تعد العلاقة الحميمة جانبًا هامًا في العلاقة الزوجية، تؤثر فيها وتتأثر بها. وأحيانًا تكون الرغبة الجنسية ضعيفة لدى أحد الزوجين منذ بداية الزواج، أو قد يحدث ذلك بشكل عارض. وعندما يحدث ذلك قد يعاني أحد الشريكين أو كلاهما ويحارا في الأسباب التي قد تكون وراء ذلك. لذا نتناول في هذا المقال أسباب ضعف الرغبة في العلاقة الحميمة لدى الزوجة، وبعض الاقتراحات لكيف يمكن للزوجين أن يتعاملا مع الوضع.
1- وجود مشاكل مع الزوج ومشاعر سلبية نحوه: إذا كان قد قام شجار بين الزوجين قريبًا فربما لا ترغب المرأة في ممارسة العلاقة، وحتى في حالة عدم حدوث شجار فإن المشاعر السلبية نحو الزوج والمتراكمة من مواقف عديدة ربما تقضي على رغبة الزوجة. فالعلاقة بالنسبة إلى الزوجة ليست علاقة جسدية فحسب لكن المشاعر فيها أمر هام ومؤثر.
2- الزوج مسيطر: عندما يكون الزوج مسيطرًا تحاول الزوجة استعادة جزء من حريتها ومحاولة الحصول على قدر من السيطرة في العلاقة الحميمة. قد يكون الزوج مسيطرًا بشكل مباشر، أي من خلال إصدار الأوامر والنواهي، وفرض رأيه في علاقتهما بشكل عام أو في العلاقة الحميمة بحيث لا يترك لها خيارًا بشأن التوقيت ومدى التكرار. وقد يكون الزوج مسيطرًا بشكل غير مباشر من خلال نكران الذات وتنفيذ كل ما ترغب به الزوجة، مما يولّد لديها شعورًا بالذنب وبأن عليها أن ترد له جزءًا مما يفعل ولو على حساب نفسها. وفي الحالتين تشعر أنها مجبرة، فتنفر من العلاقة.
3- النظرة المشوهة للعلاقة الحميمة بين الزوجين (شيء مقرف، عهر، استغلال… إلخ):بسبب إساءات ماضية أو خبرات سلبية أو مشكلات من بيت المنشأ، فمثلاً ربما تكون الزوجة قد تعرضت لاعتداء جنسي أو تحرش، وربما كان الوالدان يتحدثان أمامها في أمور جنسية، وربما كانت العلاقة الحميمة بين أبويها مريضة وكان ذلك معروفًا لها، وربما رأت أو عرفت خيانة أحد الوالدين… إلخ. ونتيجة للإساءة تكونت لديها نظرة سلبية تجاه الجنس، وهو ما يجعلها تنفر من العلاقة مع زوجها حتى لا تكون في هذا الموضع الذي تكرهه.
4- إحساس المرأة أن زوجها لا يتودد إليها إلا لغرض الجنس: تحتاج الزوجة أن تشعر بالقرب الجسدي لزوجها منها دون أن ينتهي الأمر بالضرورة إلى ممارسة العلاقة، أو دون أن يكون هذا غرضه. تحتاج منه أن يقبّل يدها تعبيرًا عن امتنانه وتقديره لها، أن يحتضنها ليحتويها، وأن يمسح على رأسها حنوًا عليها.
5- رؤية المرأة لنفسها أنها غير جميلة: إما لأن زوجها يقول لها ذلك أو يسخر من مظهرها، أو لضعف ثقتها بنفسها ومقارنة نفسها دائمًا بالأخريات، وسماع جمل مسيئة من الآخرين منذ صغرها مثل “إنتي ليه مش طالعة حلوة زي ماما؟ إنتي سمرا كده لمين؟ إيه الوحاشة دي؟” والنتيجة أنها تخجل من جسدها وترغب في إخفائه لأنها تراه قبيحًا.
6- الإرهاق: الذهاب إلى العمل، وازدحام الطرق، وسخافات الزملاء والشارع، والقيام بأعمال المنزل من طبخ وغسيل وتنظيف وترتيب، والعناية بالأطفال وتنظيفهم وملاعبتهم وإطعامهم وحل خلافاتهم وتنويمهم.. أشياء تقوم بها الزوجة طوال اليوم وكل يوم، فتستنزف طاقتها وتجعل أهم وأكبر رغبة لديها عند دخول الفراش هي النوم.
7- عدم الانجذاب الجسدي للزوج: لشيء بمظهره لا يعجبها، أو عدم اهتمامه بالنظافة الشخصية، أو وجود رائحة غير مستحبة… إلخ.
8- المعاناة من مشكلات نفسية أو في العمل أو العلاقات: كالشعور بالذنب لتقصيرها في حق المحيطين بها أو في حق الله، أو عدم قدرتها على قول “لا” عندما يكلفها المدير بعمل زائد، أو شعورها بالوحدة، أو شعورها بأن حياتها لا معنى… إلخ. وما يزيد الأمر تعقيدًا أن المرأة تفكر بطريقة الشبكة، أي أنها غالبًا لا تستطيع حصر تفكيرها في كل مشكلة على حدة، بل تفكر في كل المشكلات في وقت واحد، حيث يقودها التفكير في مشكلة ما إلى باقي المشكلات التي تبدو كلها مترابطة في شبكة معقدة تؤدي إلى سوء حالتها النفسية.
9- ميلاد طفل: هو حدث هام في حياة العائلة بشكل عام وحياة الأم بشكل خاص، فهي كل عالم هذا الصغير، ويصبح هو -خصوصًا في الفترة الأولى من حياته- كل عالمها أيضًا بما يتطلبه من رعاية تستهلك معظم وقتها وطاقتها الجسدية والنفسية.
10- أسباب عضوية وفسيولوجية: كتناول بعض الأدوية، أو اضطرابات بطانة الرحم، والغدة الدرقية، أو الأورام الليفية، أو جفاف المهبل لبلوغ المرأة سن انقطاع الدورة الشهرية، أو لأي سبب آخر مما يجعل الجماع مؤلمًا أو غير مريح، أو عدم الوصول إلى النشوة، أو الإصابة ببعض الأمراض كالسرطان والسكر وارتفاع ضغط الدم وغيرها، أو التدخين، أو تعاطي الكحوليات والمخدرات، أو الخضوع لجراحة في الثديين أو الجهاز التناسلي، مما قد يؤثر على نظرة المرأة إلى نفسها وعلى الوظائف الجنسية، ومن ثَمّ على الرغبة أو انخفاض مستويات هرمون التستستيرون بشكل ملحوظ عند سن انقطاع الدورة، أو التغيرات الهرمونية أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية.
كيف يتعامل الزوجان مع الموقف؟
– بدايةً.. على الزوجين تجنب المقارنة، لأن العلاقة الحميمة بتفاصيلها وتوقيتاتها تختلف من زوجين إلى غيرهما، ومن وقت لآخر حسب الظروف التي تطرأ في حياة الزوجين، وطالما أنهما راضيان فلا توجد مشكلة، إذ ليس هناك قاعدة معينة.
– الحديث عن هذه المشكلة يجب أن يتم بين الزوجين أو مع المختصين إن لزم الأمر، وليس مع الأصدقاء والعائلة، للحفاظ على خصوصية العلاقة ولتجنب الحصول على نصائح ضارة.
– النقاش بقلب مفتوح حول أي خلافات أو مشاعر سلبية، والعمل على حل الخلافات أولاً بأول، وتعبير الزوجين عن مشاعرهما واحتياجاتهما بصراحة سواء في علاقتهما بشكل عام أو تلك الخاصة بالعلاقة الحميمة، حيث يخبر كل منهما الآخر بما يحب وما لا يحب.
– استماع الزوج إلى زوجته ومشاركتها في مشكلاتها ومخاوفها، وحرص الزوجة على مشاركة همومها في الحياة والعمل مع المقربين.
– تبادل الود بين الزوجين في جميع الأوقات من خلال الكلمات الجميلة، واللمسات الرقيقة والهدايا البسيطة، وقبول الزوج لزوجته وعدم السخرية من شكلها أو مقارنتها بغيرها.
– الاهتمام بالنظافة الشخصية والمظهر.
– تقديم الزوج المساعدة لزوجته (كنمط حياة وليس عند الرغبة في ممارسة العلاقة حتى لا تشعر بالاستغلال)، وحرص الزوجة على طلب المساعدة في أعمال المنزل ورعاية الأطفال من زوجها أو والدتها أو المقربين، وعدم تحميل نفسها فوق طاقتها.
– زيارة الطبيب إن كان هناك أسباب عضوية، أو طلب الاستشارة النفسية التي تلعب دورًا مفيدًا جدًا، لا في جودة العلاقة الحميمة فقط لكن في جودة الحياة بشكل عام.
إن الشعور بالذنب وتبادل اللوم هي أمور لن تحل المشكلة، لذا يجب أن يكون تركيز الزوجين على أنهما فريق متعاون يحاول حل المشكلة، وليس على أنهما خصمان يحاول كل منهما أن يبرئ نفسه ويتهم الآخر.
المصدر الاول: أضغط هنا
المصدر التانى: هنا أيضاً
المصدر التالت: هنا ايضاً
المصدر الرابع: أضغط هنا
المصدر الخامس: وهنا أيضاً
It?¦s actually a great and useful piece of info. I?¦m happy that you simply shared this useful info with us. Please stay us up to date like this. Thanks for sharing.
Hello.This post was really remarkable, particularly because I was searching for thoughts on this topic last Saturday.