أكيد أي أم وأب بيفكروا كتير جدًا في الحاجات اللي محتاجها أبناؤهم منهم، وأكيد بيعملوا كل اللي في وسعهم عشان يوفروا لأبنائهم أفضل حاجة. لكن الفخ اللي ممكن معظمنا يقع فيه هو إن اللي إحنا بنهتم بتوفيره حاجة، واللي الطفل بيكون محتاجه في الحقيقة حاجة تانية خالص.
يعني مثلًا.. كلنا -بفعل ثقافة مجتمعنا- بنهتم جدًا أول حاجة بالأكل والشرب والهدوم، ودي طبعًا حاجات مهمة مفيش كلام، وفيه أهالي بتهتم جدًا كمان بالنظافة والترتيب والنظام، وفيه ناس بتهتم بالمذاكرة والمواهب والنشاطات أو الرياضة، وزي ما كلنا متفقين، لازم نهتم بالحاجات دي ومنقصّرش فيها، بس نخلي بالنا إن الحاجات دي بترهق الطفل زي ما بترهقنا، ورغم إن نيّتنا من وراء فعلها بتكون جيدة، لكن الرسالة اللي ممكن توصل لأبنائنا من خلال اهتمامنا الزائد بها هو إن مطلوب منهم حاجات كتير يعملوها عشان نفخر بيهم.
لكن فيه قصة غيرتلي مفهومي عن احتياجات الأبناء، وخلتني أبص للسنين اللي بقضيها مع ابني من منظور مختلف.. كان فيه مدرّسة بتسافر كل سنة بلد مختلفة تدرس فيها. وفي كل عيد أم بتطلب المدرسة من تلاميذها إنهم يكتبولها نصائح كأم، حاجات بيستمتعوا بعملها مع أهاليهم في شكل نصيحة ليها، والمدرّسة دي بتقول إنها فعلًا بتقرأ اللي بيكتبه التلاميذ كل مرة باهتمام، وبتحاول تنفذه مع أولادها، وإنها بتستفيد جدًا من اللي بيكتبوه. وبتقول كمان إنها لاحظت إن الأطفال بمختلف خلفياتهم وثقافاتهم وظروفهم وبلادهم بيشتركوا في معظم الأحيان في احتياجات واحدة، وبيستمتعوا بنفس الأشياء. وتروي المدرسة دي إن الأطفال عادةً وهم بيكتبوا بتظهر ابتسامات على وجوههم، وهم بيفتكروا مواقف ممتعة مع أهاليهم، وبتقول إنهم عادةً بيستغرقوا في الكتابة مدة أطول من المتوقع.
ومن الحاجات المشتركة اللي لاحظت المدرسة تكرارها بين الأطفال، الـ10 أشياء التالية:
- إن ماما تدخل غرفتي بالليل وتغطيني وتغنيلي أغنية أو تحكيلي قصة عني وأنا صغير.
- إن ماما (أو بابا) تبوسني وتحضني.
- إنهم يتكلموا معايا.
- إنهم يقضوا وقت معايا وحدي، مش بس وأنا في وسط إخواتي.
- إننا نتكلم مع بعض عن خططنا للأجازة.
- إنهم يتكلموا معايا في مواضيع زي الحب والمدرسة والعيلة.
- إننا نلعب سوا.
- إننا نتفرج على التليفزيون مع بعض.
- بحب لما ماما تكتبلي رسالة حب قصيرة وتحطهالي في شنطة المدرسة.
- إننا نخرج مع بعض كلنا.
وبعد قراءتي للحاجات دي أدركت مدى الحكمة اللي عند الأطفال، وإنهم بيبصوا للحياة من منظور بسيط، يخلينا نعيد التفكير في منظورنا المعقّد ككبار.
مشاركة الأطفال اهتماماتهم، كيف تصاحبي طفلك وتقوي علاقتك به؟، احتياجات الطفل من والديه
