بقلم/ روبرت ستون
ترجمة/ رزان محمود
يواجه الأطفال وقتًا عصيبًا بعد الطلاق. وفي الكثير من الأحيان يتجاهل الآباء التفكير في تشعبات آثار هذا الحدث على أولادهم. من المهم جدًا فهم كيف سيرى الأبناء مسألة الطلاق، وما يترتب عليها من نتائج في علاقتهم بالأبوين، وذلك للمساعدة على تقليل الارتباك العاطفي لوقعه عليهم.
1- تميل البنات سرًا إلى التماهي مع المرأة الأخرى، بينما الأولاد مع الرجل الآخر
تريد البنات أن يكنّ “ضيّ عين بابا”، فإذا رغب الأب في امرأة أخرى أو زاد اهتمامه بشيء خلاف الأسرة (مثل أن يكثر من ارتياد المقهى/ البار)، فستريد الابنة في وقت ما، استكشاف هذا العالم الآخر. تميل الابنة أن تحتفظ بالأمر سرًا عن الأم خوفًا من أن تصبح غير وفية لها، ونفس الشيء مع الابن. من المفيد تعريض هذا السر للنور والحديث عنه بطريقة لا تصدر الأحكام على الأبناء.
2- لا تحبس الأبناء في خطط المتداخلات أو المثلثات
يقع المثلث حينما نحشر شخصًا ثالثًا في علاقة بين طرفين اثنين: فنصبح أنا وأنت ضده. يعتبر المتداخلون الأشخاص رقم ثلاثة، الذين يقعون في المنتصف بين شخصين يجب أن يتعاملا مع بعضهما بعض، مباشرة. يمكن للأبناء أن يتحولوا إلى “المتداخلين” بين والديهم المطلقين، محاولين أن يرأبوا الفجوة. ويمكن للوادلين وضع أطفالهما في المنتصف لضخ المعلومات أو لخوض حرب الولاء، أو أن يحاول أحد الأبوين أن يصبح “المتداخل” بين الزوج/ـة السابق/ـة وابنهما. تذكر أن العلاقات الثنائية بين طرفين تعتبر أفضل قاعدة لتسيير العلاقات العائلية بعد الطلاق.
3- لا تخلط بين ما يقلقك وما يقلق طفلك
في أي وقت تشعر فيه بدلاً من طفلك، تأكد مجددًا إذا ما كنت تسقط مشاعرك الخاصة وما يقلقك، عليه. إذا قلقت لأن طفلك يشعر بأنه متروك أو مُتجاهَل أو مجروح أو خائف، جرّب أن تقول “أنا أشعر بأنني متجاهَل ومجروح وخائف”. تعامل مع مشاعرك أولاً، وحينها فقط ستصبح مؤهلاً لمساعدة أطفالك، إذا كان لديهم نفس المشاعر.
4- حينما يقترب الأطفال للمراهقة، ربما يودوّن أن يصبحوا مع مطلقك / مطلقتك
قد يكون هذا الأمر مؤلمًا للغاية للوالد الحاصل على الحضانة، والذي قد يأخذ الموضوع على محمل شخصي. ومع ذلك، ففي أغلب الحالات تكون دوافع الطفل لذلك هو أن يختبر بنفسه الحياة مع الوالد الآخر، خصوصًا إذا تربّى على قصص الآخرين حول ذلك الوالد، الذي قدسّه/ها سرًا. يريد المراهق أن يختبر الحقيقة بنفسه، وأيضًا، قد يحتاج المراهقون لمعرفة إذا ما استطاعوا الحياة دون الوالد الحاضن في طريقهم للسعي خلف تطورهم الشخصي.
5- تواصل معهم بتوضيح القيم بدلاً من الإصرار على التحكم والسيطرة
قد تصبح السيطرة على أطفالك لعدة أسباب أمرًا صعبًا للغاية الوصول إليه أو التأكيد منه. وقد يساعدك التحكم في نفسك وانفعالاتك، كأن تكون حازمًا وصبورًا في آنٍ. استمر في تأكيد الالتزام بالتوقعات: حلّ الفروض المنزلية والترتيب ومواعيد العودة للمنزل.. إلخ. لكن حاول التفكير بأن هناك شيئًا أكثر أهمية من التحكم، وهو توصيل مبادئك الإيجابية، حتى في وسط الصراع والخلاف، وحتى لو بدا الأمر أنك لن تصل لأي نتيجة، فلا تيأس. ستجد أن أطفالك يطبقون مبادئك وهم يؤمنون بها حقًا، خصوصًا عند تحولهم للنضج، فقط ضع نصب عينيك الصورة الكبرى، وتحلّ بالإيمان.
المصدر: اضغط هنا