مع بداية شهر ديسمبر الحالي أتممت سنة ونصفًا مع “نون”، ثلاثة أشهر كاتبة متدربة والباقي كاتبة، وخلال المدة دي فيه فروق كتير في حياتي حصلت بسبب “نون”، حاجات أضافتها ليّ “نون”، وأوقات كانت بالنسبة لي السند والدعم، وهنا هتكلم عن 15 فرق غيرته “نون” في حياتي.
1- أول راتب من الكتابة
لما رجعت أكتب تاني وأقرر أنشر في فبراير 2014 كان فيه تحدي عملته لنفسي، أو سميه هدف، هو إني أكسب فلوس من الكتابة قبل سن التلاتين، يعني كان باقي قدامي سنة وشهر قبل ما أحقق الهدف ده، وفعلاً بعد سبع شهور بالضبط قبضت أول مرتب من “نون”.
اليوم ده عمري ما هنساه، في أول لقاء ليّ مع كاتبات “نون”، والظرف الأبيض، وفرحة الفلوس اللى كسبتها لأول مرة من حاجة فعلاً بحبها، والهدف الأول اللى أحققه لنفسي من وقت طويل.
2- كاتبات “نون”
عالم البنات مليان بما يسمى “النفسنة” يعني الغيرة النسوية المعتادة، لكن مع أول مقابلة ولقاء بكاتبات “نون”، حسيت إني في مجتمع مختلف، هنا فيه صداقة ومحبة ودعم من غير حدود.
3- اكتشاف للصديقات القديمات
قبل ما أبدأ كتابة مع “نون” كان ليّ في فريق الكاتبات صديقات سواء مقربات أو غير مقربات، ولكن علاقتنا اكتسبت بعد كده معنى وأبعاد تانية، وقربنا من بعض بصور مختلفة بسبب وجود كيان أكبر بيجمعنا كلنا.
4- إني أقدر
لما رجعت أكتب أول حاجة خطرت في بالي “عايزة أكتب في نون”، ولكن بما إنهم مكانوش محتاجين كاتبات في الوقت ده، كان المنفذ الوحيد للنشر في “نون” في باب “كلامنا ألوان”، وبعت مرة واتنين وثلاثة لغاية لما اتنشرلي مقالين.
بعدها “نون” طلبت كاتبات لقسم “من الإبرة للصاروخ” اللي مكنتش أعرف إنه موجود أساسًا، وقررت أبعت وأشتغل أيًا كانت المعوقات، وفعلاً لغاية ما ردوا عليّ -بعد وقت مش فاكرة قد إيه بس حسيته قرن من الزمن- كنت ببعت كل يوم موضوع وفكرة جديدة، مكنتش مستعدة أسيب الموضوع للصدفة، التجربة دي علمتني إن أي حاجة أنا عايزاها ممكن أعملها.
5- ثقل موهبتي
خلال عملي مع “نون” اتعرفت على محررتين، كل واحدة منهم كان عندها طريقة مختلفة في التعامل والملاحظات والتوجيه، وعلى الرغم من كوني كارهة كبيرة للتوجيه والنصائح، لكني محستش بأي غضاضة أو نفور من أسلوبهم، بالعكس.. كل واحدة كان ليها لمسة مختلفة أثرت على أسلوبي وموهبتي.
6- البوح
فيه مقالات كتير في “نون” اتكلمت خلالها عن حاجات في نفسي بخاف حتى أفكر فيها، وعمري ما تخيلت إني أقدر أحولها لكلمات وأنشرها للناس، لكن شجاعة البوح والحكي عند كاتبات “نون” الأخريات، والتشجيع خلاني أقدر أنا كمان أكتب عن مخاوفي وأفكاري.
7- اللمة الحلوة
من شهور عملت “نون” إيفنت أو تجمع للبنات فقط تحت عنوان “اللمة الحلوة مع نون” اليوم شمل قارئات وكاتبات كمان، مليان أنشطة ومرح ولعب وفضفضة.
يومها تأثرت أكتر بالبنات والسيدات اللي حضروا اللمة من غير ما يعرفوا “نون”، همّ شافوا على الفيسبوك إيفنت لتجمع بنات، قرروا إنهم يجربوا، وكانوا فعلاً أنشط وأكثر تحرر من القيود وإحساس بالمرح من الباقيين.
البنات دي كانوا عارفين إنهم محتاجين اللحظات دي وقدروها، وتعلمت منهم أنا كمان إن اللمة والفرحة تستحق روح المغامرة والتجربة.
8- حلقة دعم
يوم اللمة الحلوة كنت منهكة وتعبانة نفسيًا أكثر من بدنيًا، المسؤوليات والأعباء والعمل كلها على أكتافي، مش قادرة أفكر في الإيفنت واللمة قد ما أنا بفكر في اللي بعد كده، توجهي لبيت أهلي، تلقي شوية لوم على التأخير، العودة متأخرة لبيتي، الشغل تاني يوم، دايرة مبتخلصش من الطلبات اللي لازم ألبّيها لكل الناس.
حاولت خلال اليوم أنسجم مع صديقاتي، لكن كنت حاسة إني بعيد ولوحدي أغلب الوقت، لغاية ما جه وقت نشاط حلقة الدعم، وفيه اتجمّعت كل مجموعة من البنات في دائرة للفضفضة، مع مجموعة من القواعد زي عدم مقاطعة المتحدثة، أو الحكم عليها.
لما بدأت البنات تتكلم مقدرتش أحبس دموعي على وجع وألم وحيرة كل واحدة منهم، كنت حاسة إن زي ما أنا تعبانة ومستنزَفة همّ كمان في نفس الوضع، وكلنا بنعافر في نفس المطحنة بشكل أو بآخر.
9- القرنفلة
بعد نهاية أنشطة يوم اللمة الحلوة، وزّعت علينا “نون” هدية مميزة، إصيص زرع فيه قرنفلة، ومن أجمل لحظات اليوم المبهج لما البنات طلعت الشوارع مروحة وكل واحدة في إيديها وردتها.
إصيص الزرع كان كود سري بين المشتركات، بيفكرنا بكل اللي عملناه، والأسرار اللي تبادلناها، والدعم اللي لقيناه سوا.
10- الفخر
في بداية اليوم ابتاعت لي صديقي دبوس عليه شعار “نون”، ارتديته طوال اليوم، وبعد ما مشيت فضل على ملابسي، ولما حد يسألني يعني إيه “نون” كنت بحس بالفخر وأنا بشرح الكيان اللي بنتمي إليه.
11- المساحات الجديدة في الإبداع
كل شهر تقريبًا بتقدم “نون” حملة جديدة، فكرة مثيرة كل الكاتبات بتكتب عنها من وجهات النظر المختلفة، وكل فكرة حملة بتدخلني مساحات أوسع من الإبداع، وتخليني أفكر وأكتب في حاجات ممكن مكانتش خطرت في بالي لولا “نون”.
12- كل البنات حلوين
من أشهر وأجمل حملات “نون”، الحملة اللي طلعت من جوة كل واحدة منا عشرات العقد والكلاكيع اللى صدرها ليها المجتمع عن الشكل والجمال، وليّ مقال فيها باسم “حلوين وحشين مش عاجبين” خلاله تذكرت أنا وأختي واقعة حدثت معانا من حوالي خمسة عشر سنة أو أكثر، ومتكلمناش فيها من يومها، وإزاي لسه فاكرينها ومعلمة فينا على صغرها.
13- سوا نقدر
“نون” بدأت 2015 بحملة “سوا نقدر” واتكلمت كل كاتبة عن قيمة معينة ناوية تهتم بيها في السنة الجديدة، وقبل الحملة كان فيه جلسة تصوير للكاتبات مع عائلاتهم، وصورتي كانت مع كلمة “نعتني”، قررت وقتها إني زي ما بعتني بعائلتي على قدر ما أستطيع، جه الدور اللي أبدأ أعتني بنفسي، وحققت ده لحد كبير.
14- النفسية عايزة إيه
حملة أخرى مميزة في “نون”، خرّجت عقد ومشاكل جديدة جوة القارئات والكاتبات، اتكلمت فيها بصراحة عن مشكلتي مع الطعام، قدرت من خلال الكتابة على تشخيص نفسي ومعرفة مشكلتي، ودي كانت الخطوة الأولى في العلاج.
15- إنها “نون”
“نون” السند، و”نون” الصداقة، “نون” المتجددة، و”نون” التي تجمعنا في نهاية عام 2015، واللي أحب أقولها قد إيه حياتي أجمل معاها، وإزاي بتأثر في حياة الأخريات من غير ما تعرف.
بعد سنة من الكتابة في “نون”