معدتنا هي الطريق الأقرب إلى سعادتنا، فالطعام يمنحنا سعادة سهلة، سريعة ولا تحتاج إلى تفكير طويل أو خطوات معقدة. فالأمر بسيط، أكلتك المفضلة ستصالحك على العالم، ستملأ معدتك، وتريح قلبك وتسكن الأفكار العاصفة في عقلك. وهناك بالفعل طعام يحسن المزاج.

الطعام والراحة

في حالتك ربما يسعدك تناول قالب من الشوكولاتة، أما أنا مثلاً تصالحني الرنجة على نفسي وتمحو قسوة العالم.. وهكذا، كل منا لديه طعام مريح يصالحه ويجبر الخاطر المكسور.

والأمر ليس مجرد كلام، لكن له سنده العلمي، فطبقًا لعلم النفس الإكلينيكي تتغير سلوكياتنا المتعلقة بالطعام عندما نتعرض للضغوط، ويتزايد إقبالنا على ما يعرف بـComfort food وهو الطعام الذي يحمل قيمة عاطفية، سواء لشخص ما أو في إطار ثقافة أو حضارة معينة، وقد يتميز بمستوى مرتفع من الكربوهيدرات والسعرات الحرارية أو ببساطة طرق إعداده.

والسبب ببساطة أن الضغوط العصبية تزيد من نسبة الكوليسترول في الجسم، وهو ما يزيد الشهية. كما أن الجسم يحتاج إلى تناول أطعمة تحتوي على تسب مرتفعة من السكر والسعرات، مما يمنح الجسم جرعات مكثفة قصيرة المدى من الطاقة. ويزيد من إفراز الدوبامين وهو الناقل العصبي المسؤول عن إشارات الجوع والإحساس، وهو مركز المكافأة داخل الدماغ. المادة الكيميائية التي تطلق عندما نفعل شيئًا يشعرنا بالرضا والسعادة.

نحن ما نأكله.. حرفيًا

يقول الدكتور آرتي جوبتا (مدير أحد المراكز المتخصصة في علاج القلق والعلاج الأسري في كاليفورنيا): “نحن ما نأكله.. حرفيًا”. ويتضمن البرنامج الذي يتبعه في علاج مرضاه تقييمًا لنوعيات الطعام التي يتناولونها. وقد يكون تغيير أنواع الطعام أو كمياتها خطوة أولى في سبيل التحسن في بعض الحالات. ويضيف جوبتا: “يعمل الجسم والدماغ من خلال الطعام الذي نتناوله، ومن المنطقي أن يؤثر ما نتتاوله على الكيمياء الحيوية للجسم، وهو ما يعد جزءًا أساسيًا من صحتنا العقلية”.

دوائر الشعور بالذنب

يمنحنا الطعام هذا الشعور بالراحة، لكن في بعض الحالات -خصوصًا إذا كنا نعاني من مشكلات صحية أو مشكلات تتعلق بالوزن- يعقب إحساسنا بالراحة إحساس بالذنب أو الضيق. فينقلب الأمر علينا، وبدلاً من الشعور بالسعادة تصبح الثلاجة مصدرًا للإحساس بالذنب، وهو ما يؤدي للوقوع في دائرة مفرغة.

تقول س: “عقب تفشي وباء كورونا قررت الشركة التي أعمل بها تخفيض العمالة، وكنت من الأفراد الذين استغنوا عنهم، لديَّ العديد من الالتزامات والأقساط. وجدت نفسي أرفع سماعة الهاتف وأطلب بيبسي وشيبسي وشوكولاتة بكميات كبيرة، قلت لنفسي سآكلها في الأيام التالية.. لكن بمجرد أن وصلت إلى المنزل أكلتها كلها. شعرت بالذنب، من جهة أنا بدأت منذ فترة قريبة في حمية لفقدان الوزن، ومن جهة أخرى لقد أنفقت للتو 300 جنيه على الحلوى، بينما لا أعرف إن كنت سأتمكن من دفع إيجار الشقة للشهر القادم أم لا، شعرت بالسفه، وبدأت أبكي. لا أعرف إن كنت أبكي بسبب وزني أم بسبب فقدان العمل أم بسبب الخوف من فيروس كورونا”.

ولأننا جميعًا نحتاج إلى السعادة التي يمنحنا إياها الطعام، ولا نريد أن نقع في فخاخ الذنب، نستعرض فيما يلي أنواع طعام يحسن المزاج ويمكننا تناوله للشعور بأننا أفضل.

طعام يحسن المزاج ولن نشعر بالقلق مع تناوله

1. الموز:

يحتوي الموز على التريبتوفان، والذي يساعد في تنظيم المزاج. كما أنه غني بفيتامين ب والذي يرتبط نقصه بالاكتئاب.

2. الكينوا:

يحتوي على الفلافانويد وله تأثيرات مضادة للاكتئاب.

3. الشوكولاتة الداكنة:

هل نحتاج إلى دليل علمي ﻹثبات أن الشوكولاتة تسعدنا؟ ربما لا، لكن على أي حال الشوكولاتة غنية بمضادات الأكسدة وتقلل من الكورتيزول (هرمون الإجهاد).

4. سمك السلمون:

من الأطعمة الغنية بالأوميجا ثري، والتي تحسن الحالة المزاجية وتحارب الاكتئاب.

5. الكركم:

أضيفوا بعضًا من الكركم في رف التوابل واستخدموه، فهو غني بمادة الكركمين والتي تحسن المزاج وتحارب الاكتئاب.

6. التفاح:

تناول التفاح والفواكه عمومًا تساعد في مد جسمك بالطاقة وتحسين حالتك المزاجية.

7. السبانخ:

هل تتذكرون كارتون باباي، وعلبة السبانخ ذات الطاقة السحرية؟ باباي كان عنده حق، فبالإضافة لاحتوائها على الحديد تحتوي السبانخ على الفوليك أسيد الذي يقلل الشعور بالتعب والاكتئاب.

8. المشروم/عيش الغراب:

يرتبط نقص فيتامين د بالشعور بالاكتئاب. والمشروم من الأطعمة الغنية بفيتامين د. تناوله مع تقليبه في ملعقة من زيت الزيتون على النار وإضافة القليل من الملح. أو أضيفوه للحساء والكريمة لعمل حساء المشروم، أو مع صلصة المكرونة.

9. القهوة:

وحتى لو لم تكن في القائمة، كنت سأضيفها بالتأكيد!

10. عين الجمل:

يساعد تناوله في تحسين وظائف المخ، فهو يحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن.

11. خبز الحبوب الكاملة:

عندما تتعرض لضغط، من الممكن أن تشعر باحتياجك ﻷطعمة غنية بالكربوهيدرات. بدلاً من تناول الفطائر أو البيتزا، جرب المخبوزات المعدة بالحبوب الكاملة، فهي مصدر صحي للكربوهيدرات وستساعدك على تحسين مزاجك.

12. البيض:

البيض من الأطعمة الغنية بأحماض الأوميجا ثري، والزنك وفيتامين ب، والبروتين، ستمنحك إحساسًا بالشبع والطاقة.

وأنتم ما هو طعامكم المريح في الأيام القاسية؟

اقرأ أيضًا: اضطرابات الأكل.. هل يشبع الطعام جوعنا إلى الحب؟