إحنا اتنين مش واحد

1564

 

 

بقلم/ نور ياسر

 

مشكلة ناس كتير إنهم مجرد ما بيدخلوا في علاقة ارتباط أيًّا كان نوع الارتباط ده إيه، بيتعاملوا على إنهم واحد مش اتنين، هو ده بيكون ضروري ومفيد لأي علاقة، بس المشكلة بقى في طريقة تنفيذ ده، للأسف التنفيذ بيكون غلط، فبالتالي العلاقة بتتخنق وبتموت.

 

المفروض كل طرف يفهم إن إحنا واحد آه، بس مش في كل حاجة. إحنا واحد في إن هدفنا واحد إننا نكمل سوا، وده هيخلي كل طرف فينا يشوف ويحس بوجود التاني في حياته ويعمل حسابه في قراراته وأهدافه، بس برضو هيقسم كل حاجة على اتنين، لأننا في الأصل اتنين مش واحد.

 

يعني مينفعش عشان إحنا واحد، يبقى طرف يحقق كل أحلامه وطموحاته وطرف تاني ينحصر دوره في إنه بيضحي ويساعد الطرف الأول في تحقيق ده. مينفعش طرف يقوم بدور مش دوره ويشيل مسؤولية مش بتاعته، لمجرد إننا واحد مش اتنين. مينفعش طرف يطبطب ويحضن ويصالح طول الوقت بحجة إننا واحد ومش هتفرق مين اللي بيعمل إيه.

 

دي عمرها أبدًا ما هتكون علاقة صحية، لأن مهما كان الطرفين متقابلين وراضيين بده هييجي وقت والطرف اللي شايل أكتر هيزهق ويتخنق ويبتدي يطالب الطرف التاني بحقوقه وإنه محتاج حاجات معينة، ووقتها الطرف التاني هيحس إن هو فيه إيه؟! إيه اللي حصل؟! ما إحنا عايشين ومبسوطين والدنيا ماشية زي الفل!

 

ده مش معناه أبدًا إننا منقدمش تنازلات وتضحيات. لأن برضو ده مش صح، وفي أغلب الأوقات لازم نضحي ونتنازل عشان المركب تمشي، بس الفكرة كلها إحنا هنضحي لمين؟ وبإيه؟ وإمتى؟ بدل ما المركب تغرق بينا!

 

هنضحي لمين؟ أكيد لحد يستاهل، حد مرن عنده استعداد يضحي هو كمان، وهيقدَّر التضحية دي، ومش هيبقى شايفها حق مكتسب.

 

هنضحي بإيه؟ دي بقى مسألة نسبية بتختلف من حد لحد، على حسب احتياجاته وأولوياته، ويقدر يتنازل عن إيه وميتنازلش عن إيه. يعني مينفعش مثلاً يكون أهم وأول حاجة في حياتك شغلك وحياتك العملية، وترتبط بحد يخليك تضحي بده. أو يكون أهم احتياج في حياتك إنك تحس بالاحتواء والأمان في علاقاتك، وترتبط بحد مش بيحسسك بده نهائي، وتقول خلاص مش مشكلة، وتضحي بأهم احتياجاتك النفسية.. وهكذا.

 

هتضحى إمتى؟ تضحي وقت ما تحس إنك لازم تعمل ده عشان تقدر تكمل مع الطرف التاني، إن تضحيتك هتفرق جدًا وتحل أزمة، مش تضحي عمَّال على بطال، وكل ما تواجهه أزمة تقول خلاص مش مشكلة أنا هتنازل عن كذا، والمشكلة اللي بعدها خلاص مش مشكلة هتنازل عن كذا، لحد ما تلاقي نفسك بتتجرد من كل حقوقك وأبسطها واحدة واحدة.

 

كلنا محتاجين علاقات صحية ومستمرة في حياتنا، بس للأسف مش دايمًا بنقدر نحقق ده. ساعات بيكون الغلط مننا وساعات لأ، بس الأكيد إننا لو عرفنا حقوقنا اللي مينفعش نتنازل عنها وفهمنا احتياجات الطرف التاني وقدرناها، هنقدر نحقق ده بنسبة كبيرة، ووقتها بس ممكن نبقى واحد مش اتنين.

 

هنضحي لمين؟ وبإيه؟ وإمتى؟

 

المقالة السابقةالحب وحده لا يكفي
المقالة القادمةالحب في زمن الفيس بوك
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا