خدعوك فقالوا: الجواز مشاركة

798

أعزائي السيدات.. هذا المقال يُعد محتوى واقعي جدًا، يميل للسخرية ولا يمت للرومانسية بصلة وهـ"يقلب المواجع"، لذلك لو كنتم مقبلين
على الجواز أو في أيام العسل الأولى، اعذروني، لكن عشان مصلحتكم تعالوا خدوا فكرة، وكده كده هتشتروا بُكرة.

متحسبوش يا بنات إن الجواز راحة
قبل الجواز بنسمع عبارات من نوعية "الجواز مشاركة"، و"القُفة أم ودنين بيشيلوها اتنين"، و"هنبني بيتنا طوبة طوبة سوا".. الكلام
جميل، لكنه في 90% من حالات الجواز سواء عن حب أو تقليدي، بيفضل مجرد كلام حلو، بتفتكره الست وتمصمص شفايفها وهي
شايلة "القُفة كلها لوحدها فوق دماغها"، وأمامها أطنان من المواعين والغسيل.

نستثنى من الكلام الأزواج اللي عارفين حق الزوجة وقدرها، وعارفين معنى المشاركة واتربوا عليه في بيوتهم، من أم وأب مدركين فعلاً
هو إيه الجواز.
لأن كل الأغاني الساخرة والإعلانات والمسلسلات والأفلام بتصدر للبنت موضوع المشاركة ده بمفهوم الراجل الأنتوخ، والراحة اللي
هتتنسي بعد الجواز بسبب الطبخ والغسيل والتنضيف، وسي السيد والست أمينة، فالمشاركة بتبقى تقريبًا أول صدمة الزوجة بتاخدها بعد
مرور أيام العسل، خاصة لو زوجها زي أي راجل مصري أصيل متعود الست الوالدة تعمله كل حاجة، من أول كوباية المية والأكل
والغسيل والتنضيف والترتيب والمشاوير و… و… و… هنسيب القوس مفتوح بقى.

الراجل بيكون مفهومه عن المشاركة هو إنه بيشتغل ويجيب دخل مادي ثابت للأسرة، بس، هو ده فقط معنى المشاركة عنده، والبند ده لا
يتضمن مشاوير الدكتور والتمارين ومذاكرة الأولاد وترتيب البيت وغسيل الملابس والمواعين وتجهيز السفرة ورعاية الأطفال ومشوار
السوبر ماركت والمجاملات العائلية والزيارات الرسمية وما إلى ذلك.
وكأن فيه مجتمع كامل اتفق على إن معني المشاركة للراجل في الجواز هو فقط التكاثر وتوفير داخل مادي.

والمفاجأة إن المعنى ده مش موجود إلا في مصر وأغلب الدول العربية فقط، وأسبابه بقى متعددة، بداية من التربية الذكورية ونظرة
المجتمع للراجل اللي بيساعد زوجته، ورسائل المسلسلات والإعلانات عن إن ما سبق هو دور الست بس.

الصدمة.. طاااخ
الصدمة الحقيقية في الارتطام بأرض الواقع بتبدأ في أول يوم بتنزلوا الشغل بعد إجازة شهر العسل، مع كلمة "طيب يا حبيبتي أنا هنام
شوية على ما تجهزي الغدا"، حيث تجهيز الأكل من بالليل والصحيان بدري للتسوية والنزول بسرعة للشغل، ثم الرجوع لتجهيز السفرة
والمواعين وغسيل الملابس.. وزوجك، متتوقعيش منه أكتر من الأكل وغسيل إيده والنوم لغاية ما تخلصي اللي بتعمليه، ويصحى يتفرج
على الماتش مع كوباية شاي.

الصدمة بتزيد مع الحمل والولادة وأول طفل، وإنتي محتاسة بيه لوحدك في ليالي الزن والصريخ، وزوجك بيشخر جنبك بمنتهى الثبات..
ولمّا يصحى يقولك "أنا شايف تقعدي عند مامتك عشان تساعدك شوية مع البيبي".
بتزيد أكتر وأكتر في رمضان والمناسبات ولمّا الولاد يكبروا، وتصبح القهوة هي بيت زوجك التاني.
وفجأة تبصي لروحك فجأة وتنزل دمعتك.. وتقولي هي دي المشاركة اللي كان بيكلمني عنها؟

هو يعني إيه مشاركة يا مسعودي؟
تتحول المشاركة بعد الجواز إلى: الست تطبخ والراجل ياكل. الست تنضف وتغسل وهو يلبس نضيف ويوسخ عادي. الست تربي
وتراعي والراجل يضخ فلوس في البيت وملوش دعوة بزن وطلبات العيال.
لكن الحقيقة، فيه ستات شجعان كتير بدؤوا يتمردوا على الوضع ده، خصوصًا إن أكترهم ستات بتشتغل وتشارك ماديًا في البيت برضو
زي الراجل وأكتر.
اللي بدؤوا يشتروا صحتهم بالفلوس ويستعينوا بشخص متخصص للتنضيف، واللي وزعوا المهام على كل أفراد الأسرة، واللي قرروا
يضربوها طناش لأن محدش بيقدّر ولمّا بتقع وتتعب محدش بيناولها كوباية مية.

من الآخر.. المشاركة تعوّد، بيبدأ من بيت أسرة زوجك، لو الست الوالدة معوّداه يشارك في مهام البيت، هيبقى زوج متعاون معاكي بحكم
العادة، أما لو الست الوالدة لسّه مفطمتوش من الخدمة والتدليل، فربنا يكون في عونك بقى.

جزء آخر من التعوّد هو الاتفاق على المشاركة من أول يوم خطوبة أو قبلها إذا أمكن، وزّعي المهام ومتتنازليش عنها وتعملي 7 رجالة
في بعض، استغلي فترة العسل الأولى وحطي القواعد بطريقة خفية وناعمة عشان متتصدميش من الحِمل بعد كده ورمي المسؤوليات
عليكي، لأن المشاركة لا تنقص من رجولة زوجك أي حاجة.. بالعكس.

أرجوكِ تخطي مرحلة الصدمة بتاعة عبارات فترة الخطوبة، لأن كلام الليل مدهون بزبدة، يطلع عليه النهار يسيح. وابدئي فورًا في
النجاة بصحتك وعمرك وارسي قواعد جديدة للبيت بمعنى المشاركة الحقيقي.

المقالة السابقةأنا أكثر أمومة أم نيكول كيدمان؟
المقالة القادمةعزيزي الزوج.. آخر مرة اشتريت هدية لمراتك امتى؟
باسنت إبراهيم
كاتبة وصحفية مصرية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا