كاميليا حسين
هل من الممكن أن يصاب الأطفال أيضا بأمراض نفسية؟ قد يبدو لنا أن الأطفال في عالمهم الوردي الذي لا يحتوي سوى على المرح والألعاب الملونة وأبطال مسلسلات الكارتون بعيدون تماما عن خطر الإصابة بالأمراض النفسية.
قد يشعر بعض الأهل بأن أطفالهم بهم شيء مختلف أو ليسوا على ما يرام، لكن من النادر أن يفكروا في أن أطفالهم بحاجة لمساعدة من مختصين، وقد يفسرون سلوك الطفل المختلف بأنه مجرد شقاوة أو عناد دون أن ينتبهوا أن هذا السلوك قد يكون مؤشرا خطرا وأن عليهم الانتباه له، ويؤدي تأخر اكتشاف المرض وتأخر بدأ العلاج أحيانا إلى تفشي الأمر مما يصعب من عملية العلاج.
الاضطرابات النفسية للأطفال:
تعرفها الدكتورة بشرى إسماعيل، في مقدمة كتابها الاضطرابات النفسية للأطفال (الأسباب، التشخيص، العلاج)، بأنها: الصعوبات والمعوقات الجسمية والنفسية والاجتماعية التي تقف في طريق تحقيق الطفل لحاجاته ومتطلباته وتعوقه عن التغلب علي تحديات وصراعات مرحلة الطفولة، ومن ثم تجعله غير متكيف مع بيئته، وغير متوافق مع الآخرين سواء في المنزل أو في الصحبة وفي المدرسة، ما يؤدي إلى انعزاله عن المجتمع ومن ثم حاجته إلى الرعاية والتوجيه والعلاج.
ولكي نعتبر سلوك الطفل مؤشرا على اضطراب نفسي، فلا بد أن يكون مستمرا لفترة طويلة وليس مجرد حالة عابرة، وأن يكون مستمرا في كل مكان (لا يكون في المدرسة فقط مثلا وليس البيت).
أسباب الاستعداد للمرض والتي تجعل فرص إصابة الطفل بالاضطرابات النفسية أعلى من غيره:
1- أسباب قبل ولادة الطفل.
– الاستعداد الوراثي.
– تعرض الأم للأشعة في أثناء الحمل.
– تناول الأدوية والعقاقير أثناء الحمل دون استشارة طبية.
– تناول الكحول والتدخين أثناء الحمل.
– الإصابة بالحصبة الألمانية أو تسمم البلازما أثناء الحمل.
– الولادة المبكرة.
– تعرض الطفل لنقص الأوكسجين أثناء الولادة.
2- أسباب بعد الولادة:
– إصابة الطفل بالحمى الشوكية.
– تعرض الطفل ﻹصابة بالغة في الرأس.
– اضطرابات الغدد الصماء أو الغدة الدرقية.
– الأمراض العضوية المزمنة.
– فقد شخص عزيز (وفاة أحد المقربين أو طلاق الوالدين).
– التعرض للعنف الجسدي أو اللفظي أو الاستغلال الجنسي.
– الظروف المحيطة المحبطة، الشجار المستمر بين الأبوين.
– التعرض لصدمة.
أمثلة لبعض اضطرابات الأطفال النفسية:
1– التوحد:
ويعرف بأنه خلل في الدماغ يؤدي إلى نقص قابلية واستعداد الطفل للتواصل وإقامة علاقات مع الآخرين.
ويظهر في سن مبكرة عند الأطفال الصغار، وتتراوح شدة مرض التوحد عند الطفل من الخفيف إلى الشديد، فبعض الأطفال يستطيع أن يدبر أموره، والبعض لديه قدرات استثنائية وبعض الأطفال يجدون معاناة كبيرة في التحدث.
أعراضه:
خلال السنة الأولى:
1- عدم التفات الرضيع لصوت الأم.
2- عدم التفات الرضيع عند مناداته باسمه.
3- عدم نظر الرضيع إلى من حوله.
4- عدم ابتسام الرضيع عند مداعبته.
5- عدم استخدام الطفل ليديه للإشارة لما يريد بعمر السنة.
خلال السنة الثانية:
1- عدم نطق الطفل حتى لكلمة واحدة بعمر سنة و4 أشهر.
2- عدم نطق الطفل جملة من كلمتين رغم بلوغه عمر سنتين.
3- عدم اكتراث الطفل عندما يشير الشخص الكبير إلى شيء ما (كأن يقول انظر إلى الشجرة).
أعراض أخرى:
1- قيام الطفل بحركات مكررة مثل الهز.
2- تجنب الطفل النظر بالعين إلى من يتحدث إليه.
3- تجنب الطفل التماس الجسدي من الآخرين.
4- تأخر تعلم الكلام عند الطفل.
5- تكرار الطفل ما يسمعه من كلمات أو عبارات.
6- انزعاج الطفل من تغيرات بسيطة في روتينية اليومي.
ويجب أن يتم تشخيص التوحد من خلال اللجوء لطبيب متخصص.
2– صعوبات التعلم:
هذه الصفات عادة تظهر على أطفال صعوبات التعلم، وأهمها :
1- النشاط الزائد.
2- الضعف الإدراكي الحركي.
3- التقلبات الشديدة في المزاج.
4- اضطرابات الانتباه.
5- التهور.
6- اضطرابات الذاكرة والتفكير.
7- مشكلات أكاديمية محددة في الكتابة، القراءة، الحساب، والتهجئة.
8- مشكلات في الكلام والسمع (مشكلات لغوية).
3– اضطرابات التواصل:
هي اضطرابات ملحوظة في النطق أو الصوت أو الطلاقة الكلامية، أو ما يعرف بالتهتهة، أو تأخر لغوي أو عدم نمو التعبير اللغوي أو القدرة على الاستقبال اللغوي.
4– الاكتئاب:
وتشبه أعراضه لدي الأطفال أعراضه في حالة البالغين من الشعور الغالب بالحزن والإحباط وفقدان القدرة على الاستمتاع بالأنشطة المختلفة، الشعور المستمر بالذنب، فقدان الأمل و الرغبة في الموت، الأرق أو زيادة معدل النوم، نقص أو زيادة الوزن، وتتعدد أسباب الاكتئاب بين أسباب اجتماعية، بسبب تعرض الطفل لضغوط مجتمعية أو أسباب وراثية أو كيميائية.
5– الوسواس القهري:
رغم أنه أكثر شيوعا لدى الكبار فإن هناك بعض الدراسات التي أثبتت أنه حدث لبعض المصابين في فترة الطفولة ونمى معهم.
6- اضطرابات الإخراج:
مثل التبول اللاإرادي و الذي يعد مشكلة حقيقية إذا وصل الطفل إلى عمر الخامسة وتتعدد أسبابه بين عوامل وراثية أو مواجهة الطفل للتوتر و الضغوط، وأحيانا كنتاج لبعض الأمراض العضوية كالصرع أو استخدام بعض الأدوية.
7– اضطرابات تناول الطعام:
وتشمل الشره، فقدان الشهية المزمن، اضطراب النهم ﻷطعمة غير مألوفة كالأوراق أو الطين، اجترار الطعام.
هذه بعض الأمثلة للاضطرابات النفسية التي قد يصاب بها الأطفال.
ماذا أفعل إذا شككت أن طفلي يعاني من أعراض اضطراب نفسي؟
مبدئيا أهم شيء ألا تسخري أبدا من طفلك، ولا تتركيه عرضة للسخرية من الأقارب أو الأصدقاء، ولا تلجأي للعقاب كوسيلة لمنعه على سبيل المثال إذا كان يعاني من التهتهة، أو التبول اللاإرادي.
الجأي للطبيب المختص والذي سيتمكن من إجراء الاختبارات لتشخيص حالة الطفل ووصف العلاج المناسب.
بعض الاضطرابات تحتاج لعلاج دوائي كاضطراب فرط الحركة على سبيل المثال، وبعضها الآخر يتم الاعتماد في علاجه على العلاج السلوكي والعلاج باللعب، وهو الأكثر شيوعا في حالة الأطفال. أهم شيء هو الانتباه جيدا ومحاولة اكتشاف الأمر بشكل مبكر، فكلما تم التعامل مع الأمر مبكرا كلما زادت فرص الشفاء.
بعض الاضطرابات تحتاج لعلاج دوائي كاضطراب فرط الحركة