو متحكم أو عنده مشاكل نفسية بتخليه يؤذيكي بشكل مقصود أو غير مقصود، السؤال بقى: لو إنتي كنتي مكان “بيل”، والوحش متحولش لأمير، هتفضلي تحاولي ولا هتنفدي بجلدك؟ طبعًا كل قصة وليها ظروفها، اللي ممكن تخلي فكرة إنك تنفدي بجلدك مش هي الحل المناسب.
في الحالة دي، إزاي ممكن تتعاملي مع المشاكل دي؟
- متحاوليش تصلحيه.. لكن سانديه
مش دورك إنك تحاولي تصلحيه، مهما حاولتي تصلحي أو تغيري حد، مستحيل ده يحصل، ده دوره هو والمعالج النفسي. ساعديه إنه يطلب المساعدة من معالج أو طبيب نفسي.
- كوني جديرة بالثقة
خليكي جديرة بثقة شريكك، يقدر يعتمد عليكي لما يحتاجلك، خليكي مخلصة وأمينة وصادقة في الحاجات الصغيرة قبل الكبيرة، لما تقوليله إنك هتتصلي بيه اتصلي بيه، لما تديله معاد التزمي بوجودك في المعاد؛ الثقة بتتكسب من الحاجات الصغيرة والكبيرة، مش الكبيرة بس.
- خليكي صبورة
المشاكل اللي عند شريكك في العلاقة هتحتاج وقت، هتبتدي تقل بالتدريج، مش هتتحل في يوم وليلة. التغيير بيحتاج وقت كتير عشان يحصل، حتى المعجزات بتحتاج وقت. ومتنسيش إن الانتكاسة جزء مهم من دايرة التغيير، متيأسيش لما تلاقيه بيرجع لورا تاني.
- استمري في القبول والحب وكوني مصدر اطمئنان له
مارسي القبول والطيبة والاهتمام والحب الصادق مع شريكك، لأن دول هما اللي بيوضحوا لشريكك في العلاقة إنك مش بس بتقولي كلام، غالبًا هيكون اتعرض لإساءات ووعود وكلام -من غير أفعال- كتير قبل كده، عشان كده ممكن تلاقيه بيقاوم استقبال الحب المخلص والمساندة في البداية، وممكن جدًا يكون صعب عليه إنه يصدق ويستقبل ده بشكل منتظم، برضو متيأسيش بسرعة، استمري في المحاولة.
- متحاوليش تتحكمي فيه
اتكلمي معاه براحتك، بس متحاوليش تقوليله يعمل إيه وميعملش إيه. خليكي حازمة بس مش مُسيطِرة. حافظي على ثقتك وارفضي لعب دور الضحية أو المنقذة، خليكي دايمًا محافظة على موقفك ناحية تصرفاته، يعني مش مرة تفوتي ومرة تاخدي موقف. خلي بالك إنك متتسحبيش في صراعات على السلطة، وركزي دايمًا على الحاجات المهمة وتجاهلي الحاجات اللي ممكن تعدي.
- ادي الموقف حجمه الحقيقي
الناس اللي بيخافوا من فقدان السيطرة على حياتهم، بيميلوا إنهم يكونوا مسيطرين ومتحكمين لأنهم بيخافوا من الانهيار، فبيضغطوا على غيرهم عشان يقدروا يستحملوا القلق والتوتر اللي جواهم. متديش الموقف أكبر ولا أصغر من حجمه، قيسي حجم الموقف الحقيقي، مش حجم مشاعرك تجاه الموقف، قبل ما تاخدي أي رد فعل.
- متستحمليش أكتر من طاقتك.. متقبليش الإساءة.. اتمسكي بحدودك
اوعي تنخدعي وتتقبلي الإساءة. فرَّقي بين إنك بتسانديه وإنك تستحملي حاجة إنتي مش قادرة تتقبليها عشانه. لو حسيتي إن مشاكله بتخليه يتحكم فيكي أو يتصرف بشكل مسيء ليكي، مينفعش تغامري بسعادتك وراحتك وأمانك عشان تساعديه، مهما كنتي بتحبيه. خلي هدفك إنك تكوني في مكان مرتاحة فيه زي ما هو مرتاح. إنتي مش جليسة لمشاعره ولا معالجة له، إنتي شريكة في العلاقة. اتمسكي بحدودك، واستمري في تكرار تأكيدها مع تكرار الموقف بطريقة مش عدوانية. مع الوقت هيستجيب.
مفيش حكاية شبه التانية.. كل حكاية بيميزها طرفين وظروف مختلفين، ممكن في حكاية وحش يتحول لأمير، ممكن في حكاية تانية وحش يفضل زي ما هو، وفي حكاية تالتة الجميلة هي اللي تتحول لوحش من كتر الضغوط اللي عليها. محدش هيقدر يقولك تعملي إيه في حكايتك، اسمعي لمشاعرك كويس واتأكدي إنك في العلاقة دي عشان بتحبيه فعلاً مش عشان مبسوطة إنه محتاجلك أو متعاطفة معاه، ولا عشان بتلعبي أي دور غير دور الشريك اللي بياخد زي ما بيدي.
ومتنسيش إن دايمًا وأبدًا، من حقك تنسحبي من أي علاقة لو بتتأذي فيها أو مش لاقية فيها راحتك.
المصادر:
Relationship with control freak
Relationship partner with trust issues