لظروف -نحكيها بعدين- أمضي هذا الرمضان في المنزل لأول مرة منذ 3 أعوام، وأجلس يوميًا أمام شاشة التليفزيون أكثر من اللازم، لدرجة أنني أسمع في عقلي “مش عايز أخونك وإنتي حامل” تعمل على وضع الـReplay، علقت معها لمدة لا أعلمها، وكلما مرت في أذني “عشان ولادنا بسنت وكامل” أتساءل “سحر إزاي وتخلف عبعال؟”.
تميل ألوان شاشة تليفزيوننا إلى اللون الأخضر -بحكم تقدم سنها- ما يزيد شعوري وكأنني أعيد تصفح عدد قديم من مجلة مصرية للجيب، بدأ هذا الشعور من كم الألغاز التي تحويها كل مسلسلات هذا العام، وتطور مع قوائم المعلومات القيمة والأحجيات العقلية التي تحتويها الإعلانات.. قد لا تجد وجهًا دقيقًا للشبه، ولكن دعني آخذك في جولة داخل العدد:
صفحة (1)
هل تعلم أن:
1- الدوندو كلمة متحرشة، قامت عليها حملات غاضبة، أما عندما يقول طفل لطفلة: “فكهاني وبحب المانجة” فهذا تطبيق عملي على درس الفواكه “مفيهوش حاجة”.
2- دور الفتاة البيئة يأتي مع عدد 2 شفايف تمشي عكس بعضها، هدية مجانية مع السيناريو.
3- لو فرضنا أن كل السيدات البسيطة لا تجد وقتًا لشعرها.
فإن مدام زينة “Too pretty to work” وستكتفي بنكشة بسيطة مع المكواه والصبغة.
4- الفقر عمره ما كان مانع من الهولي وود سمايل.
5- الحلة متلسعش مؤمنة أبدًا.
6- درة لما بتتعصب.. بتشم ريحة وحشة.
7- الممرضة لما بتسعف أهل حتتها في البيت، بتبقى لابسة البالطو والطاقية برضو.
8- نفس الشركة التي تدعو الشباب إلى الاسترجال هذا العام، هي نفس الشركة التي كانت تنصح حسام بـ “اضرب صاحبك لو همّ كتير” منذ عامين، ويستغربون الـ”30 سنة حسرة”.
9- ممكن تكتب إعلان وتاخد عليه فلوس، بمجرد إنك تحط كلمة “رفاهية” في 12 جملة غير مفيدة وملهمش علاقة ببعض.
10- البيئة بيقولوا الإنجليش غلط، والفافي بيقولوا الأمثال الشعبي غلط، كل حلقة.
11- حلاوة شكل الممثل تتناسب طرديًا مع تنفيض المُشاهد لعدم إتقانه اللهجة المصرية.
12- كل تترات مسلسلات هذا العام يمكن تلخيصها في “الناس بقت وحشة أوي يا جدو”.
صفحة (3)
– لعبة الاختلافات السبعة:
عند مشاهدة مي عز الدين ومصطفى شعبان، تضيق حدقتا عينيك تلقائيًا، محاولًا تذكر “شوفت نفس الكلام ده فين قبل كده؟” وقبل أن تبحث كثيرًا.. هي نفس مكونات مسلسلاتهم عبر السنوات الماضية، وإليك المقادير:
مسلسلات مي سهلة التحضير، فهي دائمًا حائرة بين رجلين، أحدهما مستمر بنفس الممثل من المسلسل اللي فات، تختلف الأحداث من حولها وتظل مي وفيّة لنفس عضات الشفاه وتسريحات الشعر والنظرات الزائغة للكسوف، والاستعانة بذراع النظارة الشمسية الضخمة للتهديد عند الغضب، ونفس مصمم الأزياء.
أما مقادير مسلسل مصطفى شعبان السنوي:
– عدد واحد جملة لازمة للشخصية، “إذا كان كده ماشي”، “يا حبيبي يا ربنا” و”كان فيه وخلص”.
– عدد واحد علا غانم كوميدية وبتزعق.
– عدد لا نهائي من المنبهرات بكونه “مزّ” على مدار المسلسل، وأضيف للقائمة الـ-18 هذا العام.
– عدد واحد سيدة مسنة تنصح إحدى زوجاته الحاليات أو السابقات بالمحاجية على بيتها وتفويت النزوات وإن كل الرجالة كده.
– يعمل كصاحب بيزنس كبير وله أعداء في السوق (يعملوا كام خناقة على حريقة على خطف، أكن المسلسل فيه أحداث يعني).
– حكم حياتيه كتير، دروس في الضحك على عقول “النسوان” أو “الحريم”، حسب موده وقتها.
– وأخيرًا وليس آخر.. ممثل سنيد يتلقي الأقلام ويرمي إفيهات الزواج التعيس.
صفحة (4)
فزورة العدد:
ليه واحد ممكن يكسب رحلة حج عشان عرف حلقة السمك في بورتو السخنة على ارتفاع كام متر من سطح البحر؟
صفحة (5)
صدق أو لا تصدق:
في العام الذي أوقف فيه التليفزيون المصري إنتاج “سوبر هنيدي” قدمنا للأطفال “سيد أندرويد”، لنشوّه به وحش الدوبلاج المصري محمد هنيدي، ونشبع الأطفال بمستوى ركيك من العامّية المصرية الدارجة في الحارة، وأفقدنا طلعت زكريا دوره الوحيد النافع للبشرية، فعاقبتنا الألهة بـ “بث مباشر”
صفحة (6)
– لعبة الذكاء:
إذا علمت أن السيارة الرينو بـ80 جنيهًا في اليوم، وكيلو الكحك بـ760 جنيهًا، وعمارات إسكان الشباب بـ250 ألف، وكان عمو عزت يدفع 41 ألف جنيه مقدم في الشاليه الذي تصل قيمته لـ411 ألفًا، ويقسط الباقي بـ2600 في الشهر، فاستخرج الآتي:
– عدد الشهور اللازمة لتسديد أقساط شاليه عمو عزت.
– متوسط راتب المواطن الذي يصيّف في موسى كوست ويركب الرينو ويريد شراء الكحك لهذا العام.
صفحة (7)
نصيحة العدد:
رجّعوا عداد الدقايق اللي فاضلة على نهايةالإعلانات، الحياة استخدمتها مرة واحدة يوم 1 رمضان أثناء عرض “نيللي وشريهان” وعجبنا الموضوع أوي.. فمكررهوش تاني.