خلينا واقعيين…عيب قوي نتكلم علي التعليم في الظروف اللي أحنا فيها دلوقتي، و لأن من فترة كبيرة مبقاش في تعليم فا خلينا نستفيد بالمدرسة في حاجات تاني… خلينا نتعلم أي حاجة من الفترة اللي بتستنزف عمر و طاقة و فلوس و مجهود و أعصاب من الطفل و أهله لمدة 17 سنة…!!
من الحاجات اللي بتحصل للطفل في وقت المدرسة هي أحتكاكه بعدد كبير من الجنس الأخر بشكل يومي، و ده بيخلي الطفل يمر بعدد من التغيرات في شخصيته و اللي بتفرق فيه و في تعامله مع نفسه و مع الجنس الأخر طول العمر…
المرحلة الأولي
بيستغرب فيها الطفل وجود جنس تاني أصلاً، بيتفاجئ إن في بنات أو أولاد تانيين غير أخواته، و بياخد جنب منهم و بيتجنب الكلام معاهم و العلاقة بيهم و بيبقي مكسوف منهم، و بيزيد إحساس الإختلاف و القطيعة بينهم نتيجة التحدي و المنافسة اللي بتقوم علي أساس الجنس، و ياما مسابقات أتعملت بين الأولاد و البنات في نفس الفصل أو بين فصول الأولاد و البنات في نفس المدرسة، و للأسف ده مكنش بينمّي روح التنافس الشريف –زي ما كان قصد القائمين علي المسابقات- قد ما كان بينمّي العداء بينهم.
كان عندنا مدرسة بتعاير الأولاد دايماً أن البنات أشطر منهم، و صوتهم أعلي في التسميع في الفصل! و كأن الطبيعي أن الأولاد يبقوا أشطر و صوتهم أعلي!!
المرحلة التانية
كراهية متبادلة بين الطرفين ممكن توصل للخناق بالأيد و الضرب و العنف عامةً، و أحياناً لزق اللبان في شعر البنات أو في بعض الأوقات بتوصل لقَصُّه، مع أغاني متبادلة بين الطرفين زي “البنات البنات صراصير البلاعات” و “الولاد الولاد…مقرفين خليكوا بُعاد” و للأسف البيت و المدرسة بيغذّوا الشعور ده عند الطفل أو الطفلة، بيخاف الأهل علي أبنائهم لأنهم بيحسوا أن طفلهم حمل وديع، و لو كان ولد فا كل البنات ممكن يلهوه عن المذاكرة، و لو بنت فا كل الأولاد شياطين!!
ممنوع الكلام مع بعض إلا في موضوع الدرس، و يفضل أنه ياخد درس مع طلبة من نفس الجنس!
المرحلة التالتة
كبرنا بقي… و أكتشف كل طرف أنه أتحرم من علاقة مع الجنس الأخر و ده وقت الشبع من بعد جوع، و حالياً بقي شئ عيب و محل سخرية أن يكون علاقاتك بالجنس الأخر قليلة، مقصدش أكتر من علاقة في نفس الوقت لكن تعدد الخبرات و تعدد العلاقات السابقة بقي مقياس أن قد أيه أنت ولد طيّارة و قد أيه أنتي بنت ملكيش حل…
لأ خلاص للأسف مبقاش كل طرف بيدوّر علي شريك محبش قبل كدة و مدخلش في علاقة…مبقاش موجود… أو نادر..!!
و بتبقي ورقة التين الأخيرة أو الحجة اللي في أيدين الأهل اللي بيحاولوا يمنعوا بيها أولادهم من الأحتكاك بالجنس الأخر –لأنهم بيكتشفوا أنهم فاقدين السيطرة علي أولادهم- هي أن أهم حاجة دلوقتي هي مذاكرتك و مستقبلك…!
بس هو ليه أصلاً عدم الإحتكاك؟ ليه الرغبة في منع التعامل؟ ليه تخويف كل طرف من الطرف الأخر؟!!
لو بصينا لمصر في الخمسين سنة الأخيرة هنلاقي أن فصل الأولاد عن البنات بيزيد و معاه بيزيد معدل التحرش و العلاقات المنهارة…بينما في دول تانية الفصل بين الجنسين أقل و العلاقات أقوي…!
اللي متقالش في الراديو أتشاف في التلفيزيون، و اللي متقالش في التلفيزيون أتعرف من الكتب، و اللي سقط من كل دول أكيد موجود علي الأنترنت، و جيل الأنترنت قادر يشتغل الجيل اللي سبقه، و الجيل اللي سبقه لسة متخيل أنه يقدر يراقب و يتحكم في جيل الأنترنت!
رأيي متحاولوش تمنعوهم، شجعوهم يتعرفوا علي بعض، شجعوهم يفهموا بعض من بعض و يكوّنوا خبراتهم الشخصية و من بداية تلاقيهم و إحتكاكهم في المدرسة، أولاً لأن للأسف مش هتعرفوا تمنعوهم، و ثانياً و ده الأهم –لمصلحتهم و لمصلحتكم- هما محتاجين أهلهم يكونوا هما أصحابهم و بير أسرارهم مش حد تاني…!