كثيرًا ما نصاب بالتوتر والقلق تجاه الحياة، ربما تكون بسبب ضغوط العمل أو مسؤوليات الأسرة أو حتى الجو العام.. اختلفت الأسباب والأكيد هو إصابتنا غالبًا بالتوتر والعصبية، والتي غالبًا ما تؤدي إلى عادات سيئة، مثل الإفراط في الأكل، أو فقدان الشهية تمامًا، أو اللجوء للسجائر، أو حتى قضم الأظافر وتقطيع الشعر.
يقول إحسان عبد القدوس في إحدى رواياته، إن الحصول على إجازة عند حدوث مشكلة لا يبعد تفكيرك عنها، بل على العكس يزيد انغماسك فيها، وإن أفضل أمر ممكن أن تقوم به لنسيان مشكلة ما هو الانغماس بالكامل في أمر آخر. لذلك إذا كنتِ دائمة التعرض لمثل هذه الضغوط يجب عليكِ إخراج القليل من مشاعرك وتفكيرك في أشياء أخرى، أحضرت لكِ اليوم 15 طريقة جربتها شخصيًا على مدار السنة الفائتة ونجحت في تخلصي من التوتر.
1- التلوين
انتشرت مؤخرًا فكرة كتب التلوين للكبار، دعني أقول عن تجربة إنها ممتعة بحق ولا تستلزم مهارات كبيرة، بالإضافة بالطبع أن تأخذ حيزًا من التفكير فتقلل من التوتر العصبي، من الممكن استبدال هذه الكتب بتلوين كتب الأطفال ولكنها لن تعطي نفس درجة التأثير، حيث إن مساحات التلوين في كتب الكبار صغيرة للغاية وهو ما يجعل التركيز أكبر. تستطيعون شراءها من المكتبات الكبرى أو بعض الصفحات المتخصصة على الفيسبوك، كما يمكن طباعة بعض الرسومات مباشرة من الإنترنت عن طريق البحث في جوجل.
2- الأعمال اليدوية
ممارسة الأعمال اليدوية المفضلة حتى لو كانت بسيطة، لا تزيل التوتر فقط، وإنما تعد أيضًا من مسببات السعادة، فعند إتمام أي من القطع اليدوية نشعر ببهجة الإنجاز. سواء كانت هذه الأعمال كروشيه أو تريكو أو كانافاه أو التطريز أو صناعة العرائس المحشوة. شخصيًا شعرت بالتوتر يخرج من نفسي عندما أمسكت بإبرة الكروشيه وبدأت في عمل إسكارف بغرزة عمود بسيطة بدون باترون، فلا أخاف أن أخطئ أو أسبب ضغطًا زائدًا عليّ بسبب الخوف من عمل غرز خاطئة، هذا بالطبع للمبتدئين من أمثالي، أما المحترفين فلا يوجد قيود عليهم.
3- البازل
وجدت أن تجميع قطع اللغز يستولى على الدماغ بالكامل، فلا يترك أي مساحة للتفكير في الأمور الأخرى المسببة للتوتر، ينتشلك تمامًا من عالمك ومن كل المحيطات ويضعك في فقاعته الخاصة لتركزي بشدة فيه، وهو شيء لو تعلمون عظيم، وعن تجربة. إذا كنتم مبتدئين في لعب البازل يجب أن تبدؤوا بعدد قطع قليلة مثل 50 قطعة على سبيل المثال (حتى لو كانت أشكالاً طفولية) وستنمو مهاراتكم البازلية سريعًا.
4- الرياضة
معروف أن ممارسة الرياضة تزيل التوتر، ولكنني هنا لا أتحدث عن ممارسة الرياضة المنتظمة -وإن كانت مستحبة- بل عن ممارسة الرياضة اللحظية فور الشعور بالتوتر وذلك للتخلص المؤقت منه. يمكن شراء جهاز رياضة في المنزل، أو الأفضل ممارسة الرياضة مع فيديوهات اليوتيوب. مارست لفترة من الوقت رياضة المشي المنزلي walk at home وتمارين يوجا للرقبة والظهر، كل ذلك كان مع فيديوهات اليوتيوب، يمكنني أن أؤكد بكل ثقة أن هذه كانت من أسعد فترات حياتي.
5- بينترست
Pinterest هو واحد من أعظم المواقع التي أنشأها الإنسان على الإنترنت، هو موقع تواصل اجتماعي، ولكنه يختلف تمامًا عن فيسبوك وتويتر وإنستجرام، هذا لأنه لا توجد به مساحة كبيرة للنقاشات التي تؤدي إلى تساقط الشعر وتعكير المزاج. نستطيع اعتباره موقعًا ممتازًا لمشاركة الصور والأفكار والإبداعات، ثري للغاية بالألوان وممتع بصريًا لأقصى درجة، حتى أنه من الممكن قضاء ساعات عليه بدون الإحساس بالوقت. من مميزات هذا الموقع التي لا يمكن إهمالها صراحةً، هو أن تقريبًا 95% من محتوى الموقع هو محتوى أجنبي وليس عربيًا، مما يسمح بالتعرف على العوالم الأخرى دون الضغط المصاحب لنشرات الأخبار والكلمات الكثيرة، فقط من خلال الصور.
6- قراءة مجلات ميكي
وأنا هنا لا أتحدث عن القراءة بشكل عام، رغم أنها قد تكون السبب في إزالة التوتر عند بعض الأشخاص، ولكنني أتكلم عن هذه المجلات المرسومة بشخصياتها الشهيرة والتي تحتل في ذكرياتنا جزءًا ليس بسيطًا. بالإضافة لكل ذلك فإن هناك متعة خاصة في قراءة مجلات الكوميكس تختلف عن قراءة الكتب والمجلات العادية، حيث إن تركيبة الصور وتجميعها مع الأحداث والكلمات أخف على العقل والنفس من قراءة الكتب العادية.
7– سماع الموسيقى الهادئة
سواء كانت الموسيقى الكلاسيكية أو موسيقى حديثة، فكلتاهما يؤديان نفس الغرض، كنت أحب في ليالي البرد والسهر للعمل الاستماع لموسيقى عمرو إسماعيل تحديدًا، كانت تسكت الكثير من الضوضاء في عقلي.
8- العجن
يعد من أفضل الأمور على الإطلاق، بالنسبة لي على الأقل، خصوصًا إذا كان بدون مبرر أو سبب سوى إضفاء بعض البهجة على المنزل وإدخال السرور للنفس. وأخص بالذكر العجن وليس عمل الحلويات أو الطبخ عمومًا، لسببين، أولاً لأن رائحة المنزل عندما تغرق في رائحة المخبوزات الناضجة في الفرن لا يمكن مقارنتها بأي شيء آخر. ثانيًا عند العجن يدويًا أو استخدام اليدين في تشكيل العجين، يتملكك إحساس بالسكينة وبالتناغم بين روحك وعقلك وجسمك.
9- التسوق
كنت ضد هذه العبارة لأنني أكره شراء الملابس والأحذية لما أعانيه من عدم وجود المقاس أو الموديلات المناسبة، بالطبع مع أسعار معقولة. ولكنني اكتشفت أن فكرة التسوق أعم وأشمل، فأصبح التسوق للمطبخ وللمكتبة ولابنتي يؤدي نفس الغرض، وأحيانًا أتسوق إلكرتونيًا وأستمتع بذلك. نصيحتي الوحيدة هي ألا تذهبوا للتسوق ومحافظكم عامرة بالنقود، لأنكم ستندمون على هذه الخطوة سريعًا.
10- غسيل المواعين
اعذروني ولكنها الحقيقة، أنا لست من النوع المحب لأعمال المنزل عمومًا ولغسل المواعين خصوصًا، ولكن في الأوقات التي أكون فيها مشتتة للغاية، قد أجد نفسي ذاهبة لغسل المواعين للمساعدة في ترتيب أفكاري، ولكني أفعل ذلك فقط حين يساعدني ظهري على أداء مثل هذه الحركة المتهورة.
11- الرقص مع الأطفال
وهو ما اكتشفته بالطبع بسبب وجود ابنتي، الرقص على أي موسيقى أو أغاني حتى وإن كانت أغاني أطفال، أصبح من مبهجات الحياة، أنسى خلال الرقصة كل ما كان يضايقني وألتفت فقط لسعادة طفلتي الغامرة بأننا نرقص معًا بحركات طفولية غير مدروسة.
12- إعادة ترتيب الأرفف
مثلها مثل غسيل المواعين، تجعلني أركز بشدة في ترتيب الأشياء حتى أنغمس فيها تمامًا، فأرتب رف الكتب ودرج الماكياج ودولاب التوابل، ميزتها الوحيدة عن غسيل المواعين أنه يمكن ممارسة هذا النشاط أثناء الجلوس، فلا أعاني من وجع الظهر.
13- اللعب بالبهارات
البهارات من مبهجات الحياة ولكنها غالبًا ما تكون مظلومة في حياتنا، لأننا اعتدنا على أنواع قليلة من البهارات نستخدمها بشكل ضيق، جربوا في مرة أن تكسروا القواعد وتخلطوا البهارات التي يخبركم إحساسكم أنها ستليق معًا وأضيفوها على الأكل، صدقوني ستسعدون بهذا التغيير البسيط.
14- حمام ساخن مع كتاب
أعلم أنه حلم بعيد المنال، ولكن إن استطعت أنا فعل ذلك فهذا يعني أنكم تستطيعون أيضًا، فهو يفرق في النفسية جدًا ويصفّي الذهن إلى حد كبير، طبعًا يجب أن يكون الأطفال نائمين حتى لا يتم إزعاجك وأن يكون الكتاب خفيف، ويفضّل استخدام بعض الزيوت العطرية التي تفضلينها لزيادة التأثير.
15- تزيين المنزل وإعادة الديكور
وهذا يعد آخر اكتشافاتي، فأنا لم أكن يومًا من مهووسات الديكور، ولكنني فوجئت أن أبسط تغيير في ديكور المنزل له تأثير إيجابي وفوري، كما أن التخطيط لشكل الغرفة وكيفية وضع القطع الجديدة سيلهيكِ عن كم المشكلات التي تطاردك. بالطبع ليس من الواجب أن تكون قطع ديكور باهظة الثمن، لأنني حصلت على نفس النتيجة عندما زيّنت جدران الغرفة ببعض أشكال الفوم الملون.
