عزيزي الزوج.. آخر مرة اشتريت هدية لمراتك امتى؟

620

ياسمي

 

هل تتذكرون مسرحية “الهمجي”، حين كانوا قبل كل فصل يمنحون الأبطال نصيحة إن اتبعوها نجوا، مثل لا تكذب، لا تحسد… إلخ؟ حسنًا لو كان بإمكاني أن أمنح أي شخصين على وشك الدخول في علاقة نصيحة أبدية، سأقول “لا تتوقَّع”، ذلك لأن آفة العلاقات التوقعات.

فأي علاقة بين شخصين تحمل بين طياتها جينات التفرُّد والاختلاف، ما يجعلنا لا يُمكن أن نُطابقها مع أي علاقة أخرى، وعلى ذلك -لحُسن الحظ أو لسوئه- شئنا أم أبينا، في نهاية الرحلة سنجد أننا كنا نسير ضمن دوائر متشابهة إلى حَدٍ كبير، حتى ولو أنكرنا ذلك أو لم نرغب به.

 

وبين ضرورةعدم وضع توقعات مسبقة، ووجود خارطة سلكها آخرون في رحلتهم، يُمكننا أن نستعين بها أحيانًا،أو على الأقل نُلقي نظرة عليها، حتى لا نشعر بالخذلان أو الصدمة، جئنا هنا اليوم، لنستعرض مراحل تطور تفصيلة “المناسبات والهدايا” قبل وبعد الزواج.

 

المرحلة الأولى: الارتباط العاطفي أوالخطوبة

شعار هذه المرحلة: “تستاهل طيارة لا طيارة شوية عليك”.

في بداية العلاقات يقيد الرجل صوابعه العشرة شمع لحبيبته، إلا في حالة إن كان بخيلاً، ذلك لأن الاهتمام والدلع لا يتطلب أن يكون الشخص ثريًا بقدر ما يحتاج أن يكون عاشقًا. وحين تتوفر صفة العشق بالرجل ستجدينه يُحاول إسعادك ومفاجئتك معظم الوقت، حتى أنه قد يختلق المناسبات من لا شيء من أجل الاحتفال ورؤية لمعة الفرح بعينيكِ.

 

في هذه المرحلة بين كل مفاجأة ومفاجأة هناك مفاجأة أخرى، فاستمتعي بتلك الفترة وحاولي أن تجعليها تمتد طويلاً قدر الإمكان، ذلك لأن الأهم من فكرة الاحتفال والمُهاداة في ذاتها، أن هذه هي المرحلة التي يشغل فيها الرجل ذهنه ويسعى جاهدًا، ليس فقط لإرضائك ولكن لإدهاشك، فتجدينه يبتعد عن الهدايا التقليدية ويسعى لأن تكون هداياه تطغى عليها الرومانسيةوالنعومة.

تعرفي على: اجمل هدايا للأم بمناسبة الولادة

المرحلة الثانية:ما بعد الزواج

شعار هذه المرحلة: “فيه حاجات تتحس ومتتقالش وإن جيت أطلبها أنا مقدرش، ولو إنت عملتها بعد ما أنا أطلبها يبقى مينفعش”.

تبات نار تصبح رماد.. هذا هو ما يحدث باختصار بعد الزواج، أحيانًا بعده مباشرةً وأحيانًا بعده بفترة قصيرة، إذ سرعان ما يبدأ الزوج في نسيان المناسبات، ليس عمدًا، ولكن لانشغاله بأشياء أخرى، أو لشعوره بأنه هو وزوجته لم يعودا مراهقين كذي قبل، بل صارا ناضجين، والأهم أنهما معًا في بيت واحد، لذا ما الداعي للفشخرة الكدابة وأجواء التلزيق القديمةوأشياء تافهة كالاحتفال بمناسبات مثل ذكرى الخطوبة أو أول مرة قالوا فيها لبعض بحبك؟

 

بل وقد يصل الأمر ببعض المُتبجحين لتناسي عيد ميلاد الزوجة أو عيد الزواج باعتبارها أيام عادية تُشبه باقي أيام ربنا، وحتى إن تذكَّر الرجل المناسبة ووجدها ذكرى جميلة، على الأغلب ستجدينه يكتفي بقول “كل سنة وإنتي طيبة يا حبيبتي، يتبعها جملة عملالنا إيه النهارده ع الغدا؟”، ظنًا منه أن هذا اليوم هو يوم عادي، دون أن يُدرك أن زوجته تُحضِّر له وتنتظره من قبل الهنا بسنة.

 

ثم تأتي مسألة الهدايا..

بعد الزواج يعطل مخ الرجل فجأة، ويُصاب قلبه بالكسل أو رُبما بفقدان ذاكرة مؤقت، لذا قبل أي مناسبة إن كان مُهتمًا حقًا ستجدينه يسألك ما هي الهدية التي ترغبين في أن يقتنيها لكِ؟ تلك الفعلة الشنعاء التي تقف عندها المرأة طويلاً شاعرةً بالمرارة والغُصَّة.

 

تمر بعدها ردودها بعدة مراحل، بدايةً من “ما إنت لو مهتم كنت عرفت لوحدك”، مرورًا بــ”إيه اللي غيرَّك؟ إنت مكنتش كده!شكلك بَطَّلت تحبني”، وصولاً لـــ”مفيش”، وهي الكلمة التي تعني إن فيه وفيه وفيه، لكنها لن تُخبرك بنفسها، بل ترغب منك أن تعاود التفكير واكتشاف الأمر بمفردك، وإلا فسيحدث ما لا يُحمد عقباه.

 

وللأسف.. عقل الرجل يُترجم كلمة “مفيش” لمعناها الحرفي بأن مفيش فعلاً، وإن كان الرجل رومانسي شوية قد يُكرر السؤال مرة أخرى، لكن حين يسمع نفس الإجابة وقتها سيتجاوز المسألة، ولن يحضر لزوجته هدية، فتشتعل الدنيا أكثروتكبر الحكاية وتتحول لمشكلة. 

 

وهنا إذا سألت الرجل عن سبب ماحدث سيعجز عن الإجابة، نافيًا أن يكون فعل أمرًا خاطئًا، بينما إذا سألت المرأة فعليك أن تكون تملك من الوقت الكثير، ذلك لأنهاستفرد لك صفحة طويلة عريضة مليئة بسوء تصرف الزوج الذي أودى بها إلى خيبة الأمل والخذلان.

 

المرحلة الثالثة:بعد الزواج بشوية حلوين

شعار هذه المرحلة:”عايزة ورد يا إبراهيم”.

أعلم جيدًا أن هذا الشعار أكل عليه الدهر وشرب، بس نعمل إيه؟ الرجل كائن مبيجيش غير بالزن، أو لنكون أدَق،بالكثير من الزن، والكثير جدًا جدًا من التوجيه المباشر. تمامًا كما تتعاملين مع طفلك الصغير فتعطيه أوامر واضحة ودقيقة.

 

لذا حين يسألك ما الذي تريدينه لعيد ميلادك هذا العام، إياكِ والإجابة بمفيش، لأنه حينها سيكون مفيش فعلاً، بل أخبريه عما تريدين بشكل تفصيلي، على سبيل المثال يمكنك أن تقولي: “أريد حذاءً أسود مقاس 37، الكعب لا يتجاوز الـ5 سم، مثل الموجود بفاترينة المحل الفلاني”، حتى أنك يمكنك عرض الذهاب معه وشراء الهدية بنفسك، أو أن يمنحك هو المال فتذهبين لاقتناء ما تُفضلين.

 

إذا كنتِ تظنين الأمر على هذه الشاكلة غير رومانسي، يؤسفني أن أصدمك بأن هذا قد يكون أقصى درجات الرومانسية التي ستحصلين عليها فيما يخص الهدايا، لذا يجب أن تتعايشي معه وتتعلمي الاستمتاع به. 

ومن وجهة نظري الأمر هنا لا يفتقد إلا عنصر المفاجأة، لذا إذا كان هذا هو ما يهمك في الأمر ابتعدي عن الإجابة بمفيش، وأخبري زوجك أنك ترغبين في هدية يُفاجئك بها، لكن إياكِ والندم بعدها. وحتى في هذه الحالة يمكنك منحه بعض المساعدةبتحديد نوع الحاجة،كأن تقولي أنكِ ترغبين في حذاء.. نُقطة.

 

وإذا كانت تلك الطريقة أيضًا مُباشرةً بالنسبة إليكِفيمكنك بدلاً من ذلك أن تظلي لمدة شهر قبل المناسبة تُلمحين لشيء بعينه تريدينه، في البيت، على فيسبوك، في جروب العيلة على الواتس، لعل الحدق يفهم، لكن لا تتعشمي بزيادة، لأنني كما أخبرتك من قبل في هذه المرحلة يُصاب عقل الرجل وقلبه بالكسل.

 

ومثلما ينطبق ما سبق على الهدايا سينطبق على المناسبات، إذ ستجدين نفسك تصنعين أنتِ الخطة، تحجزين تذاكر السفر أو السينما أو حتى المطعم ثم تجعلينه يفاجئك هو بينما يقوم بدفع الحساب. أليست علاقتكما قائمة على الشراكة؟ إذًا اعتبري هذه هي مسؤوليتك، أن تُفكري لكِ وله وللجيران إن أمكن، في سبيل أن تنالي ما تطمحين إليه.

 

في البداية سيبدو الأمر مُزعجًا، لكن مع الوقت صدقيني ستتعلمين كيف تسعدين داخل هذه المنظومة وهذا الإطار السخيف، وحين تتوقفين عن التوقع تمامًا، وتبدئين في الاستمتاع بما تملكين مهما كان قليلاً، وقتها فقط سيعود زوجك لمفاجأتك من جديد، وحينها فعلاً ستُدهشين.. ألم أخبرك أن آفة العلاقات التوقعات!

المقالة السابقةخدعوك فقالوا: الجواز مشاركة
المقالة القادمةنظرة إلى عقل مهووسة باللغة
امرأة ثلاثينية متقلبة المزاج، أعشق الرقص على السطور كتابةً، أُحب الفن بمختلف أنواعه وأعيش عليه. والآن كبرت وصار عليّ أن ألعب في الحياة عشرات الأدوار طوال الوقت، لأستيقظ كل صباح أُعافر حتى أستطيع أن أُحاكي بهلوانات السيرك فأرمي الكُرات المُلونة بالهواء ثم ألتقطها كلها في آنٍ واحد.

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا