ها قد حان الوقت لأعترف بأكبر مشكلاتي على الإطلاق: “أنا أعاني من الوزن الزائد”. حسنًا، أستطيع أن أتنفس الصعداء الآن وأباشر بكتابة هذا المقال على أرضية هذا الاعتراف، بعد أن ظللت أتجنب إظهار كل ما يشير إلى تلك المشكلة لمن لا يعرفني على أرض الواقع، وكأن ذلك عيبًا خطيرًا يستحق أن يتوارى عن الأنظار.
الوزن الزائد الذي يتحول عند البعض لما يُعرف بـ”السمنة” مشكلة مؤرقة للكثيرين، ولا مبالغة إن قلت لملايين. وباعتباري واحدة عانت من هذه المشكلة لعدة سنوات، أعرف جيدًا ما تسببه على صعيد الصحة الجسدية والنفسية. سأترك الحديث عن الصحة الجسدية جانبًا، فلا أعتقد أن هناك من يجهل مخاطر الوزن الزائد والسمنة، ولأحدثكم قليلاً عن صحتي النفسية المتأزمة على الدوام لكوني أشعر بأن صورتي لا تعبر عني، وأن روحي الحرة المنطلقة حبيسة جسد لا يشبهها، فروحي فراشة بجناحين باتساع الدنيا بينما جسدي الشرنقة التي سعيت كثيرًا للتخلص منها.
أولى محاولاتي للتخلص من شرنقتي كانت باتباع نظام غذائي يُعرف باسم “ريجيم الحليب والتمر”. على مدار شهرٍ كامل كنت أتناول الحليب والتمر فقط لا غير، بمقدار معين في ثلاث وجبات رئيسية. هل كان هناك نتيجة تُذكر؟ نعم، كانت هناك نتيجة. هل استمريت على هذا النظام حتى انتهاء المشكلة؟ بالتأكيد لا، لأن جسدي كان قد أُنهك بشدة، ناهيكم بالملل بسبب هذا الحرمان الشديد.
بعد هذه المحاولة الفردية الفاشلة جاءت الرحلة التي مر بها كل من يعانون من الوزن الزائد (رحلة الأطباء)، أعتقد أن الكثيرين الآن يقرؤون ما بين الأقواس بينما تترد في أذهانهم موسيقى تصويرية ما، غالبًا ما ستكون في غاية البؤس.
طبيب 1: زيارة أسبوعية، أدفع مبلغًا لا بأس به من المال نظير المتابعة، أدخل لمقابلة الطبيب لعدة دقائق ثم أخرج وأنا أحمل ورقة تحتوي نظامًا غذائيًا لا يخرج عن منتجات الألبان والبيض، أدفع مبلغًا آخر من المال مقابل كيس من الأعشاب لا أدري كنهها، وهكذا إلى أن أعلن استسلامي بعد أن يرهقني النظام الغذائي غير المتوازن والأعشاب.
طبيب 2: زيارة كل عشرة أيام، المبلغ الذي أدفعه لمقابلة الطبيب زاد الضعف، النظام الغذائي متوازن ولا بأس به لكن هذه المرة مصحوبًا بواحد أو اثنين من أدوية التخسيس المعروفة، بالإضافة لجل هلامي لا أدري كنهه أيضًا مُصنَّع على يد هذا الطبيب يعادل ثمنه ثمن الكشف، والمفترض أن هذا الجل يساعد على التخلص من الدهون الزائدة. الاستسلام هنا لم يأتِ مني، ولكنها ميزانيتي المالية هي التي أشهرت إفلاسها بعد عدة زيارات.
طبيب 3: زيارة كل أسبوعين، المبلغ الذي أدفعه لمقابلة الطبيب لم يشكل عبئًا عليّ، العبء الحقيقي كان في انعدام الخصوصية، فوقت الطبيب لا يسمح بمتابعة كل حالة على حدة. كنت أجد نفسي مع 5 حالات أخرى على الأقل يقوم بمتابعتنا في نفس الوقت. ولم تكن تلك المشكلة الوحيدة، فهناك كيس الأعشاب المرافق للنظام الغذائي، والذي يشعرك الطبيب أن خلاصك وراحتك تكمن فيه. الأعشاب التي لا أعرف ماهيتها، وما إن توقفت عن تناولها حتى أصبت ببطء في حركة الأمعاء وإمساك شديد لم أتخلص منه إلا بعد قرابة شهر عاد بعدها الجسم لطبيعته.
وهكذا تجدون أن الرحلة ما بين الأطباء مرهقة للغاية، مرهقة للصحة ومرهقة للمال، فقد أصبح من النادر إيجاد طبيب تغذية يقدم خدمة جيدة بتكاليف معقولة، طبيب يمنحك الاهتمام المرجو دون أن يبيعك الوهم في شكل أكياس أو كبسولات.
من المدهش بالتأكيد أن أخبركم أني وجدت الخدمة الجيدة وبلا أي تكاليف تُذكر، حتمًا تتساءلون كيف ذلك، وأعتقد أن الإجابة ستكون أكثر إدهاشًا، فضالتي وجدتها في صفحة على الفيسبوك حملت اسم “لو نفسك تعمل دايت وتخس حلك معايا”، وبالفعل وجدت الحل عندها، ووضعت قدمي على الطريق الصحيح للتخلص من مشكلة الوزن الزائد التي طالما أرقتني حتى بت أتعامل مع المشكلة كأنها حُلت بالفعل، ولربما هذا ما شجعني على كتابة مقالي هذا.
الصفحة التي يديرها -للغرابة- مهندس ميكانيكا يدعى “مصطفى علي” حمل على عاتقه مساعدة كل من يريد إنقاص وزنه، وذلك بعد أن عانى ويلات السمنة، وساقه الحظ الجيد لطبيب تغذية ساعده من خلال نظام غذائي صحي ومتوازن قمت بتجربته بنفسي، فأعطاني نتيجة ملموسة دون إرهاق صحتي أو تقييدي بأغذية محدودة كما هي الحال في الأنظمة الغذائية الكيميائية.
تضم الصفحة عددًا من الأنظمة الغذائية المتنوعة (نظام غذائي رئيسي – نظام غذائي للحوامل – نظام غذائي للمرضعات – نظام غذائي للأطفال – نظام غذائي لصيام المسلمين- ونظام غذائي لصيام الأقباط – وحتى نظام غذائي لذوي الدخل المحدود). كل هذه الأنظمة وضعت بإشراف طبيب تغذية مختص، ويتولى م. مصطفى مهمة توجيه الأعضاء وتحفيزهم لتطبيقها بفضل ما اكتسبه من ثقافة غذائية أثناء رحلته الخاصة للخلاص من السمنة، وقراءاته المستمرة في علوم التغذية.
تُقدم الصفحة إلى جانب الأنظمة الكثير من المعلومات اللازمة في رحلة إنقاص الوزن، تُقدمها بكل الأشكال الممكنة، بالصوت، الصورة، والفيديو. المميز في الصفحة أيضًا أنه لا إعلانات، لا أدوية، لا أعشاب، لا حلول سحرية وهمية، الترويج كله فقط لنظام غذائي صحي متنوع ومتوازن تحتاج معه لممارسة الرياضة نصف ساعة على الأقل يوميًا، وهو ما تحتاجه فقط للخلاص من وحش السمنة المسيطر عليك.
في النهاية.. أنا أتحدث عن تجربتي الشخصية التي لا أُلزم بها الآخرين، فقط أتمنى أن يسعى كل شخص للتخلص من الوزن الزائد بطريقةٍ صحية، فلن يحدث هذا بالأدوية ولا الأعشاب ولا كل الأوهام التي يبيعونا إياها. لا يحتاج الأمر منكِ سوى قرار نابع من داخلكِ للتغيير واتباع سلوكيات صحية بدايةً باتباع نظام غذائي صحي، مرورًا بالسعي للتثقيف غذائيًا، وانتهاءً بممارسة الرياضة يوميًا لمدة نصف ساعة. هذا التغيير ليس مستحيلاً، ربما يكون صعبًا في البداية، لكن -عن تجربة- أسبوع واحد من الالتزام سيجر أسابيع فشهورًا حتى تجدي نفسكِ قد تبدلتِ تمامًا. وتذكري: أنتِ تستحقين أن تكوني بصحة جيدة، تستحقين أن تظهري بمظهرٍ يقدمكِ للعالم بصورةٍ أفضل.