اعملي ريفيو للسنة اللي فاتت

1116

مع اقتراب نهاية العام تظهر على facebook خاصية عمل فيديو review العام المنتهي، يحتوي على مشاهد متتالية من الصور واللحظات التي شاركتها على مدار العام.. كم صديقًا افتراضيًا اكتسبت، وكم “لايك” حصلت عليه.

 

يختفي زوجي داخل فايلات الإكسل وينشغل بحساب “تقفيلة السنة”، وينشغل أغلب أصحاب الأعمال سواء الصغيرة والكبيرة بحساب الأرباح والخسائر على مدار السنة.

ماذا عنكِ؟ كيف يمكنك إعداد year review خاص بك، بحياتك الشخصية لا بعملك؟ تراجعين من خلاله ما حدث خلال العام، الأرباح والخسائر، الانتصارات والهزائم الصغيرة التي لا تمثل أهمية لشخص غيرك.

 

في نهاية كل عام أخصص بعض الوقت لإعداد مراجعة review للعام المنتهي، أراقب لحظات العام التي مرت ثقيلة وهي تمر بخفة أمامي على الورق، وأحاول اقتناص ما يظهر من طروف الحكمة التي كانت خافية في وقتها، أراجع الدروس التي لم أفلح من قبل في تعلمها، وأحاول، فلا يوجد خيار آخر سوى المحاولة.

 

هذه بعض النصائح البسيطة التي أرجو أن تساعدك إذا أردت إعداد مراجعة للعام:

 

1- العام عامك أنت

العام عامك أنت فقط، معايير النجاح والفشل أنتِ من تضعينها، لا تنشغلي بما حققه الآخرون، انشغلي بما تسعين لتحقيقه فقط.

هذا العام قرأت 18 كتابًا، كنتُ سعيدة جدًا بالرقم الذي يعني بالنسبة لي أني استطعتُ أن أقرأ أكثر من كتاب بالشهر، بعد أن مر عليَّ وقت لم أكن أجد وقتًا لقراءة ولو كتاب واحد بالعام، لكني اصطدمت بصديق على Goodreads قرأ 125 كتابًا.

 

فاجأني الرقم وأحبطني لوهلة، لكني انتبهت من جديد، أنا على طريقي الصحيح ولا شأن لي بطرق الآخرين، معاييري تناسبني، والرقم الذي وصلت إليه مناسب لنوعية الكتب التي أحتاج قراءتها، ومناسب لظروف حياتي والتزاماتي الحالية.

الواقع الافتراضي يجعلنا محاطين بصور لا تُظهِر سوى الجوانب اللامعة من حياة الآخرين، وهو ما قد يحبطنا أحيانًا؛ لا تنشغلي بمقارنات، انشغلي بطريقك فقط.

 

2- المراجعة المالية:

إذا كنتِ تسجلين نفقاتِك ودخلِك طوال العام، فسيفيدك هذا جدًا في نهاية العام لإعداد كشف حساب سنوي يساعدك على معرفة المبلغ الإجمالي الذي أنفقتِه في كل بند، وهو ما سيساعدك على إعداد ميزانيتك للعام المقبل، ومعرفة ما يمكنك التوفير فيه وما يحتاج للمزيد. كما أنه يساعدك على التذكُّر أيضًا. حين جلست لإعداد كشف الحساب المالي، كنت ممتنة لأنني استطعت الاشتراك في كورس بأحد المجالات التي طالما اهتممت بتعلمها. فوجئت أيضًا بكمية الأموال التي أنفقتها على شعري (بلا فائدة كالعادة) وقررت أن أقتصد في هذا الجانب في العام المقبل.

 

3- إنجازاتك في الأمور التي تهتمين بها:

يختلف هذا من شخص لآخر، قد يكون هذا متعلقًا بالكتب التي قرأتِها، أو الأكلات الجديدة التي قررتِ إعدادها، أو الأعمال اليدوية التي عملتِ عليها، أو الأفلام التي شاهدتِها، أو ربما الكورسات والورش التي حضرتِها سواء في الواقع أو عن بُعد عبر الإنترنت. لا يقتصر الأمر على معرفة عدد الأشياء التي أنجزتِها بقدر فهم أين تقفين وإلى أين تريدين الذهاب.

 

على سبيل المثال: لا تُقصِري الأمر على عدد الكتب التي قرأتِها، لكن فكَّري في مجالات قراءاتك مثلاً، وما المجالات التي تحتاجين للقراءة فيها أكثر في العام المقبل. هل تطور مستواك ِفي الأعمال اليدوية؟ هل تعلمتِ تقنيات جديدة؟ ما هو مدى استفادتك الحقيقية من الكورسات التي حضرتها؟ وهكذا.

 

4- العلاقات:

قد يساعدك Facebook على معرفة كم صديقًا افتراضيًا اكتسبت هذا العام، لكنه لن يساعدك على معرفة كم صداقة حقيقية بدأت. فكري في الأشخاص الجدد الذين دخلوا دائرة حياتك، سواء في العلاقات الشخصية أو دوائر العمل، أو دوائر الاهتمامات المشتركة. فكري في العلاقات التي تحتاجين لتجديدها واستئنافها قبل أن تنقطع، وفي تلك التي تحتاجين للتخلص منها كي لا تتحول إلى عبء. فكري في علاقتك بعائلتك، سواء الصغيرة أو الكبيرة، وعلاقتك بشريكك (سواء زوج أو حبيب أو خطيب) ما الذي يمكنك بذله وما الذي تحتاجين للتوقف عن عمله.

 

5- قارني أهدافك بما وصلت إليه:

أضع في بداية كل عام قائمة أهداف وأراجعها بنهاية العام ﻷرى ما وصلت إليه، وعادةً ما تكون المقارنة محبِطة. ما توصلت إليه هنا هو أن أضع أهدافًا بسيطة قابلة للتحقيق، وأتفهم الفارق بين الأحلام والأهداف.

اجعلي هدفك قابلاً للقياس وقسِّميه لأهداف صغيرة على مدار العام.

 

على سبيل المثال: في كل عام وعلى مدار 10 سنوات كان هدف “الانتهاء من كتابة مجموعة قصصية هذا العام” يتكرر كل عام، ويخرج لي لسانه دون أن يتحقق، إلى أن أدركت أن هذا حلمًا ولكي أجعله هدفًا أحتاج لتغيير صيغته لتصبح مثلاً “كتابة عدد كذا من الصفحات يوميًا”.

 

7- التفاصيل الصغيرة الفارقة:

امتنِّي للأشياء الصغيرة، اللحظات البسيطة التي قضيتِها، لحظات الروقان والبهجة. إذا كنتِ تفضلين التصوير فبإمكانك مراجعة ذاكرة هاتفك أو حسابك على إنستجرام، فربما تجدين عددًا من الذكريات الطيبة.

 

8- الهزائم:

حسابات الهزائم ثقيلة دائمًا، حاولي ألا تُثقِلي قلبك، تخففي من الهزائم بمحاولة فهم الحكمة من ورائها، أو التصالح والوصول لبعض الرضا والسلام.

 

البدايات دائمًا فرصة جميلة ومبشرة ومليئة بالأمل في الأفضل، خصوصًا بداية العام الجديد التي دائمًا ما تكون فرصة لتجدد الأحلام وشحن الروح والقلب بالطاقة، وأجمل ما فيها أنها تتكرر كل عام.

المقالة السابقةعن اختبار الفقد
المقالة القادمةماذا لو لم يعد لدينا أهداف؟

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا